لقطات مثيرة من العراق والسعودية يكشفها "المالك": عهد مختلف.. وهذا مستقبل "الورقية"

تحدث عن إيران وفندق "الصحاف" ومحاربة الفساد وخسارته "السديري" والتصدي للإساءات
لقطات مثيرة من العراق والسعودية يكشفها "المالك": عهد مختلف.. وهذا مستقبل "الورقية"

أبدى رئيس تحرير صحيفة الجزيرة، خالد المالك، إعجابه الشديد بمعرض القصيم للكتاب وذلك في أمسية قدمها، أمس، بمعرض الكتاب ببريدة ضمن برامجه الثقافية، وأثنى على حقبة الملك سلمان وولي عهده لما تشهده من تطور ونمو على كافة الأصعدة، واصفاً إياها بـ"المختلفة"، مؤكداً خوفه على الصحافة الورقية مع شح الإعلان وضعف الموارد، عارجاً على العديد من النقاط المثيرة في رحلته مع وفد الإعلاميين السعوديين إلى العراق، وبعض اللقطات من المشهد السعودي.

وتفصيلاً، قال "المالك": "أول ما لفت نظري حجم الجمهور من محبي الكتاب والمنحازين للثقافة في عالم يشوبه التغيرات والذي يحتاج لتأصيل الفكر بالكتاب والعلم والثقافة، وأسعدني وجود العنصر النسائي الكثيف حيث تفوق الحضور النسائي في المعرض من خلال ما شاهدته في جولتي".

وأردف: "أشيد بالشركة الوطنية للتوزيع ونجاحها في تنظيم معرض رائع؛ حيث استطاعت أن تمكن المثقفين من شراء الكتب بأسعار مناسبة عبر ركن الكتب المخفضة، كما أنها جلبت أهم دور النشر في المملكة"، مطالباً أن تستمر الشركة في مثل هذا التوجه وتنظيم معارض جديدة للكتاب، مهنئاً إمارة القصيم بقيادة الأمير الدكتور فيصل بن مشعل وأهالي القصيم على هذا النجاح.

مستقبل الصحافة

وكان مقال خالد المالك الذي نشر قبل نحو شهرين "بيني وبين الصحافة الخوف عليها" قد استحوذ على اهتمام الصحافيين الذين بادروه بالسؤال عن مستقبل الصحافة، فقال "المالك": "قضية الصحافة الورقية شائكة وتمس تاريخ الصحافة وتنذر بمستقبل غير جيد للمؤسسات لاسيما وأنه أصبح هناك شح في الإعلان، وقد استشعرت بذلك المؤسسات الصحافية قبل وقوعه وعمدت إلى ترشيد الإنفاق وغيره من الإجراءات.

وأضاف: "أنا مع الصحافة الرقمية؛ بل نحن كإعلاميين مع ذلك لو كانت دول العالم توجهت لذلك الأمر، ونحن مع عدم دعم الصحف لو كانت دول أخرى مثل أمريكا وغيرها لا تحظى بالدعم، ولكننا الآن نطالب بالدعم ونأمل ذلك في ظل شُح الإعلان على كل الصحف الورقية والإلكترونية"، وأكد أن ما تم طرحه حول أزمة الصحافة الورقية كان له صدى وشكلت له لجان ونتوقع أن يكون هناك قرارات بهذا الصدد إن شاء الله.

مستحيل أن يحدث!

وفِي سؤال عن لو انتهت الصحف من أين سنحضر الصحافيين والمثقفين والكتاب؟ قال "المالك": "لن نكون متشائمين لأني أقول إنه من المستحيل أن تكون دولة كبيرة بحجم المملكة العربية السعودية بلا صحافة، ولو التزمنا الصمت لكانت المصيبة أكبر، نحن قررنا الحديث عن الأزمة حتى لا تتفاقم، ويتوقع أن تكون هناك صحافة وأن لا تنتهي".

