أكدت مصادر خاصة لـ"سبق" أن أمانة العاصمة المقدسة سحبت مشروع كوبري الشرائع من المقاول المنفِّذ من قِبل الجهة المختصة، وتم تعميد مقاول آخر لاستكمال الأعمال المتبقية، وإصلاح العيوب الموجودة والمرصودة مسبقًا.
ومن جانبها، قامت عدسة "سبق" بجولة ميدانية مصورة على مشروع كوبري الشرائع المتعثر منذ أكثر من عامين، وغطت الجوانب السلبية كافة لمشروع كوبري الشرائع، ورصدت جملة من المخالفات والعيوب التي أثرت على الحركة المرورية في المنطقة، ولاسيما أن هذا المشروع يمثل بوابة العاصمة المقدسة للقادمين باتجاه الشرق.
كما رصدت عدسة "سبق" بالطريق المحاذي بكوبري الشرائع القادم من السيل، ولاحظت ارتفاع الأغطية الخاصة بإمدادات الكهرباء على الأسفلت، التي تشكل خطرًا على مرتادي الطريق، كما رصدت الإهمال في التنفيذ؛ إذ كان هناك شفرات من الخرسانة تصطاد عجلات المركبات، إضافة إلى أغطية على الرصيف مفتوحة ومغطاة بألواح خشبية، تشكل خطرًا على المارة.
كما تم رصد أرصفة متهالكة ومتناثرة على جانبَي الطريق، إضافة إلى إهمال تنفيذ الأسفلت والتشققات الواقعة به، مع عدم مراعاة ارتفاع الطريق وانخفاضه؛ إذ ظهر تباين الطريق عن سابقه بأكثر من 70 سنتيمترًا؛ ما سبب ربكة مرورية وعيوبًا هندسية، قد تسبب حوادث مرورية في الموقع بسبب هروب مرتادي الطريق من إهمال التنفيذ.
ومن جانبهم، شكا عدد من المواطنين لـ"سبق" من الأضرار التي سببها المقاول المنفِّذ لمشروع كوبري الشرائع؛ ما فاقم معاناة سكان تلك المخططات.
وأوضح عتيق الزهراني أن طريق الخدمات لكوبري حد الحرم بالشرائع سبَّب لنا معاناة منذ تنفيذه؛ ما خلق فوضى مرورية، وتحديدًا أوقات الذروة؛ وكل ذلك بسبب سوء تنفيذ طريق الخدمة الذي أُهمل من قِبل الشركة، إضافة إلى بطء إنجازها المشروع الذي شارف على عامه السادس. مبينًا أن الطريق يعد من المداخل الرئيسة لمكة؛ كونه منفذ استقبال حجاج ومعتمري الخليج.
تهالك الطريق
وأضاف ثامر القثامي بأنه لا يوجد اهتمام من قِبل الجهات المختصة في سرعة متابعة الأعمال التي ينفذها المقاول، وإنجازها، والانتهاء منها، فضلاً عن وجود الكثير من الحفريات وتهالك طرق المداخل التحتية.. كما أنه لم يتبقَّ على موسم رمضان إلا أشهر عدة فيما المشروع لم ينتهِ حتى الآن. داعيًا الجهات المعنية إلى الوقوف على الموقع، وتذليل العقبات التي تعيق إنجاز الكوبري في الوقت المحدد.
ومن جانبه، قال عضو المجلس البلدي بريك العصيمي: أكثر من ست سنوات هي المدة التي انقضت منذ البدء في تنفيذ مشروع كوبري حد الحرم وكوبري تقاطع شارع عمر قاضي الطائف، بتكلفة قاربت الـ 100 مليون ريال تقريبًا، وإلى الآن لم تنتهِ أعمال هذا المشروع بصفة نهائية.
وأضاف "العصيمي" بأن هناك العديد من التساؤلات على هذا المشروع، وهي: هل هذا المشروع يستحق كل هذه المدة؟ وهل ما نراه على أرض الواقع من حيث الشكل والمخرج يستحق كل هذه المبالغ؟ ومتى تنتهي أعمال هذا المشروع الذي أصبح منخلاً تنخر فيه الحفريات يمنة ويسرة؟ بل إن الكوبري بدلاً من أن يكون مدخلاً جماليًّا للعاصمة المقدسة من الناحية الشرقية أصبح موقفًا ومظلة للكثير من السيارات، ومحاطًا بالعديد من الصبات الخرسانية وأكوام الأتربة ومخلفات الحفريات.
هذا التعثر الواضح سبَّب مشاكل لمرتادي الطريق، ولأصحاب المحال.. وأهل المنطقة يعانون الأمرين؛ إذ تسبب هذا المشروع في تضييق الطريق عليهم، وازدحام المركبات أثناء مرورها نتيجة الحواجز الخرسانية وأعمال الحفر.
وأشار "العصيمي": كل هذه التساؤلات تحتاج إلى إجابة ومحاسبة.. فمثل هذه المبالغ المرصودة يفترض أن تخرج لنا مخرجًا جيدًا وجماليًّا، يليق بمكانة وقدسية هذا البلد الحرام، ومدخلاً مشرفًا ومشعًا بالأنوار، يستقبل قاصدي مكة المكرمة من الزوار والحجاج والمعتمرين.. والذي نأمله أن تكون هناك التفاتة من المسؤولين لوضع حد للمدة الزمنية المفتوحة لتنفيذ هذا المشروع الحيوي والمهم لأهالي المنطقة وزائري وقاصدي مكة المكرمة، وإنهائه بشكل تام؛ لينعم به المواطن والزائر.
الجدير بالذكر أن مدة تنفيذ مشروع كوبري الشرائع سنتان، بدأتا من عام 2013، والمدة قابلة للتمديد سنة. وإجمالي تكلفة المشروع 103 ملايين ريال.
