قالت "فلكية جدة" إنه يُرصد بسماء السعودية والوطن العربي بعد غروب شمس اليوم السبت ومع الانتقال نحو بداية الليل، هلال قمر شهر ذي القعدة يزين الأفق الغربي لقبة السماء وإلى أعلى يساره -بالنسبة للراصد- كوكب عطارد؛ حيث يظهر كنقطة ضوئية لامعة للعين المجردة في الوقت الحالي ويمكن رؤية قرصه بالتلسكوب.
ويمكن ملاحظة أن الجزء غير المضاء من سطح القمر سيكون متوهجاً بضوء خافت، وهو عبارة عن ضوء الشمس المنعكس عن الأرض، والساقط على القمر، في ظاهرة يشار إليها بأن القمر الجديد يحتضن القديم ولبضع ليالٍ مقبلة.
وكان القمر قد وقع في مرحلة الاقتران (المحاق) يوم أمس الجمعة 13 يوليو عن الساعة 5:49 صباحاً بتوقيت السعودية (2:49 صباحاً بتوقيت جرينتش).
من ناحية أخرى، يكون كوكب عطارد في قمة لمعانه عندما يكون قرصه قريباً ليكون بالكامل مضاءً بنور الشمس، ويكون في أقل لمعان عندما يكون في طور الهلال، إضافة إلى أن رؤيته تعتمد أيضاً على الزاوية التي تفصله عن الشمس، والتي تبلغ الآن 26 درجة شرق الشمس عند غروبها.
وللمقارنة فإن كوكب الزهرة يكون في قمة لمعانه عندما يكون قرصه مضاءً بنحو 25% بنور الشمس، وفي الوقت الحالي يظهر من خلال التلسكوب قرصه أحدب، وعلى الرغم من أن الكوكب الآن تتناقص إضاءة قرصه في سماء المساء إلا أن لمعان الكوكب يزداد يوماً بعد يوم وسوف يصل قمة لمعانه في سبتمبر 2018.
إلا أن عطارد سوف يخفت يوماً بعد يوم في سماء بداية الليل؛ وذلك لأن الكوكب يتجه لمرحلة ليكون قرصه يشبه الهلال، والتي سوف يصلها في 9 أغسطس 2018 لينتقل من سماء المساء إلى سماء الفجر.
ربما يبدو غريباً أن هذين الكوكبين (عطارد والزهرة) وهما اللذان يقعان بين الأرض والشمس أحدهما يكون في قمة لمعانه عندما يكون قرصه قريباً ليكون قرصه مضاء بنسبة 100%، في حين أن الآخر يظهر في أقصى لمعانه عندما يكون مضاءً بنحو 25% وهذا الاختلاف ناشئ من حقيقة أن الزهرة مغطى بغيوم، في حين أن عطارد صخري مثل القمر.
يُذكر أن القمر يوماً بعد يوم يتحرك مبتعداً عن موقع غروب الشمس، متجهاً نحو الشرق عبر السماء، وهي حركته الطبيعية في مداره حول الأرض، وأثناء ذلك سوف يلتقي بكوكب الزهرة وغيره من الكواكب والنجوم اللامعة، وبعد سبعة أيام من الاقتران سوف يصل لمرحلة التربيع الأول، وبحلول منتصف شهر ذي القعدة الموافق 27 يوليو سيحدث خسوف كلي للقمر مع اكتماله بدراً بسماء السعودية والوطن العربي.