هل يتخلى موظفو الدولة عن مركباتهم؟

هل يتخلى موظفو الدولة عن مركباتهم؟

الترام، والمترو بعرباته المقطورة، فوق الأرض أو تحت الماء، لم يكن يومًا جزءًا من أكسسوارات تجميل العواصم، إنما عرفناه جزءًا من هوية المدن العالمية. كذلك القطار وسيلة نقل أصيلة، جماعية، وشعبية.. يستخدمها ملايين السكان يوميًّا ذهابًا وعودة من وإلى أعمالهم أيضًا بأسرع وقت، وأقل تكلفة.

السواد الأعظم من السكان والسياح يستخدمون القطارات داخل المدن، فضلاً عن المقطورات التي تجوب أرجاء الدولة، من الفجر إلى ساعات متأخرة من الليل.

الرياض الحبيبة تُعتبر من أفضل العواصم تخطيطًا، لكنها تكاد تختنق بفعل ملايين المركبات التي تغطي طرقاتها. كمٌّ مهول من البشر، يضغط أنفاس هذه المدينة يوميًّا التي يربو عدد سكانها في ساعات الذروة على عشرة ملايين نسمة.. أكثر من مليونَي نسمة منهم يراجعون الرياض طلبًا للعمل، أو الحصول على الخدمات الصحية (تحديدًا). ضغط المرور يقابله ضعف إدارة السير، وتنظيم الاختناقات المرورية من الجو.. منتصف نهارها تشعر في شوارع الرياض بالضغط العصبي لمعظم أصحاب المركبات، وما يصاحبه من سلوكيات، تنزع للعنف أحيانًا، فضلاً عن هدر ملايين الساعات يوميًّا في الزحام، وكذلك ملايين الريالات في المحروقات. ثلاثة أضعاف الزمن يُهدر في المدن المزدحمة مقابل مسافة كيلومتر واحد. مليون وثمانمئة ألف سيارة تقريبًا في الرياض. وحسب "مسح المساكن 2017" تمتلك 65 % من الأُسر السعودية المالكة سيارات سيارة واحدة فقط، بما يمثل 2.1 مليون أسرة سعودية، فيما تمتلك 23.3 % سيارتين، و11.7 % أكثر من 3 سيارات..

لكي يصبح قطار الرياض أكثر فاعلية قد يتطلب ذلك السماح للحافلات فقط أكثر من ٤٥ راكبًا الدخول إلى المنطقة المركزية الأكثر طلبًا للخدمات بالرياض خلال ساعات الدوام.. بجانب تفعيل الدوام المرن؛ إذ ربما يخفف تكدس ملايين الموظفين في نطاق خمس ساعات مركزية.. فهل يستجيب موظفو الدولة لحوافز النقل العام، ثم يتخلى سكان الأبراج عن مركباتهم الخاصة؟ هل يبادر الوزراء والقيادات العليا باستخدام القطار والنقل الجماعي قدوة للآخرين؟ أتوقع نجاحًا نسبيًّا لمشروع قطار الرياض فيما لو تضافرت جهود موظفي الدولة والقطاع الخاص بالتخلي عن مركباتهم الخاصة ساعات الدوام التي تشكل ما بين ٤٠ -٦٠٪ من عدد مركبات الرياض أثناء ساعات الذروة. تجربة إدارة مرور العاصمة المقدسة بالمنطقة المركزية يمكن محاكاتها في الرياض.. لحياة أكثر مرونة، وأيسر تعايشًا وراحة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org