"أكرم من حاتم" وهل هناك من هو أكرم من الطائي؟.. غلام يتيم هذه قصته

كان من أشد العرب كرمًا حتى أصبح العرب يضربون به المثل
"أكرم من حاتم" وهل هناك من هو أكرم من الطائي؟.. غلام يتيم هذه قصته

يقال المثل أكرم من حاتم" في الرجل الذي يُعرف بالكرم ، وقد اشتهر عن العرب الكرم ولكن حاتم الطائي كان من أشد العرب كرمًا حتى أصبح العرب يضربون به المثل فيقولون للرجل الكريم أكرم من حاتم الطائي .

ولكن من هو حاتم الطائي ؟...هو حاتم بن عبد الله بن سعد بن آل فاضل امريء القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم هزومة بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء الطائي ، وقد كان سيد قبيلة طيء التي عاشت بمنطقة حائل في شبه الجزيرة العربية ، كما أنه كان شاعرًا وله ديوان من الشعر .

كان لحاتم الطائي ولدان وهما عُدي وسفانه وقد دخلا في الإسلام بعد بعثة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ، أما هو فقد اعتنق المسيحية وآمن بالتوحيد وقد توفي قبل الهجرة بستة وأربعين عامًا .

كانت والدة حاتم الطائي عتبة بنت عفيف بن أخزم تشتهر أيضًا بالكرم حتى أن إخوتها قد حبسوها عامًا، حتى لا تعطي كل مالها للمحتاجين، وقد ورث عنها ابنها الكرم، وقد ذكر العرب في كرم حاتم حكايات كثيرة.

كما أن زوجته ماوية بنت عفزر قد تزوجته بسبب كرمه، ثم طلقته لنفس السبب، حيث إنه كان ينفق كل ماله في إكرام ضيوفه ومساعدة المحتاجين حتى لو لم يتبق لأولاده شيئًا يكفيهم لليوم التالى، وحين كانت تشتكي كان يقول لها ويحك يا ماوية أن الذي خلق الخلق متكفل بأرزاقهم .

ومن أمثلة كرم حاتم تحكي زوجته نوارة أنهم أصابهم القحط في عام، حيث جفت الأرض، وضنت الإبل على أولادها وأصبحت الإبل هزيلة من الجوع، وأصبحوا لا يجدوا من الطعام ما يسدوا به جوع أطفالهم، ثم ذهبوا للنوم وقد تظاهرت بالنوم ولكنها لم تنم من الجوع، فسألها حاتم أنت مستيقظة؟ فلم ترد، فقال ما أراها إلا قد نامت وما بي من نوم.

وفي تلك الليلة جاءتهم جارة لهم وقالت له يا أبا عدي إن صبيتي يبكون من الجوع، فقال لها أتي بهم علي، فقامت زوجته وقالت له فما وجدت ما تطعمهم فكيف تطعم جيرانك، فقال لها حاتم اسكتي والله لأشبعنك، وقام فذبح فرسًا عنده، وأشعل النار وأطعمهم وأعطى للمرأة وأبنائها .

وقد سأله ذات يوم أحد الرجال هل هناك من هو أكرم منك في العرب، فقال حاتم نعم، لقد مررت يومًا بغلام يتيم وكان له عشرة من الغنم فذبح لي واحدة، وقدمها لي مع الدماغ فاستطبت دماغها، فخرج وأخذ يذبح الغنم رأسًا رأسًا ويقدم لي أدمغتها ولم أكن أعلم.

حتى إذا خرجت وجدته قد ذبح كل غنمه، فسألته لم فعلت ذلك؟ فقال لي أتستطيب شيئًا أملكه ولا أجود به إنها سبه عند العرب، فسأل الرجل حاتم وهل عوضته، قال حاتم: أعطيته ثلاثمائة ناقة حمراء وخمسمائة من الغنم، فقال له الرجل أنت أكرم منه، فأجاب حاتم: لا والله هو أكرم منى، لأنه أعطاني كل ما يملك وأنا أعطيته القليل.

وقد وقع ذات يوم حاتم أسيرًا لقبيلة عنزة، فقالت له امرأة منهم قم فافصد لنا، والفصد هو أن يقطع عرقًا من الناقة ويأخذ دمها فيشويه، فقام حاتم وذبحها فلطمته المرأة، فقال: لو غير ذات سوار لطمتني، فقالت له النسوة: لقد قلنا لك أفصد الناقة، فقال حاتم: هكذا فصدي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org