أجندات لا علاقة لها بالإعلام.."الجزيرة".. قناة إخبارية أم استخباراتية؟

اتجاه معاكس بدأ بـ"كذب بلا حدود" وانتهى بعقدة تُدعى "فوبيا السعودية"
أجندات لا علاقة لها بالإعلام.."الجزيرة".. قناة إخبارية أم استخباراتية؟

بشعار "الرأي.. والرأي الآخر".. تنفّذ "قناة الجزيرة" القطرية المنشأ والاستخبارية الهوية والهدف مشروعًا وأجندات استخباراتية بحتة لا علاقة لها بالإعلام الحرّ الذي يُفترض منه أن يبحث عن الحقيقة مهما كان مقرّها ووجهتها لا تأليف الأكاذيب وتزييف الحقائق تنفيذًا لهذه الأجندات .

سباق الأكاذيب

والمتابع لهذه القناة المتناقضة فيما تدَّعيه من شعارات وما تعرضه من مضامين، يلحظ عليها طرحها وتناولها لمواضيع وبرامج معظمها يعتمد على معلومات ومصادر استخباراتية وليس على المصادر الخاصة بها وبمراسليها، كما هو معمولٌ به إعلاميًا، ويؤكد ذلك سباقها على افتعال الأكاذيب والقصص وانفرادها بعدد من الحوارات والأخبار المحظور نشرها دوليًا ومنها لأشخاص مصنفين بقوائم محظورة دوليًا أو إقليميًا وإبرازهم بتوجيهات من أجهزة استخباراتية مقرّبة تحتضنهم وتوفّر لهم ملجأً آمنًا داخل قطر .

ولعل الكلمات التي قالها مدير مكتب الجزيرة السابق في مدينة برلين أكثم سليمان بعد استقالته منها تؤكد ما سبق، والتي أرجع بها سبب استقالته بما وصفه بتدخل المخابرات القطرية في سياسة القناة ودعمه لها فيما يسمى بالربيع العربي، وقال حينها عبارته المشهورة: "الحمد لله .. أقلعت عن التدخين"..!!

تحت السُلطة

لم تكتف القناة بعرض آراء هؤلاء الأشخاص وتهجمهم على دولهم، بل جعلت "الجزيرة" من نفسها المتحدث والمدافع عن أي شخصية معارضة لدولة عربية أو مطلوبة لدى دول عربية من خلال نشر تصريحاتهم أو استضافتهم بالقناة التي تعتمد برامجها على نسبة كبيرة منهم، حيث تقدمهم أحيانًا في قالب فكاهي أمام حكوماتهم للفت انتباه المشاهد العربي في تلك الدول، وفي أخرى على شكل حقوقيين ومظلومين في دولهم، وذلك وفقًا لتوجّهات وسياسات الدولة التي تتبع لها وهي "قطر"، والتي تعتبرها هذه القناة "تحت سلطة النقد"، حيث لم يسبق لها منذ تأسيسها -وفي تناقض عجيب لشعاراتها التي تطلقها- أن عرضت أو استضافت معارضين لحكومة قطر رغم انتشارهم في شتى بقاع الأرض ولا عملها على تقديم مطالبهم أو قيامها بمناقشة وطرح قضايا تتعلق بحقوق المواطن القطري أو بحرّية التعبير للقطريين داخل قطر الذين لا يملكون من هذه القناة سوى المقرّ والمبنى الذي تحتضنه عاصمتهم الدوحة التي ما زالت بعيدة عنهم وعن همومهم لتبث منه سمومها على أشقائهم العرب والخليجيين، وتعمل منه على إثارة الفوضى في هذه الدول وشعوبها من خلال طرحها فقط قضايا مثيرة الهدف منها العمل على زرع فجوة بين هذه الشعوب وحكوماتها لإشعال فتيل النار والخراب داخلها، وذلك تنفيذًا لتعليمات وتوجهات سياسية لا إعلامية، فكانت نتيجتها عكسية عليها وهي العزل والمقاطعة التي بات ضحيتها المواطن القطري الذي ما زال يدفع ثمنها غاليًا .

كذب بلا حدود

تناغم كبير وواضح بين توجّهات وأسلوب قناة الجزيرة وجهاز الاستخبارات القطري، حيث تدعم القناة حسابات وتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي تُدار من قسم خاص بجهاز المخابرات القطرية بأمن الدولة يسمى (الإدارة الرقمية)، حيث يتم تقديمها على أنها حسابات تعود لمواطنين سعوديين وإماراتيين أو من دول عربية أخرى، ويتم من خلالها ترويج لإشاعات كاذبة وأحبار مغلوطة عن دولهم أو كتابة ودعم هاشتاجات وتغريدات معادية لها وإظهارها بأنها على لسان مواطني الدولة المستهدفة لغرض الإساءة لها وإثارة واستمالة تعاطف شعبها وهو ما كشفه أعضاء بجهاز أمن الدولة القطري الذين تم إلقاء القبض عليهم من المملكة والإمارات وتم عرض اعترافاتهم بذلك بالصوت والصورة على القنوات الرسمية والإخبارية، منها قنوات أبو ظبي والعربية و 24 السعودية وغيرهما، حيث تقوم "الجزيرة" وعلى الدوام بنقل تغريدات هذه الحسابات الاستخبارية ومن ثَم استقاء أخبارها منها .