هل الحل التحول للإلكترونية؟

ورفض "المالك" أن يكون التحول للصحافة الإلكترونية حلاً وقال: "كيف يكون هو حل والصحف الإلكترونية التي حصلت على ترخيص من وزارة الإعلام بالمئات ولكن لا نعرف سوى أربع صحف بسبب ضعف الموارد وشح الإعلام"، ودلل "المالك" على كلامه بتوقف صحيفة "عين اليوم" الإلكترونية والتي قدمت عملاً رائعاً، ولكنها بدون مردود، فقررت مؤسسة عكاظ إيقافها، وقال: "الآن كل الصحف لديها مواقع إلكترونية ولكن هذا ليس هو الحل".

زيارة العراق

وعرج "المالك" بحديثه لزيارته الأخيرة للعراق مع وفد من الصحافيين السعوديين وقال: "الزيارة جاءت بدعوة من نقابة الصحافيين العراقيين وكانت زيارة مثمرة؛ حيث التقينا برئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب وعمار الحكيم أحد رجال الدين هناك وكذلك وزير الخارجية، وقد أقاموا لنا احتفاء غير عادي شعارهم في ذلك رغبة حقيقية وصادقة بأن تكون هناك علاقة قوية بين المملكة والعراق لما في ذلك من استقرار للمنطقة".

إيران و"الصحاف"

وكشف أنهم تناقشوا مع العراقيين عن التدخل الإيراني وقال: "قلنا لهم يجب أن يعود العراق للحضن العربي"، مشيراً إلى أن برنامجهم في العراق قد تخللته زيارة مع وزير الداخلية لأحد الأسواق، مؤكداً أن هناك درجة عالية من الأمان وأن الوفد أقام في الفندق الذي كانت تقام فيه المؤتمرات الصحافية للصحّاف في وقت الحرب وهو فندق ليس ضمن المنطقة الخضراء، وكان ذلك من أجل أن يبرهن العراقيون عن الأمن في بلدهم.

رواتب وتعويض

وبين أنهم تحدثوا مع العراقيين عن الفساد الذين قالوا بأن ٧٥٪‏ من الميزانية تذهب للرواتب و٥٪‏ للكويت تعويض عن الغزو و١٣٪‏ لدول أوربية مقابل خدمات، وأن الفساد قليل جداً.

عهد سلمان مختلف

وتحدث "المالك" عن المرحلة الحالية للمملكة العربية السعودية، وقال: "التغيرات خلال العامين الأخيرين في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ كانت واضحة جداً وعلى الصعيد الاجتماعي، ففي السابق كانت تواجهنا اتهامات بتهميش المرأة ولكن الآن أصبح الأمر مختلفاً وسمح للمرأة بالقيادة وصاحب ذلك نظام للتحرش وسمح بالسينما مع نظام لذلك"، مشيراً إلى أن هذا التغير كان منذ وقت الملك عبدالله رحمه الله بالسماح بابتعاث الفتيات للخارج، وبعد ذلك جاء عهد الملك سلمان الذي كان فيه جملة من الإصلاحات في شتى المجالات.

محاربة فساد ومحاسبة

وتطرق إلى الحديث عن الفساد وقال: "القرار الأهم في هذه المرحلة هو محاربة الفساد وتمت محاسبة كل من أخذ ما ليس له حق فيه، ومثل ما قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بدأ من الكبار وهذا عمل غير سهل"، مشيداً بالأوامر الملكية الأخيرة، وقال: "تجد فيها اهتماماً بالشباب وكذلك تطوير وزارة الدفاع، ونحن في الترتيب ما بين ٢٠ و ٣٠ بين العالم في مجال الدفاع، ونريد المزيد بقيادة سمو ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان".

