سعوديات يُقبلن على "تجميد البويضات" وخبير يُفصل بالأسباب والحكم الشرعي

أكّد لـ "سبق" أن الكثير يجهل تأثير العلاجات الكيماوية وقال: نسبة النجاح تصل ٣٠ %
سعوديات يُقبلن على "تجميد البويضات" وخبير يُفصل بالأسباب والحكم الشرعي

تشهد المراكز الطبية في السعودية إقبالاً على تقنيات تجميد وحفظ البويضات من قِبل سيدات سعوديات راغبات في تأجيل فكرة الحمل والإنجاب مع الاحتفاظ ببويضاتهن من التلف والنفاد لأسباب صحية، أو اجتماعية أو نفسية، "سبق" تطرقت إلى هذا الموضوع وأهميته وأسبابه مع الدكتور طارق بغدادي؛ رئيس وحدة العقم بمستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض، واستشاري النساء والتوليد والعقم وأطفال الأنابيب وطب الإخصاب والمناظير النسائية الدقيقة، وعضو الجمعية الفرنسية لطب النساء والولادة.

الإجراء الطبي وتعريفه

تفصيلاً، عرّف "بغدادي"؛ تجميد البويضات، بأنه إجراء طبي يتم عمله للنساء اللاتي يرغبن المحافظة على خصوبتهن لوقت متأخر من العمر لأيّ سببٍ كان سواء كان سبباً طبياً أو اجتماعياً؛ حيث يقوم فيه الطبيب بعمل تحفيز للإباضة عن طرق العلاجات المخصصة لذلك ومن ثم يتم سحب البويضات بوساطة إبرة مخصصة لذلك عن طريق المهبل للنساء المتزوجات أو اللاتي سبق لهن الزواج أو عن طريق البطن للنساء اللاتي لم يسبق لهن الزواج، ومن ثم حفظ هذه البويضات عن طريق تجميدها بطريقة دقيقة لتبقى لمدة تراوح بين ١٠ و١٥ سنة؛ حيث تتم إعادة إذابتها عند الحاجة إليها؛ إن لزم الأمر عند عدم القدرة على الحمل بالطريقة الطبيعية، وتلقيحها بوساطة حيامن الزوج "الحيوانات المنوية"، وعمل ما يسمى الحقن المجهري أو طفل الأنابيب "IVF".

أسباب طبية واجتماعية

وعن الحالات التي ينصح فيها بعمل تجميد البويضات، ذكر "بغدادي"؛ أن هناك حالات كثيرة منها ما هو طبي ومنها ما هو اجتماعي، ومن أهمها: أمراض السرطان التي يتم استخدام فيها علاجات سواء كيماوية أو إشعاعية أو جراحية تؤثر في المبيض من حيث وظيفته، والأمراض المزمنة التي قد تؤثر في إخصاب المرأة بشكل مباشر أو مع استخدام علاجاتها التي تؤثر في الخصوبة؛ مثال على ذلك بعض الأمراض الوراثية، مثل: مرض الأنيميا المنجلية، وبعض الأمراض المناعية مثل الذئبة الحمراء وغيرها، ومرض البطانة المهاجرة الذي يؤثر في الإخصاب والقدرة على الإنجاب مع التقدم في العمر.

وتابع: "الظروف الاجتماعية مثل تأخر زواج الأنثى أو عدم الرغبة في الإنجاب لأسباب الدراسة أو أي أسباب اجتماعية أخرى، ويتم ذلك قبل بلوغ سن متقدمة في العمر مع العلم أنه يتم تجميد البويضات فقط للاحتياط في حال عدم القدرة على الإنجاب بالطريقة الطبيعية".

حالات صعبة

وأوضح "بغدادي"؛ أن هناك حالات لا يمكن فيها تجميد البويضات، منها: بعض حالات الأمراض السرطانية التي توجب تدخلاً طبياً عن طريق العلاج الكيماوي أو الجراحي بشكل سريع، وفي حالة عدم القدرة على استخدام العلاجات الهرمونية لأيّ سببٍ كان؛ حيث يتم سحب بويضات غير ناضجة ويتم عمل إنضاجها خارج المبيض؛ حيث يلزم لذلك مختبر متمرس وتقنيه خاصة لعملها.

وبيّن من الحالات، أيضاً، أمراض المبيض السرطانية المتقدمة، وحالة الأطفال اللاتي لم يصلن إلى سن البلوغ بعد؛ حيث يفضل عمل استئصال أحد المبيضين وتجميده وإعادة زرعه في المستقبل، ويتطلب هذا الإجراء طريقة معينة لحفظ وتجميد أنسجة المبيض ولا تتوافر الا في بعض مراكز العقم.

استخدامها بعد الزواج

وأشار "بغدادي"؛ إلى أنه يمكن للمرأة غير المتزوجة عمل التجميد واستخدام البويضات بعد الزواج، قائلاً: "من الناحية العلمية كما سبق أن ذكرت يمكن عملها حيث كنا نقوم بها في فترة عملي في فرنسا ويمكن عملها بوساطة سحب البويضات عن طريق البطن للنساء اللاتي لم يسبق لهن الزواج، ولكن من الناحية الشرعية لا يوجد حتى الآن فتوى بسماح هذا الإجراء إلا للنساء اللاتي يعانين الأمراض السرطانية".

مرضى السرطان والإنجاب

وحول علاقة مرض السرطان وعلاجه بالخصوبة لدى المرأة، أجاب "بغدادي": "أغلب مرضى السرطان تتم معالجتهم بوساطة العلاج الكيماوي؛ حيث أكثر هذه العلاجات تعد سمية بالنسبة لأنسجة المبيض؛ ما يؤثر في الخصوبة بشكل مباشر".

وأضاف: "العلاج الإشعاعي، خاصة إذا كان علاجاً إشعاعياً موضعياً وقريباً من المبيض فانه يؤثر بشكل سلبي في أنسجة المبيض، أيضا إن كان العضو المصاب بمرض السرطان هو المبيض أو الرحم الذي يستدعي في أغلب هذه الحالات استئصال العضو المصاب، وبالتالي فقدان القدرة على الإنجاب".

نجاح العملية

وأردف: "من أهم العوامل التي تؤثر في نسبة حدوث الحمل في هذه الحالات هو عمر الزوجة عند تجميد البويضات وعدد البويضات؛ حيث إذا تمّ التجميد في عمر أقل من ٣٠ قد تصل نسبة النجاح إلى ٣٠ %، أما بالنسبة للعدد فكلما ازداد عدد البويضات المجمدة ارتفعت نسبة النجاح".

الحكم الشرعي

وأشار "بغدادي"؛ إلى أن إقرار هيئة كبار العلماء كان قبل بضعة أشهر؛ حيث إن هذا الإجراء حديث عهد في السعودية، فقد أقرت هيئة كبار العلماء قراراً برقم ٢٤٥ بتاريخ ١٤٤٠/٥/٨ بجواز عمل مثل هذه العمليات من تجميد البويضات أو أنسجة المبيض لمرضى السرطان بضوابط معينة، وأضاف: "في انتظار الفتوى لأحكام بقية الأسباب الداعية إلى التجميد بعد رؤية هيئة كبار العلماء الموقرة، بإذن الله".

وأوضح: "هنالك العشرات من النساء اللاتي قمن بعمل هذا الإجراء في المملكة، لكن عالمياً قديم جداً؛ حيث إن أول حالة حمل بعد تجميد البويضات كانت في أستراليا عام ١٩٨٦؛ حيث هنالك الآلاف من النساء اللاتي استفدن من تجميد البويضات في العالم".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org