طالب الكاتب الصحافي نايف الحربي؛ بإخضاع المعلمين قبل تعيينهم لكشف طبي نفسي؛ لتقييم حالتهم النفسية ومدى تأهيلهم وصلاحيتهم لمهنة التعليم، مشيراً إلى أن 70 % من قضايا المعلمين ومشكلاتهم - بحسب دراسة بمنطقة الرياض - إما بسبب الغياب وإما ضرب الطلاب.
جاءت مطالبات "الحربي"؛ في برنامج "يا هلا" على قناة "روتانا خليجية"؛ تعليقاً على فيديو لمعلم يعاقب طالباً بعنف ويصفعه على وجهه بالأحساء؛ واصفا المقطع بـ "المبكي"، وبأنه معركة وليس تأديباً.
وأضاف: "الضرب لم يعد جزءاً من العملية التعليمية، كما كان في الماضي، وأطالب المعلمين بتطبيق لائحة عقوبات بديلة على الطالب بدلاً من الإساءة للمهنة"، وقال: "لا يوجد أيّ مبرر لكي يفعل المعلم هذا، ولابد من إجراء كشف طبي عليه، فهذا يعني أنه له سابقة وهو لا يمثل المعلمين، فلدينا معلمون أكفاء"؛ مطالباً بالحد من عنف المعلمين تجاه الطلاب بإيجاد كاميرات لرصد تلك الوقائع في الفصول والممرات.
وأشار "الحربي"، إلى أن مشاهدة هذا المقطع هو إساءة للطالب نفسه، والمقطع يبقى موجوداً، مستدركاً لكن هذا التصرف فردي لا يشمل جميع المعلمين، وأوضح: "نحتاج إلى معلم تربوي، وهناك مَن يستخدم العنف ولابد من محاسبة الطالب بلائحة العقوبات والمخالفات السلوكية التي وضعتها وزارة التعليم"، وشدّد على أنه " لا بد من أن يكون المعلم لديه قوة تحمل ولا ينبغي معاقبة الطالب بهذا الشكل الذي قد ينفره من الذهاب للمدرسة".
ولفت إلى أن 25 % من المعلمين يعاقبون بسبب ضرب الطلبة بحسب إحصائيات وأرقام موجودة في منطقة الرياض التي بها قرابة 8 ملايين نسمة، وأضاف: "هناك دراسات أخذت في منطقة الرياض لكنها قد تعم المملكة تقول أن 70 % من قضايا المعلمين ومشكلاتهم إما بسبب الغياب وإما الضرب والعنف ضد الطلاب"، مفصلاً الدراسة: "أغلب قضايا المعلمين الذكور بحسب الإحصائيات 45 % بسبب الغياب، و 25 % من مشكلات المعلمين هي بسبب ضرب الطلاب".
وقارن "الحربي"؛ قضايا المعلمات بأنها على العكس من المعلمين، فهي تشكل ما نسبته 10 % ضرب الطالبات والبقية غياب ومشكلات صحية، وثمّن أدوار المعلمين والمعلمات التربوية، بالقول: "نشيد بالمعلمين ولهم دور وهم يشكلون ثلاثة أرباع موظفي الدولة"، وقال: "لا نتمنى أن يظهر معلمونا بصورة سلبية"؛ لكنه طالب في المقابل بإخضاعهم قبل تعيينهم لتقييم نفسي للوقوف على مدى صلاحيتهم وتأهيلهم للمهنة، وقال: "أنا أقول المفروض أن يخضع المعلم لكشف طبي؛ ليس عن حالته المرضية وإنما عن حالته النفسية، لأن بعض المعلمين لديهم مشكلة نفسية، مطالباً بأن يكون المعلمون على مستوى المسؤولية"
وعن دوافع استخدام بعض المعلمين العنف ضد الطلاب، أوضح "الحربي": "أنا أعتقد أنها مشكلة نفسية عند المعلم؛ لأنه لم يقرأ ويدرس نفسياً"، مشيراً إلى أن مهنة التعليم أصبحت سهلة وفي متناول المتقدمين لها، مشدداً على أنه يجب أن يتحلى المعلمون بالحلم والقدرة على التحمل وضبط النفس والالتزام بلوائح وأنظمة الوزارة وتجنب الضرب والعنف ضد الطلاب وإحالة المخالفين سلوكياً إلى المرشد الطلابي.
وبيّن "الحربي"؛ قائلاً: "لوقت قريب كان الضرب جزءاً من العملية التعليمية؛ لكن مثل هذا المقطع إهانة كبيرة، وأطالب المعلمين بتطبيق لائحة العقوبات والمخالفات السلوكية كخصم درجات أو ما شابه"، مضيفاً: "مع الأسف أن كثيراً منا لا ينتبه أن هناك حالات ضرب وعنف ضدّ الطلاب في المدارس الحكومية والخاصة".
وشدّد على أن "الضرب ليس حلاً سواء للأهل أو المعلم، وضرب الطالب بالصفع على وجهه مهانة كبيرة "، مشيراً إلى أن "لأولياء الأمور الحق في رفع دعوى على المعلمين المتجاوزين، اذا لم تكتفِ أسرة الطالب بالعقوبات التأديبية من نظام الموظفين، فيمكن رفع قضية المعلم للقضاء، وهناك قد يحكم عليه بالجلد، وبعض المعلمين تمّ جلدهم 40 جلدة، وبعضهم تمّ طَي قيدهم نهائياً مِن التعليم.
وانتقد "الحربي"؛ قصور العقوبات التي تتم بحق تجاوزات ومخالفات المعلمين، بالقول: "هناك عقوبات للمعلم كحرمانه من الراتب أو العلاوة السنوية وأيضاً يحوّل من معلم لإداري وهو ما يهواه البعض؛ فهناك مَن يرى أن الإداري أفضل من المعلم".
وأردف: "العقوبات تسلسلية والحسم من الراتب ليس كبيراً، وتختلف العقوبات حسب مستويات المعلمين ودرجاتهم، مثل الإنذار والحسم واللوم وحسم راتب بسيط، وهناك مَن هم بالدرجة الـ 11 فيما فوق تصل العقوبة للفصل".
وحول قانونية تصوير وتسريب مقطع ضرب المعلم للطالب بالفصل، أوضح "الحربي"، أن هذا التصرف "قد يعرّض الطالب للمسؤولية بتهمة تصوير المقطع وتسريبه؛ لأن القانون يمنع ذلك"، فيما طالب مقدم برنامج "يا هلا" الإعلامي مفرح الشقيقي؛ المعلم، بتوضيح الموقف والمبادرة بالاعتذار.
وكان مقطع فيديو قد انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لمعلم يعتدي على طالب في إحدى مدارس الأحساء، وذلك بضربه على وجهه مرات عدة، والتلفظ عليه أمام زملائه، فيما أكّدت مديرة إدارة الإعلام التربوي في الأحساء سهير بنت حمد الحواس؛ أن الإدارة العامة لتعليم الأحساء تابعت ما تمّ تداوله في مواقع التواصل بشأن الفيديو، الذي تظهر خلاله إشارة إلى اسم إحدى المدارس الأهلية، وعليه، وجّه المدير العام أحمد بن محمد بالغنيم؛ الجهة المعنية في الإدارة، بالتثبت، واتخاذ ما يلزم وفق النظام.
وقالت في بيان توضيحي، إن الإدارة إذ تعلن ذلك لتؤكّد أهمية التعامل التربوي والأخلاقي تجاه الطلاب، والالتزام بالتعليمات الصادرة من وزارة التعليم، التي تقضي بمنع ضرب الطلاب نهائياً.