خسرت "السديري"

ومن المداخلات، كان سؤال عن رفيق دربه تركي السديري والتنافس بين الجزيرة والرياض؛ حيث قال: "أنا حزين جداً لوفاة أخي تركي السديري وقد كتبت عنه ثلاث مقالات بعد وفاته ونحن لسنا أعداء بل نتنافس لحد الصراع من أجل صحفنا والبحث عن التميز، ومن الأشياء التي أتذكرها أن الملك سلمان كان في كل مرة يسأل من يوزع أكثر الجزيرة أو الرياض لمعرفته أطال الله في عمره بحدة التنافس بيننا، وأضاف: "أنا خسرت تركي والصحافة خسرته وجريدة الرياض كذلك والتنافس بيننا كان شريفاً وأحياناً يتسبب هذا التنافس في "وقفة نفس"، وفي تلك المرحلة كان تركي يبادر أكثر مني ويصلح العلاقة وهو رجل شهم، وأدعوا له بالرحمة والمغفرة وأن يجمعنا الله به في جنات النعيم".

التصدي للإساءات

وأكد "المالك" أن وسائل الإعلام السعودية تتصدرها الصحف دائماً تتصدى للإساءات وهناك دفاع مستميت عن المملكة والكل لاحظ قوة الصحافة السعودية في كافة الأزمات بما فيها أزمة قطر مؤخراً.

الجزيرة ليست هلالية

وفي رده على أحد الإعلاميين الذي وجه لـ"المالك" سؤالاً عن القسم الرياضي بالجزيرة وميوله للهلال؟ فقال "المالك": "من الصعب أن تسيطر على عواطف الناس فتشجيع الأندية عاطفة، والقسم الرياضي ينحاز للفريق الذي يحقق البطولات والهلال لا يغيب عن البطولات ودائماً أطلب منهم الحياد، وفِي كل مرة يؤكدون لي أنهم مع البطل، والنصر قبل عامين عندما عاد وحقق البطولات قدموا له الملاحق الرياضية المميزة".

وأضاف: "من الصعب جداً السيطرة على القسم الرياضي والصحافة الرياضية صعب السيطرة عليها، ولكنني أقول إن الصحافة الرياضية لا تصنع بطلاً ولا تعطي بطولة لناد، ولو قلنا الجزيرة هلالية فهناك صحف أخرى نصراوية واتحادية وأهلاوية.

هذا ما قاله "عبدالرحمن بن سعود"

وعرج "المالك" بحديثه عن الرياضة لحديث دار بينه وبين الأمير عبدالرحمن بن سعود ـ رحمه الله ـ وقال إن الأمير عبدالرحمن اشتكى من القسم الرياضي للجزيرة فنصحته بأن يتحول إلى هلالي ورد علي حينها برد لن أقوله، وحينها قلت له "معك كل القنوات والصحف" وقال عطني الجزيرة والرياض ولا أريد البقية!.

سبب رفضه إعادة صحيفة القصيم

وفِي مداخلة حول عتب بعض أهالي القصيم على رأيه قبل سنوات بعدم إعادة إصدار صحيفة القصيم؟ قال "المالك": "أتذكر ذلك النقاش حيث كان لدي في المذنب محاضرة وطرح هذا الأمر وكانوا متحمسين لإعادة صحيفة القصيم، وكان رأيي محايداً وليس كقصيمي وقلت كيف تعيدون صحيفة متوقفة منذ أكثر من أربعين عاماً وتحتاج لتكاليف كثيرة؟! وفي تلك الفترة صدرت جريدة الوطن ومكة والشرق وكلها الآن تعاني، مؤكداً أن صحيفة الجزيرة على مدى التاريخ عمقها الثاني بعد الرياض القصيم.

هيئة الصحافيين

وكشف "المالك" أن هيئة الصحافيين السعوديين تعمل على قدم وساق لأجل تقديم المزيد للصحافي السعودي وقال: "أنا في الدورة الأولى والثانية كنت نائباً وغبت عن الدورة الثالثة وأحضر الآن في الدورة الرابعة كرئيس، وخلال الشهرين المقبلين سيكون لدينا جمعية عمومية سنتحدث عن منجزاتنا؛ حيث إننا اجتمعنا خلال هذا العام سبع مرات منها اجتماعات في مكة والشرقية وعسير ونريد توسيع قاعدة هيئة الصحافيين، ونطالب أن يكون لدينا فرع للهيئة في منطقة القصيم إذا كان إعلاميو القصيم يرغبون.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org