" العباد": المديرون يعاملون موظفيهم على أنهم "كذابون محتالون"

اليوم يمكن للموظف إنجاز العمل من المقهى
" العباد": المديرون يعاملون موظفيهم على أنهم "كذابون محتالون"

يناقش الكاتب الصحفي عماد العباد علاقة المدير بموظفيه وعماله، راصدًا نموذجي النجاح والفشل في تلك العلاقة، فيرفض العباد ما يطلق عليه "هوس المديرين بساعات العمل الثماني؟"، والتعامل مع الموظف كـ"كذاب محتال"، والإصرار على أن يجلس الموظف يحملق في السقف ويستهلك الكهرباء والماء دون أن يكون لديه عمل ينجزه؟ مؤكدًا أن بيئات العمل ومديريها تطوروا، فلم تعد ساعات العمل هي معيار الكفاءة والإنتاج، داعيًا المؤسسات والشركات إلى إيجاد بيئة عمل محفزة، تجعل العامل أو الموظف يحب عمله ويزيد إنتاجه.

مقطع من مسلسل

وفي مقاله "المديرون وهوس الثماني ساعات" بصحيفة "الرياض"، يقول العباد: "وصلني مقطع من مسلسل خليجي قديم يظهر فيه الفنان السعودي بكر الشدي -رحمه الله- يمثل فيه دور مدير تأتيه السكرتيرة بجدول الحضور والانصراف، يقوم بكر بتمزيق الجدول، ويبرر ذلك بأن رصد ساعات عمل الموظفين أسلوب قديم أثبت فشله وأن العبرة هي بالإنتاجية ومحبة الموظف لمكان عمله".

تطور حصار الموظفين

ويعلق العباد قائلاً: "لا أعرف متى تم إنتاج هذا المسلسل؛ ولكن من الواضح أنه كان في الثمانينيات الميلادية. ولا يعلم بكر -عليه رحمة الله- أن السنوات مرت وأن المديرين التقليديين تطوروا، ولكن، في أسلوب الرصد، لم تعد دفاتر توقيع الحضور والانصراف موجودة، بل أصبحنا نحاصر الموظفين أكثر واكتشفنا طرقاً أكثر دقة في التعامل مع كذبهم وتحايلهم، أصبح لدينا إثبات حضور ببصمة الإصبع بل وبصمة العين، وذلك لكي نتأكد من حضورهم الجسدي في مكاتبهم لثماني ساعات يومياً وأنهم قد استحقوا المبلغ الذي ندفعه لهم نهاية الشهر".

معاملة المدير

ويرصد العباد المشكلة قائلاً: "الكثير من المديرين والمسؤولين يتعاملون مع موظفيهم بافتراض مسبق أنهم كذابون محتالون لا يوقف تحايلهم إلا أجهزة البصمة، ومن دونها فإن المدير يشعر بالغبن لأنه لا يعرف متى أتى الموظف ومتى خرج وهل «حلل» راتبه أم لا؟

التعاملات بين المدير وموظفيه في الغالب تقوم على مبدأ الشك وعدم الثقة، وذلك ما يجعل الموظفين يكرهون بيئة العمل ويستيقظون في أيام العمل وهم تعساء لأن عليهم الذهاب إلى مكان يكرهونه، مما يؤدي في النهاية إلى إنتاجية رديئة ومردود ضعيف".

هوس ساعات العمل

ويضيف العباد: "ما لا يفهمه المديرون هو لماذا هذا الهوس بساعات العمل الثماني؟ ولماذا الإصرار على أن يجلس الموظف يحملق في السقف ويستهلك الكهرباء والماء دون أن يكون لديه عمل ينجزه؟ هذا لا يعني بطبيعة الحال الدعوة إلى الكسل والتراخي وتقليل الإنتاجية، بل يعني كيفية إخراج أفضل ما لدى العامل أو الموظف وأن يكون ذلك بطيب خاطر منه لأنه يعمل في بيئة محفزة، لا تعامله كطفل مشاكس يحتاج إلى أجهزة بصمة تثبت حضوره الجسدي في فضاء العمل".

الشركات الناجحة

ثم يرصد العباد نموذج الشركات الناجحة في التعامل مع موظفيها ويقول: "الشركات الأكثر نجاحاً في العالم تعاني من أن موظفيها لا يريدون مغادرة مكان العمل لأنهم يحبونه ربما أكثر من منازلهم، وذلك بسبب أنهم وجدوا فيه بيئة تحترمهم وتراعي ظروفهم وتجعل لهم الأولوية باعتبارهم رأس مال الشركة".

إنجاز العمل من المقهى

وينهي العباد قائلاً: "إنجاز العمل مع هذا التطور التكنولوجي الكبير في الاتصالات من الممكن تحقيقه من البيت أو حتى من مقهى وربما بجودة أعلى بكثير من إنجازه في أجواء المكاتب الكئيبة".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org