"طلال بن عبد العزيز": التنمية الحقيقية لا تكون إلا بالتعليم الجيد

خلال ندوة "دور التعليم وإسهامه في تحقيق أهداف التنمية المستدامة"
"طلال بن عبد العزيز": التنمية الحقيقية لا تكون إلا بالتعليم الجيد

الرياض: أكد رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند"، رئيس مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة، الأمير طلال بن عبد العزيز، أن التنمية الحقيقية معنية أكثر بتعزيز إرادة التغيير المستمر في الفرد والمجتمع، بما يضمن ترسيخ المفاهيم والقيم الإيجابية، وما يستلزم من انفتاح متبصرعلى التجارب الإنسانية.

جاء ذلك خلال كلمته لـ "ندوة دور التعليم وإسهامه في تحقيق أهداف التنمية المستدامة"، التي عقدت بالجامعة العربية المفتوحة في الرياض، بحضور الملكة صوفيا، ضمن منتدى أجفند التنموي السادس.

ألقى الكلمة بالنيابة عن الأمير طلال، الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز.

وقال إن "التغيير الذي يؤدي إلى تحولات تنموية حقيقية لا يكون إلا بالتعليم الجيد الذي يمكن الإنسان من مفاتيح الإندماج الواعي في العصر بل و قيادته، وعلى هذا الأساس فإن "أهداف التنمية المستدامة 2030 " التي اعتمدها قادة العالم في سبتمبر 2015، وضعت التعليم في طليعة أهدافها الـ 17" .

وشهد افتتاح المنتدى عرضًا إبداعيًا للأطفال، حاملين مجسمات عن الأهداف الـ 17 لأجندة التنمية المستدامة، بعثوا من خلالها رسالة دلالية إلى العالم عن ضرورة الاهتمام بتحقيق استدامة التنمية.

وأشار إلى أن الجامعة المفتوحة وأجفند، يشكلان توأمةً لها شأن في الحراك التنموي لأكثر من مجتمع وعلى أكثر من صعيد.

وأوضح أن الجامعة العربية المفتوحة بانتشارها في تسع دول أصبحت إطارًا مشتركًا بين الشباب العربي من الجنسين؛ لبناء وحدة ثقافية عربية بإطار عملي حقيقي، مضيفًا أن "أجفند" باستراتيجيته المرتكزة على عدم التمييز بين المجتمعات في تقديم الدعم التنموي، يعكس مبدأ "وحدة الإنسانية"، الذي يقوم عليه، بمؤازرة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول الخليج العربية، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية.

ولفت الأمير "طلال" إلى أن أجندة التنمية المستدامة، التي جاءت مع انتهاء "أهداف الألفية"، متنوعة ومباشرة وليست صعبة التحقيق إذا وجهنا الاهتمام الكافي للتعليم الذي هو "قاطرة التنمية"، موضحًا أن هذه الأهداف بشمولها تخاطبنا جميعًا، لأنها بمثابة دستور عمل إنساني في مواجهة قضايا تهدد الإنسان أينما كان.

من جانبه، قال وزير التعليم، الدكتور أحمد العيسى، إن العنوان الذي تبناه المنتدى حول دور التعليم في تحقيق التنمية المستدامة، محفز وملهم للتربويين والمفكرين، في التأكيد على التعليم النوعي بوصفه الطريق الأوحد للتنمية المستدامة، ولكونه السبيل الأول لتحقيق التنمية والرفاه، وتوليد الوظائف، والقضاء على الفقر والمشكلات الاجتماعية.

وأعرب عن أمله في "أن تحتفى في هذا المنتدى الموفق بكل فكرة إبداعية سديدة، وبكل فرصة ومبادرة ذكية ورشيدة توصلنا ـ بإذن الله ـ للتطلع المنشود في تجويد التعليم، وبناء واستكمال جميع مقوماته وعناصر نجاحه".

وتابع قائلاً: إننا في عصرٍ لا خيار لنا فيه إلا استنهاض عقول الأبناء وأفئدتهم المليئة، بحب الله، ثم بحب هذا الوطن؛ للعطاء والمبادرة والإنتاج في خدمة أنفسهم وأسرهم ووطنهم والعالم أجمع؛ ولا بديل في هذا السياق عن بذل كل جهد ممكن للارتقاء بمهامنا التعليمية والتربوية، والانفتاح الواعي على العصر ومعطياته التطويرية فيما يحقق الخير والنماء للجميع.

