واحة الطب العالمي.. هنا قصة نجاح المبتعث "الشامي" وحكاية الغابة السوداء

منتجعات صحية تنتشر بأرجاء ألمانيا.. نقاهة وتخلص من أوجاع المفاصل والتنفس
واحة الطب العالمي.. هنا قصة نجاح المبتعث "الشامي" وحكاية الغابة السوداء

بحث الطالب سلمان عبدالرحيم الشامي عن أفضل الجامعات التي تدرّس الطب، تلك المهنة التي أحبها وعشقها فاختار ألمانيا؛ حيث يحكي "الشامي" قصته مع الطب قائلاً إنه تم اختياره للسفر ولدراسة الطب عن طريق بعثة من من مدينة الأمير محمد بن عبدالعزيز الطبية؛ حيث توجه إلى الدراسة في جامعة ميونخ وأنهى الدراسة بتفوق وحصل على إجازة ممارسة الطب في ألمانيا ذاتها، والآن يعمل طبيباً في ميونخ؛ في دليل على قدرة الطالب السعودي إن أراد التفوق والتميز.


ويبين "الشامي" أن اختيار بعثة الجامعة لألمانيا جاء لأهمية الطب التخصصي الذي تشتهر به ألمانيا؛ حيث تُعتبر من دول العالم المتقدمة في المجال الصحي بشكل عام وفي تخصص جراحة العظام بشكل خاص، موضحاً أن موقع ألمانيا الاستراتيجي وقربها من دول أخرى متقدمة في نفس المجال كفرنسا وبريطانيا أعطاه فرصة ذهبية لاكتساب خبرات مختلفة وحضور الدورات العلمية والمؤتمرات والاطلاع على آخر المستجدات في الدول المجاورة، مشيراً إلى تفوق ألمانيا في جراحة العظام وجراحة المخ والأعصاب، وطب الأورام.


فوائد ونصيحة
وعن الفوائد التي يجنيها المبتعث السعودي إلى أوروبا بشكل عام، قال "الشامي": إن هناك إيجابيات كثيرة؛ منها إمكانية الاطلاع ومتابعة آخر الدراسات والمقالات العلمية باللغة الألمانية، وتعطي للأطباء السعوديين مستقبلاً فرصة بناء جسور التواصل والمعرفة العلمية والثقافية بين ألمانيا والمملكة العربية السعودية، مبيناً أنه اغتنم فرصة الابتعاث في اكتساب الخبرة والمهارة ونقل آخر المستجدات في مجال جراحة العظام؛ للمساهمة في تطوير وتنمية الجودة الصحية في المملكة بإذن الله.


ونصح "الشامي" الطلاب المبتعثين بالحرص والمثابرة، ومحاولة الاستفادة قدر الإمكان من الخبرات المتاحة في هذا البلد، ومحاولة الأخذ بالمشورة والنصائح من الزملاء السابقين الذين مروا بتجارب عديدة في مشوار التخصص، وعدم الاستسلام للتحديات والعقبات التي تواجه الطبيب المبتعث بل الاستفادة لتصحيح المسار.


واحة الطب العالمي
وتتميز ألمانيا بموقعها المتميز في وسط أوروبا، وطبيعتها المتنوعة الفاتنة، وإضافاتها المشهود لها على مستوى التراث الإنساني في شتى الميادين، وخاصة ميدان العلوم الطبية، تجعل منها مقصداً فريداً ومميزاً في شتى المجالات.


لذا تُعتبر ألمانيا مكاناً مفضلاً للمرضى الدوليين بفضل مستشفياتها ومراكزها الطبية التي تطبِّق أعلى معايير الجودة العالمية في جميع التخصصات الطبية؛ إذ يحظَون فيها برعاية صحية شاملة على أرفع مستوى في مجالات التشخيص السريري والعلاج وإعادة التأهيل، ونظراً لعلوّ الكفاءات الطبية التي تتحلّى بها، والأداء المذهل لأحدث الأجهزة التكنولوجية المستخدَمة فيها، فقد شهدت هذه المستشفيات والمراكز نجاحات منقطعة النظير في الوصول إلى أدق النتائج وأحدثها على النطاق العالمي فيما يتعلق بتشخيص الأمراض وطرق علاجها.


تقنيات روبوتية
وهناك تقنيات الجراحة الروبوتية التي تطبَّق في العديد من الحالات الصعبة، كالأورام وغيرها، والتي أطلقت العنان لأيادي الجرّاحين كي تصل إلى حدود لم يكن في الإمكان تخطِّيها سابقاً بفضل استخدام الروبوتات والتحكّم عن بُعد بأذرعها كمبيوترياً؛ لإيصال أدوات جراحية أقلّ حجماً بكثير من ذي قبل وأكثر فعالية إلى داخل جسم المريض. والنتيجة: استعادة مبكرة للصحة، وتقليص مدة البقاء في المستشفى، وبالتالي عودة سريعة إلى ممارسة الحياة اليومية.


تنوع صحي فريد
وتوفر المنتجعات الصحية المنتشرة في جميع أرجاء ألمانيا مجموعة واسعة من الخيارات أمام قاصديها؛ منها منتجعات المياه المعدنية الحارة، ومنتجعات الحمامات الطينية، والمنتجعات ذات المناخ الصحي وغيرها؛ حيث يقصدها الزوار لغايات متعددة؛ كقضاء فترة النقاهة بعد العلاج، أو للتخلص من الوزن الزائد أو أوجاع المفاصل أو مشاكل الجهاز التنفسي، أو للاستجمام والاستمتاع بالأنشطة التي تحرر الجسم والروح من أعباء الحياة اليومية المعاصرة وضغوطها.


وتتميز هذه المنتجعات بوجود مراكز صحية ضخمة "سبا" يعمل فيها خبراء اختصاصيون وأطباء يقدمون الاستشارات لنزلائها حسب حاجة كل واحد منهم؛ حيث يقوم طاقم كامل بتقديم خبراته لمساعدة هؤلاء النزلاء للحصول على ضالتهم المنشودة التي جاؤوا من أجلها، وتُطبَّق في هذه المراكز توليفات فريدة تجمع ما بين طرق العلاج الطبيعي أو الطب البديل والتقنيات الحديثة.


غابة الاستجمام
تعتبر الغابة السوداء واحدة من أجمل وجهات الاستجمام في ألمانيا؛ حيث تقع في إقليم بادن فورتمبيرغ جنوب غرب ألمانيا، وسُمِّيت بالسوداء بسبب كثافة أشجارها الصنوبرية الخضراء، الأمر الذي يجعلها تتِّشح بالسواد وخاصة في الليل.


وإذ تضمّ هذه المنطقة بلداتٍ ومدناً ساحرة، فإنها تتميز بالغابات الشاسعة، والمرتفعات المفتوحة، والقمم التي تطل على مناظر بانورامية مذهلة للطبيعية البكر؛ فضلاً عن البحيرات والشلالات والجداول المائية، والمروج الخضراء الواسعة، والمنحدرات العميقة والغامضة، والوديان الساحرة. وتُعتبر الآن أكبر حديقة طبيعية في ألمانيا.

كما تشتهر بينابيعها المعدنية ومنتجعاتها السياحية والصحية الرائعة؛ وخاصة في مدينة "بادن بادن" المعروفة، إضافة إلى مرافقها الترفيهية المدهشة بما فيها الحدائق المائية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org