مذيعون من المنفى

تدور دائرة الشك حول هوية عدد من مذيعي "الجزيرة" الوظيفية الذين تأسّست عليهم القناة، فمعظمهم قدموا لها من المنفى بسبب مطاردة دولهم لهم وظلّت تلاحقهم اتهامات انتسابهم وعملهم لحساب أجهزة استخباراتية دولية، في حين تلاحق عددًا آخر منهم دول ومنظمات دولية بتهمة التعامل مع تنظيمات محظور، ومنهم مراسلون لديها تم اعتقالهم وحبسهم بعد توجيه تهم لهم تعاملوا معها كمراسلها في إسبانيا تيسير علوني الذي تم اعتقاله في يوم (5 سبتمبر عام 2003م) بتهمة تقديم دعم مادي لأعضاء تنظيم القاعدة، بل إن بعضًا منهم ما يزال مطلوبًا لدى دول موطنهم ويعيش في المنفى كأحمد منصور المطلوب لدى حكومة بلده مصر وفيصل القاسم المطلوب لدى النظام في موطنه سوريا .

اتجاه معاكس

إن انفراد هذه القناة المشؤومة على الشعوب العربية أحيانًا بأخبار حصرية وعاجلة وسرية لا تملكها سوى جهات أمنية ومخابراتية واعتمادها على اتجاهات معاكسة وتركيزها على توجّهات وتصوّرات مغايرة للواقع كطرحها ودعمها للثورات التي شهدتها بعض الدول العربية بالسنوات الماضية وتصويرها بأنها ربيع عربي رغم ما أنتجته هذه الثورات من حروب ودمار بتلك الدول، حيث تعمل من خلالها على إثارة الشعوب العربية المستقرة وتحريضها ضد حكامها وقياداتها إلا أنها تستثني منها الشعب القطري الذي تعمل على تضليله وتجاهل حقوقه وتصرّفات حكومته العدائية ضد جيرانها .

الجزيرة.. وفوبيا السعودية

‏كشفت إحدى الدارسات الإعلامية أن قناة الجزيرة تقوم بتخصيص برامج وتقارير خاصة عن السعودية بلغ معدلها أكثر من (140) مادة إعلامية في ظرف شهرين ونصف فقط، وتضاعف هذا الرقم خلال هذه الفترة التي تشهد قضية اختفاء السعودي جمال خاشقجي الذي تبنّت القناة قضية تدليس حقيقة اختفائه بتركيا عبر عشرات البرامج والتقارير التي تستند على مصادر مشبوهة ومعلومات مغلوطة ثبت أنها غير صحيحة بشهادات وأدلة قدّمتها "الجزيرة" نفسها، وهي حذفها للعديد من تغريداتها المتسرعة والمفضوحة حول هذه القضية والتي اتهمت بها السعودية بقتله بقنصليتها في إسطنبول بعد أن قامت بنشرتها عبر حساباتها المختلفة على مواقع التواصل وروّج لها مذيعوها وأذنابهم .

ولكن سرعان ما تم حذفها بعد لحظات من نشرها ولكن ليس قبل توثيقها وتصويرها من قِبل "صقور" هذه المواقع من السعوديين وأشقائهم من الحكماء والعقلانيين من العرب والعالم ليضعها هذا التصرف الغبي والمتعجل ومن معها في حرجٍ كبير تمثّل في فضحها بالدليل القاطع في اختلاقها الأكاذيب ونشرها على حساباتها الرسمية وبرامجها المعروضة، وهي القناة التي تدّعي المصداقية والحياد في أخبارها ولكن الواقع الذي رآه العالم عليها أنها تبث الأخبار الكاذبة والتي فقط تتوافق مع توجّهاتها وأهدافها في هذه القضية من مصادر غير موثوقة وأخرى مأخوذة من حسابات شخصية عامة ومجهولة وغير رسمية من موقع "تويتر"، كل هذا يعود سببه إلى أن القناة تُعاني من عقدة ومرض اسمه "فوبيا السعودية" التي تسببت محاولات النيل منها وتوريطها في قضايا لا علاقة لها بها في سقوطها مهنيًا بعد وقوعها بالمحظور وانكشاف حقيقتها .

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org