وأكد "العيسى" أن "رؤية المملكة 2030"، رسمت التوجهات والسياسات العامّة، والأهداف والالتزامات الخاصّة بها، لتكون المملكة نموذجًا رائدًا على المستويات كافة، وستكون "الرؤية " ـ بإذن الله ـ منهجًا وخارطة طريق للعمل الاقتصادي والتنموي في المملكة.

وأضاف: راعت "الرؤية " ضمن مرتكزاتها أهداف التنمية المستدامة المقرَّة من الأمم المتحدة عبر برامجها المختلفة، كما تجد هذه الأهداف التنموية متابعة دقيقة من حكومة المملكة من خلال المتابعة، ورصد المؤشرات الوطنية، وهو الجهد التي تقوم به مشكورة وزارة الاقتصاد والتخطيط.

وأشار وزير التعليم، إلى أن "الرؤية" كما قال خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، "ليست فقط مجموعة من الطموحات، بل هي برامج تنفيذية لنتمكن بحول الله من تحقيق أولوياتنا الوطنية".

وقال إن وزارة التعليم، تعكف على عدد من البرامج المرتبطة بالهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة "التعليم"، من خلال التوسع في مرحلة رياض الأطفال، ودمج مراحل التعليم المبكر، وإعادة رسم خارطة التعليم ومناهج جديدة للصفوف كافة، تتماشى مع القرن الحادي والعشرين، لتحويل التعليم إلى مهنة جاذبة ومشاركة الأسرة والمجتمع في العملية التعليمية.

ودعا "العيسى" في كلمته إلى، تكريس ثقافة العمل التعليمي المؤسسي، ومواجهة التحديات والصعوبات بأسلوب عصري علمي، وعدم استعجال النتائج في تطوير التعليم؛ لأن التغيير الذي ننشده يمس الإنسان وطبائعه ومهارته ويمس الثقافة المجتمعية التي تتعقد بتعقد الطبيعة البشرية وتداخلاتها.

وقال: يجب أن نكون دومًا في حال من المراجعة والحوكمة لأعمالنا وفق الأهداف والخطط، وأن نفعل كثيرا أدوات التحفيز والمحاسبية في مواجهة أي ركود يحصل.

وتحدث في افتتاح الندوة مؤسس بنك غرامين في بنجلاديش، مبتكر آلية الإقراض الصغير، البروفيسور محمد يونس، مشيدًا بالإسهامات التنموية للأمير طلال، ومؤكدًا ضرورة التحول من نظم من التلقين التقليدي إلى غرس الإبداع والابتكار.

وقال: عار على النظم التعليمية أن تعلم الناس كيفية البحث عن عمل ولا تعلمهم كيفية بدء مشروعات، وصناعة فرص عمل لغيرهم .

وأضاف: أكبر حقيقة اكتشفتها في حياتي أن معظم المتعاملين مع بنك غرامين ليس لديهم إلمام بالكتابة والقراءة، ومعظمهم من النساء، ولكن لديهم مهارات وقدرات تفوق ما لدى المتعلمين.

وقال المدير التنفيذي لأجفند، ناصر بكر القحطاني، إن منتدى أجفند التنموي السادس، الذي يحمل عنوان "دور التعليم وإسهامه في تحقيق أجندة التنمية المستدامة 2030"، الذي يقام هذه المرة في مدينة الرياض، امتدادًا لسلسلة منتديات عقدها أجفند في كل من: الفلبين، والأوروغواي، والرباط، وأبو ظبي، وجنيف، وأصبح آلية تنموية تصاحب انعقاد اجتماعات لجنة جائزة أجفند الدولية، وبات إشعاعًا تنمويًا، ومثار اهتمام المنظمات ذات الشأن، لأن القضايا التي تطرح في المنتدى تعالج " جذور التنمية وأساسياتها".

وأوضح "القحطاني" أن "عنوان هذا المنتدى ثمرة لقرار للأمير طلال بن عبد العزيز، وتوصيات لجنة جائزة أجفند، بتوافق موضوعات الجائزة وفعالياتها المصاحبة مع أهداف التنمية المستدامة التي أعلنتها الأمم المتحدة في سبتمبر 2015، مشيرًا إلى إعلان لجنة الجائزة شعار "لا للفقر"، موضوعًا للجائزة للعام 2018.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org