"ريال ونص" يمسح دموع طفل!

"ريال ونص" يمسح دموع طفل!

معظم الأسر حالها مستور؛ فأولياء الأمور بالكاد يسدون حاجات أطفالهم مع لهيب أسعار السلع وفواتير الكهرباء والمحروقات.

دولتنا - أعزها الله - وفَّرت التعليم المجاني للجميع مذ كنا أطفالاً.. كنا نحصل على أفضل الوجبات الصحية، وكسوة الطالب المحتاج، فضلاً عن كسوة العيد، والمساعدات النقدية (كاش).

صحيح كانت الأعداد قليلة، والمدارس ليست كما هي حالها من الوسع والتبريد والأثاث والتجهيزات الحديثة.. لكن كان المعلم يحرص على طلابه كأبنائه.. ولا أبخس حق بعض المعلمين والمعلمات اليوم المتسمين بالإنسانية.

الآن على الطلاب توفير "المرايل" للبنات باللون والتصميم المطلوبَيْن، و"زي وطني" للأولاد، وملابس رياضية للبنين والبنات، والإسهام في تزيين الفصول، وحفلات ومسابقات ولوحات عند الخطاط، وبحوث في المكتبات من جيب المواطن.. إلخ (ما هو الديك وما هو مرقه).

فإن ضاق بكم الحال لهذه الدرجة فابحثوا عن موارد أخرى.. كلفوا إدارة الاستثمار بأن تدرس السوق، وتخرج بمشروع لتعظيم الموارد، كتأجير أسوار المدارس إن استطاعوا بعيدًا عن إرهاق جيوب الطلاب الغلابة.

العقل السليم في الجسم السليم

لا أعلم كيف سيكون حال ومحتوى وجبة فطور مقاصف الطلاب العام المقبل، لكنها لن تتعدَّ سندوتشات فلافل وأكياس شرائح البطاطس المقلية بالشطة، والمشبعة بالزيوت المهدرجة، ومعلبات الشراب بالسكر بنكهات فواكه صناعية.. ثم باقة من الحلويات الصينية رديئة التصنيع والتخزين.


مع ذلك تباع بأربعة أضعاف سعرها لدى الباعة الجائلين أمام بوابات المدارس قبل فرض "الريال والنصف" ضريبة كهرباء ومياه المقصف! يا رب سلم سلم.

إن قرار فرض "ريال ونصف" على متعهد المقاصف المدرسية عن كل طالب ربما يكون أكثر من ضريبة القيمة المضافة، وهو قرار غير مدروس الأبعاد والتبعات.. وبطبيعة الحال ستضاف القيمة على سلع المقصف، ويدفعها الطالب إن استطاع إلى ذلك سبيلاً..

إن معظم المعلمين وقيادات الوزارة نهلوا من مدارس الدولة المجانية، فأما بعضهم فقد نسي زمانه؛ إذ كان يحصل على ثوب الطالب وكسوة العيد من المدرسة، ومصروف جيب (كاش).. واليوم أضحى آمرًا لا ناهيًا..

"ريال ونصف" عن كل طالب لا معنى له أبدًا.. ودليل نضوب فكر قيادات الوزارة.

من يده في الماء ليس كمن يده في النار..

هل تعلم الوزارة كيف تصرف الأسر وتدبر أمورها؟

خمسة ملايين قد تجنيها وزارة التعليم لا تساوي دموع طفل يقف أمام المقصف عاجزًا مع إخوته الستة عن شراء فطورهم؛ وذلك بعد أن أصبح ثمنه فوق طاقة والدهم.. ينظرون إلى زملائهم فلا يستطيعون!

قصص لطلابنا لا يمكن أن تسمعها أو تشاهدها إلا في بعض الدول قليلة الموارد.. نصيحتي: لا تستقوا المعلومات من قائد المدرسة أو مديري المناطق؛ هم سيجمِّلون الأحوال حفاظًا على منافعهم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org