السعوديات يبدعن من جديد.. طالبة تبتكر قفازًا لمعالجة انكماش اليد.. تعرَّف على قصتها

تبحث عن راعٍ وداعم لفكرتها لتطبيقها في المستشفيات
السعوديات يبدعن من جديد.. طالبة تبتكر قفازًا لمعالجة انكماش اليد.. تعرَّف على قصتها

"الجبائر غير مريحة، وتحرجني في الأماكن العامة".. هذا كان جزءًا حوار بين مريض يعاني انكماشًا في اليد مع الطبيب المسؤول عنه، ولكنه كان أكبر دافع لشابة سعودية لابتكار قفاز، يعالج الانكماش، ويحافظ على المظهر، ويعيد ثقة المريض بنفسه؛ فلا يتحرج من الظهور في الأماكن العامة، وأمام الأهل والأصدقاء.

فكرة الابتكار
تقول صاحبة الابتكار "شماء المزيعل" لـ "سبق" حول فكرة "معالج الانكماش" إنه عبارة عن "قفاز لليدين، كل أصبع من هذا القفاز يكون محاطًا بحلقات على حجم أصبع المريض، ويصنع على حسب حجم الأصابع، ثم يتم إحاطة كل حلقة بخيط حديدي متين، وتكون بداية الخيط مربوطة بالحلقات ونهايتها، ويتم جمعها بواسطة قطعة من الحديد الصغيرة مقعرة الشكل".

وتضيف: "من الجهة الخارجية من كف اليد يتم وضع قطعة مستطيلة الشكل من البلاستيك، تحتوي على مداخل بدرجات مختلفة؛ لدخول قطعة الحديد الصغيرة فيها، ويتم تحديد أي درجة من هذه المداخل؛ ليستخدمها على حسب درجة الانكماش. ومن الناحية الأخرى هناك قطعة أخرى فوق الرسغ مرتبطة بالقطعة الأولى بثلاثة خيوط؛ لتساعد في عملية الشد".

وتتابع الباحثة الشابة مسهبة في شرح خصائص الابتكار: "أيضًا يتم ربط القفاز إلكترونيًّا عن طريق تطبيق إلكتروني (Application) مع جوال المريض؛ ليعلم مستوى الانكماش لديه، والمدة المتبقية لشفاء الانكماش".

صعوبات وتحديات
"المزيعل" طالبة امتياز (تخصص علاج وظيفي في جامعة الأمير نورة بنت عبدالرحمن)، ومشروع باحثة ومخترعة في حاجة إلى نظرة من المسؤولين والمختصين لصقل مواهبها، ورعاية ابتكاراتها؛ لتخرج للنور، وتضيء ظلام مَن هم في أشد الحاجة إليها، خاصة أن قادة البلاد يولون أهمية كبرى للبحث العلمي والابتكارات بتعزيز ودعم ثقافة الابتكار، بحسب رؤية 2030.

وبالرغم من الصعوبات والتحديات الكثيرة التي واجهت المخترعة السعودية أثناء العمل على ابتكارها، وصعوبة بيئة البحث، فضلا عن المماطلة والبيروقراطية التي عانتها في استخراج براءة اختراع، إلا أنها لم تفقد الأمل برؤية حلمها يتحقق.

طموح لا ينتهي
"أنت فخر لنا".. هي الجملة التي يتردد صداها في أذنيها كلما واجهت تحديًا جديدًا، أو وقع على كاهلها ما لا تطيق، فتتذكر ثناء ودعم الأهل والأقارب والأصدقاء، واعتزازهم بها، وكيف هم فخورون بما حققت، وبكفاحها المتواصل بدون كلل أو ملل؛ فتواصل العمل للوصول إلى ما تطمح إليه. وما تطمح إليه "المزيعل" غاية إنسانية جميلة؛ إذ تقول: "أطمح إلى مساعدة المرضى للتخلص من الانكماش، وأن يصبح المريض قادرًا على علاج نفسه بعدم الحاجة إلى مراجعة أخصائي، وكذلك زيادة الثقة بنفسه، ورفع روحه المعنوية".

وشاركت الباحثة بابتكارها في أكثر من مناسبة ومؤتمر، كان آخرها المشاركة في المعرض البريطاني للاختراعات لعام 2017م، وحصدت الميدالية الذهبية، وهي أرفع جوائزه، كما حصلت على المركز الثالث عن مشاركتها في المؤتمر الطلابي السابع للطالبات في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، فضلاً عن تكريم نالته من الملحقية الثقافية السعودية في لندن تقديرًا لجهودها.

البحث مستمر عن راعٍ!
ولا تزال تبحث "المزيعل" عمن يرعى ابتكارها، ويدعم فكرتها.. وأملها بتطبيق النموذج النهائي منه، وأن يصبح منتجًا متوافرًا في المستشفيات، وسهل الحصول عليه، والاستفادة منه. وفي هذا الصدد تقول: "هذا أكبر عائق يواجهني حاليًا؛ فلقد بحثت بكل ما أوتيت من قوة عن راعٍ، لكن للأسف لم أجد بعد!".

"إذا أردت تحقيق شيء بكل يقين فستستطيع، وستهون الصعوبات".. بهذه الكلمات ختمت الشابة السعودية حديثها مع "سبق" مقدمة النصيحة للشباب الباحثين والمخترعين، ومَن فقدوا الأمل بسبب تجاهل المسؤولين.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org