صور تكشف الفوضى.. أهالٍ بالدمام: غياب الأمانة عن هذا المكان يهدد صحتنا

أكدوا وجود مخالفات جسيمة تضر بالصحة العامة والبيئة
صور تكشف الفوضى.. أهالٍ بالدمام: غياب الأمانة عن هذا المكان يهدد صحتنا

طالب عدد من المواطنين أمانة المنطقة الشرقية بالقيام بدورها الرقابي على موقع بيع المنتجات المحلية الموسمية بسوق الخضراوات والفواكه بمدينة الدمام، والذي عادة يباع فيه الرطب والتين والرمان والليمون والعنب؛ لمنع المخالفات المتأصلة والدائمة منذ سنوات طويلة، والتي يقترفها الباعة في هذا المكان عن عمد واستهتار ولامبالاة.

وأشار أهالٍ إلى وجود مخالفات جسيمة، قد تضر بالصحة العامة للمستهلك، فضلاً عن الضرر الذي تسببه على البيئة، إذ لا يزال هناك من يخالف الأنظمة من خلال بيع المنتجات الغذائية في صناديق خشبية قذرة، ويعاد استعمالها أكثر من مرة، مما قد يسبب أضراراً صحية على المستهلك، بالإضافة إلى أن هذه الصناديق الخشبية الصغيرة تترك على الأرض بجانب براميل القمامة والأوساخ ثم يعاد تعبئتها بالمنتجات الغذائية، وهو ما يساعد على انتشار الجراثيم والميكروبات فيها.

وأجمع مواطنون على أن الجهود التي تبذلها فرق الرقابة في الأمانة غائبة تماماً عن هذا الوضع غير المقبول، والذي فيه إساءة للأمانة وللمدينة، مطالبين بالحزم والشدة، تجاه كل من يخالف التعليمات الصحية والضوابط الصادرة من الأمانة.

وكانت أمانة المنطقة الشرقية قد منعت منذ سنوات بيع وعرض المنتجات الزراعية في الصناديق الخشبية؛ لما لها من أضرار، إلا أن قرارها هذا كأن لم يكن، حيث لم يطبق أحد من الباعة هذا القرار، ولم يقم أي من مراقبي الأمانة بالدور المفترض القيام به في هذا الجانب، مما شجع البائعين على التمادي في هذه المخالفة، حيث لا رقيب ولا حسيب. بحسب حديث جاسم العلي أحد سكان الدمام ومرتادي هذا السوق.

ويوضح المواطن فالح العنزي أنه اعتاد الشراء من موقع المنتجات المحلية الموسمية بسوق الفاكهة والخضراوات بالدمام بصفة أسبوعية. ويقول: "في كل مرة ألحظ أن أغلب البائعين لا يتقيدون بالأنظمة، وبالذات فيما يتعلق بالفواكه الموسمية، حيث أجدهم يستخدمون الصناديق الخشبية التي تعاد تعبئتها مرة أخرى وعرضها للبيع"، مطالباً أمانة الشرقية بـ"تكثيف الرقابة على الباعة وإلزامهم باستخدام العلب الكرتونية الصحية بدلاً من الخشبية التي تلتصق بها بقايا الفواكه خاصة التالفة منها، ويصعب تنظيفها، وبالتالي تتحول إلى عفن ومواد مضرة، فضلاً عن أن هذه الصناديق الخشبية لا تحفظ بشكل جيد، وتتسلل إليها الحشرات".

وذكرت المواطنة "أم أحمد" أن "معظم البائعين عند بيع بضاعتهم لا يلتزمون بالنظافة العامة للمكان، من خلال رمي كل بقايا منتجاتهم في نفس المكان، مخلفين منظراً غير حضاري، إضافة إلى أن هذه المخلفات تجلب الحشرات والقوارض، والتي بدورها ستنقل الأمراض والميكروبات إلى مباسط البيع في السوق، ومن المزعج أن يقوم البائعون بعملية التحميل والتنزيل لمنتجاتهم، ويأكلون وجباتهم ويغسلون أيديهم عبر سطل ماء بلا صابون ولا معقمات، وبعضهم يستخدم يده في كل شيء، ويلامس بها جسمه ويمسح عرقه، ثم يقوم مباشرة بملامسة الرطب والعنب والتين وبقية المنتجات بيده مباشرة؛ لترتيبها وتعبئتها في الصناديق دون قفاز، ودون أن يغسل يديه جيداً، حيث في الأساس لا يوجد ماء، ثم لا يوجد رقيب يسألهم عن القفازات، وهنا لا بد أن تتحرك الفرق الرقابية في الأمانة للقضاء على هذه المخالفات.

