واقعة أقعدته بالمملكة 42 عاماً.. "مصور الزعماء".. 25 بورتريه للملك وهذا ما بمتحفه

واقعة أقعدته بالمملكة 42 عاماً.. "مصور الزعماء".. 25 بورتريه للملك وهذا ما بمتحفه

بدأ مصوراً لرئيس وزراء باكستان وفي جعبته 100 صورة لـ"المؤسس" ولقطات للأمراء

يحار العقل في إيجاد تفسير للارتباط المبكر بين اسمه الذي اختاره له والديه، وبين العمل الذي امتهنه بعد مولده بعشرين عاماً، وبلغ في إتقانه مرتبة الاحتراف، فاسمه "منظور" ومهنته التي يزاولها منذ أكثر من نصف قرن، تقوم على قدرته الفائقة في التقاط المنظور الأكثر تعبيراً عن زعماء الدول والسياسيين والأشخاص العاديين، الذين صورهم بعدسات كاميراته، والأحداث الدولية والمحلية داخل السعودية، التي شارك في تغطيتها طيلة 42 عاماً متواصلة منذ قدومه إلى المملكة وإقامته فيها، منها 30 عاماً عمل فيها مصوراً لوكالة الأنباء السعودية "واس".

لم يخطط الباكستاني منظور أحمد للإقامة في المملكة، فقد كان لديه عمل جيد يقتات منه في بلاده، إذ كان مصورًا لرئيس الوزراء الباكستاني الأسبق ذو الفقار علي بوتو، لكن قرار استقراره في المملكة ارتبط بواقعة غريبة، فأثناء زيارته الأولى للمملكة، وبفعل الحساسية الخاصة لحاسة بصره كمصور، لم يعجبه التقاط صورة لمعلم سعودي طالعه في ملصقات تعريفية خاصة بالسعودية، فالتقط بعد وصوله صورة لنفس المعلم، وتوجه إلى مسؤول سعودي ووضع أمامه الصورتين، فاستحسن المسؤول الصورة التي التقطها منظور غير أنه أنكر عليه أن يكون صاحبها، فأخرج منظور كاميرته والتقط للمسؤول عدة صور، وبعد تحميضها قدمها له هدية، فأعجب بها، وشجعه على العمل مصورًا في المملكة، فجرب منظور ثم قرر الإقامة فيها.

ورغم سنين عمره الإحدى والسبعين، لا يزال منظور ذو القامة الممشوقة، يحتفظ بحيوته الحركية في التقاط الصور، والتمايل برشاقة لافتة لتحديد أفضل منظور لالتقاطها، وعند سؤاله عن سر ذلك يجيب بابتسامة هادئة ويقول: إنه الشغف الذي ملك كيانه بحب التصوير واحترافه.

استديو "منظور" أقرب إلى أن يكون معرضاً فنياً، لكنه أكثر من ذلك أقرب إلى كونه متحفاً صغيراً، فعلى حوائطه يعرض الكثير من أعماله سواء التي التقطها بكاميراته خلال مسيرته العملية، أو تلك التي حصل عليها من أرشيف وكالات الأنباء والمصورين الأجانب وأجرى عليها بعض التأثيرات، مثل عدد من الصور النادرة للملك عبدالعزيز آل سعود مع أبنائه الأمراء، وخلال رحلاته البرية، وجلوسه في مكتبه يباشر مهام الحكم.

وتتسع دهشة الإعجاب بروعة صور "المؤسس" عندما يخبرك "منظور" بامتلاكه 100 صورة نادرة للملك عبدالعزيز، كما ينقلك إلى أجواء خاصة ويسترجع معك سيلاً هادراً من الذكريات خلال استعراضه معك الصور التي التقطها للحرمين الشريفين وأشهر معالم السعودية، والملك خالد، والملك فهد، والملك عبدالله، رحمهم الله، والملك سلمان الذي يحتفظ له -رعاه الله- بـ25 بورتريهًا ومئات الصور منذ أن كان أميرًا للرياض ووليًا للعهد، كما يحتفظ بصور لزعماء عرب وأجانب أثناء زيارتهم للمملكة مثل الرئيس المصري أنور السادات.

شارك "منظور" في توثيق احتفالات السعوديين بعدد من الأعياد والمناسبات الوطنية منها العيد الوطني للمملكة، ومهرجان الجنادرية، ويحتفظ بصوره لهذه المناسبات في ألبومات كبيرة، موزعة في أماكن متفرقه داخل الأستديو إلى جوار عدد من الحقائب، التي تحتوي على الكاميرات التي استخدمها طيلة مسيرته في فن التصوير؛ لأنها "جزء من وجوده" كما قال، ويحب أن تكون حاضرة أمامه دائماً حتى يأنس بشغفه الآسر لفن التصوير.

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org