"المزروعي": ما يُثار حول عصر جليدي قادم ليس له سند علمي

الدراسات أثبتت ضعف العلاقة بين الاحترار العالمي وأشعة الشمس
"المزروعي": ما يُثار حول عصر جليدي قادم ليس له سند علمي

أكّد أستاذ الأرصاد والتغير المناخي رئيس قسم الأرصاد ومدير مركز التميز لأبحاث التغير المناخي بجامعة الملك عبدالعزيز، الدكتور منصور بن عطية المزروعي؛ أن المعلومات المتداولة بعد التسجيل الصوتي المنتشر الذي يشير إلى تغيرات مناخية نتيجة لنشاط إشعاعي شمسي يؤدي إلى عصر جليدي قادم، وزيادة في الأمطار، ليس له سند علمي في مجلات علمية ولم تشر إليه أي جهات متخصصة مثل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

وقال "المزروعي": ما يتردّد بهذا الصدد ليست له علاقة علمية مباشرة مرتبطة بأشعة الشمس، لأن الأمطار والاحترار العالمي مرتبطان بأنظمة مناخية عالمية، وتتحدد حركة الغلاف الجوي وفق منظومة مناخية معقدة.

وأضاف: حتى لو افترضنا أن هناك انخفاضاً في أشعة الشمس فلن يكون تأثير ذلك، كما ذُكر في التسجيل الصوتي، حيث إن الكثير من الدراسات أثبت ضعف العلاقة بين الاحترار العالمي وأشعة الشمس.

واستدرك قائلاً: هناك دورات للبقع الشمسية تؤثر نسبياً في الأنظمة المناخية ولكن ليس إلى درجة أن يكون هناك عصر جليدي قريب.

وقال "المزروعي": زيادة الهاطل المطري في كثير من مناطق السعودية والخليج، الكويت والأردن خلال هذا الموسم، مناسب لفقه الواقع الحالي، وفيه إشارة جيدة إلى أن هناك تغيرات مناخية، لذا وجدنا هذا التسجيل، الذي مع احترامي لمصدره، لقي صدى واسعاً وتم توزيعه بشكل كبير من خلال رسائل "الواتس".

وأضاف: الربط بين هطول الأمطار والتغيرات المناخية لا يعد دليلاً علمياً مباشراً، رغم أنني أؤمن بشكلٍ عام بأن هناك تغيرات مناخية حاصلة يتأثر بها العالم بشكل مختلف، ولكن لا يمكن بالضرورة إثباتها بحدوث غزارة في الأمطار في موسمٍ واحد، إلا إذا تكررت شواهدها مع تغيرات في العناصر الأخرى.

واستطرد: مفهوم التغير المناخي غير واضح لدى الكثيرين، فالتغير المناخي لديهم هو إما زيادة أو نقصان في الحرارة أو الأمطار، والذي أراه أن التغير المناخي قد يسبب النقيضين، والسبب أن الله -سبحانه وتعالى- أوجد نظاماً مناخياً متزناً بالغلاف الجوي وتركيزات غازات الاحتباس الحراري كانت بنسب موزونة.

وتابع: تدخل الإنسان أدى إلى تغيير التوازن الطبيعي في الغلاف الجوي، ونتوقع بشكل عام ومنطقي حصول احترار عالمي وتغيير في أنظمة الغلاف الجوي، وهذا قد يؤدي إلى اضطراب عالٍ high variability في المناخ وليس بالضرورة تغييره change.

وقال "المزروعي": ليس المقصود معارضة ما ذُكر، ولكن ألا نعتمد على ما قيل إلا باستناد علمي، وأن يدفعنا هذا للمزيد من الدراسات المعمقة حول اضطراب المناخ على المستوى العقدي والسنوي والفصلي ومعرفة ما إذا كان حصول تغير مناخي هو أمر غير رجعي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org