من جانبه، أشار علي آل حسن (مستهلك) إلى أن "أغلب المخالفات التي يعاني منها موقع بيع الحشائش والفواكه والخضراوات الموسمية، ناجمة عن عشوائية وعدم مبالاة من قبل البائعين تبدأ من طريقة وقوف سيارات البائعين وطريقة تنزيل منتجاتهم على الرصيف، ومكان تخزين الفائض منها وطريقة تعبئتها في الصناديق الخشبية، ومن ثم مكان وضع هذه الصناديق بعد بيع ما فيها عبر إفراغها في أكياس بلاستيكية للمشترين وانتهاءً بمكان جلوس هؤلاء الباعة وطريقة تناولهم لوجباتهم الغذائية، وأخذ غفوة في حوض السيارة أو بجانبها، بعيداً عن أعين الرقيب".

وتابع: "نحن نرى بشكل يومي بقايا البضائع من الرطب والعنب وبقية الفواكه ملقاة على الأرض، والصناديق الفارغة منتشرة في كل مكان، حتى بات الرصيف الذي يسير عليه الناس كتلة وطبقة من بقايا المأكولات، أما خلفية الباعة وخلفية معروضاتهم من المنتجات الغذائية فشيء مخجل جداً ومحرج، ولا يفترض أن يكون في أي مدينة فضلاً عن أن يكون في مدينة مثل الدمام".

وطالب "آل حسن" بـ"توعية البائعين والمزارعين بكيفية حفظ وتخزين بضائعهم، إضافة إلى توعيتهم بكيفية التخلص من البقايا بشكل سليم وصحي؛ لضمان عدم تعرض السلع للجراثيم، ومحاسبة كل بائع على ما يوجد أمام وخلف مساحة البيع الخاصة به من أوساخ أو مستلزمات لا ينبغي أن تكون موجودة بما في ذلك الصناديق الفارغة والمنتجات الفاسدة، وما يسقط من حبات الرطب والعنب وغيرها من المأكولات التي فور سقوطها على الأرض تداس بالأقدام، ومن ثم تتحول إلى بقعة عفنة".

وفضّل المواطن عمر الخالدي الحديث عن المظهر العام لهذا الجزء من سوق الخضار والفواكه، قائلاً: "أستطيع التأكيد على أن الأسواق غير نظيفة بالمرة، مع كثرة استخدام الصناديق الخشبية، ورميها على الأرض، مع بقايا السلع، ولكن يبقى الأخطر على الإطلاق إعادة تعبئة السلع في الصناديق الخشبية رغم خطورتها الصحية، كما ألحظ تعمّد بعض البائعين تفريغ محتوى الصناديق في أكياس بلاستيك للزبون عند الشراء، رغم أن التعليمات الصحية الصادرة من الأمانة، تشدد على بيع السلع في الكرتون أو الفلين، دون تفريغها في أكياس، وهذا يمنع إعادة استخدام الصناديق مرة أخرى؛ لأنها تتعرض للتلوث؛ بسبب المكان الذي تحفظ فيه هذه الصناديق أو الكراتين والفلين التي يحرص البائع على إفراغها في أكياس ليستفيد باستمرار منها، فأتمنى أن تكون التعليمات صريحة من الأمانة بمنع تعبئة المنتجات الغذائية في صناديق خشبية أولاً، وثانياً عدم إفراغ المنتجات في أكياس بلاستيكية حتى لو كانت هذه المنتجات معبئة في كراتين أو فلين؛ لكي لا نسمح للبائعين بإعادة استخدام هذه الكراتين والفلين".

واتفق المواطن خالد الأفندي مع الخالدي فيما ذهب إليه، وقال: "لا يوجد أي تنظيم في السوق، فالمنظر العام مخجل والفوضى تعم المكان، وأستطيع أن أؤكد أن الرقابة من قبل الأمانة شبه معدومة، رغم أن مكتب البلدية في سوق الخضار لا يبعد عن المكان سوى أمتار".

وأضاف: "النظافة معدومة، فالبائعون أنفسهم يأكلون في نفس أماكن البيع، ويحملون وينزلون كل أغراضهم، ثم يلامسون المنتجات بأيديهم دون قفازات، بل إن المكان بشكل عام غير مرتب وغير منظم ويوحي بعدم وجود رؤية جمالية لدى الأمانة لمثل هذه المواقع، بل ولا رؤية صحية؛ فالمساحة مفتوحة بلا ترتيب، والبائعون يستخدم كل واحد منهم ما يتمكّن من تأمينه من ألواح خشبية أو طاولة حديد صدئة أو كرتونات بعضها فوق بعض؛ ليصنع لنفسه مرتفعاً يعرض عليه بضاعته، فهل يُعقل هذا؟"، ألا يمكن لأمانة الدمام أن تصمم لهؤلاء الباعة شكلاً جميلاً بسيطاً مستوحى من بيئة المنطقة، يساهم في تنظيم المكان ويسهل على الباعة طريقة عملهم ويضفي جمالاً على المكان؟".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org