"الشايع": مجمع الحديث نصرة للنبي الكريم وتعريف برسالته السمحة

أكد أن السُّنة النبوية كانت وما زالت هاجس خادم الحرمين الشريفين
"الشايع": مجمع الحديث نصرة للنبي الكريم وتعريف برسالته السمحة

أكد الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للتعريف بالنبي - صلى الله عليه وسلم - الشيخ خالد بن عبدالرحمن الشايع أن المسلمين ابتهجوا وفرحوا بالمبادرة السامية الشريفة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله -، التي تمثلت في تأسيس "مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للحديث النبوي الشريف"، مبينًا أن هذه المبادرة الجليلة تضاف لمنظومة المبادرات والمآثر الكريمة التي تبناها الملك سلمان بن عبدالعزيز، والتي تتوالى خدمة للإسلام والمسلمين، وخدمة للقرآن والسُّنة، وخدمة للحرمين الشريفين.

وقال "الشايع": إنه لمن أعظم الشرف وأعلى المراتب خدمة القرآن والسنة؛ فقد دعا النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لمن تولى هذا العمل بدعاء مجيد، وهو ما ثبت عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «نضّر الله امرأ سمع منا حديثًا فحفظه حتى يبلغه غيره... » الحديث رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه. ومعنى قوله: "نضّر الله امرأ": دعاء بالنضارة، وهي النعمة والبهجة.

وبيَّن: غاية هذا المجمع بلاغ الإرث النبوي للعالمين.. وأنعم وأكرم بذلك من غاية. ولم يكن الملك سلمان بن عبدالعزيز بهذا الأمر الكريم بعيدًا عن هاجسه نحو السيرة النبوية وصاحبها - عليه الصلاة والسلام -؛ فمن المعلوم اهتمامه من قبل بالسيرة النبوية، ودعمه لمشروع الأطلس التاريخي للسيرة النبوية؛ وهو ما حدا بالأمانة العامة لجائزة الملك فيصل العالمية لأن تعترف له بهذا الفضل والسبق؛ وتعبِّر عن تقديرها له بمنحه جائزة خدمة الإسلام في دورتها الـ39 لعام 1438هـ؛ ليتكامل لمقامه الكريم شرف خدمة الإسلام ودولة الإسلام ورسالتها السامية.

وتابع: يأتي الأمر الملكي الكريم بتأسيس المجمع في وقت أحوج ما يكون فيه الناس إلى مثله، بعد الثورة المعلوماتية، وتطوُّر أساليب التواصل، بما يدعو لاستثمار إمكانياتها في نشر الأحاديث الصحيحة، وقطع الطريق على ما صاحبها من سلبيات في تداول الأحاديث الضعيفة والمكذوبة.

وأردف: تأسيس هذا المجمع وما سيضطلع به من رسالة نوع من الإجلال والتعظيم لله ولكتابه ولرسوله، ونوع جليل من نصرة الرسول - عليه الصلاة والسلام - وشريعته الغراء، وتعريف الناس برحمتها وبسماحتها ووسطيتها، كما قال الله في وصفها {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}. ويدل على هذا قول الله تعالى عن نبيه المصطفى محمد - عليه الصلاة والسلام – {فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أُنزل معه أولئك هم المفلحون}. قال العلماء: وفي هذه الآية تنويه بفضل الصحابة، وبكل من وقَّر رسول الله، ونصر شريعته وما جاء به.

وواصل: وكذلك ما رواه تميم الداري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الدين النصيحة" ثلاثا، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" رواه مسلم. قال العلامة ابن رجب - رحمه الله - في شرحه: "وأما النصيحة للرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد وفاته فالعناية بطلب سنته، والبحث عن أخلاقه وآدابه، وتعظيم أمره، ولزوم القيام به، وشدة الغضب والإعراض عمن تدين بخلاف سنته، والغضب على من ضيعها لأثرة دنيا، وإن كان متدينًا بها، وحب من كان منه بسبيل من قرابة أو صهر أو هجرة أو نصرة أو صحبة ساعة".

وأشار: قد صدر الأمر الملكي الكريم بأنه جاء استنادًا إلى النظام الأساسي للحكم، وأبرز ما يتعلق به المواد ذوات الأرقام 1 و7 و23 و29 التي توضح أن دستور هذه المملكة العربية السعودية هو القرآن والسنة النبوية، ومنهما يكون استمداد الحكم، وعنهما تنافح الدولة وتخدمهما، وإليهما تدعو.

وتابع: يلحظ في الأمر الكريم تشديده على تشرف السعودية باستمرار نهجها في تعظيم وخدمة القرآن والسنة الغراء، وهذا أمر لا تخطئه العين في سيرة ملوك السعودية، بدءا من المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -، ومن بعده أبناؤه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله - رحمهم الله -، وها هو الملك سلمان يتابع المسيرة المباركة في إدارة الدولة والرعاية لمصالحها العليا وخدمة الإسلام.

وأضاف: مما يلحظ في الأمر الكريم أن يكون عمل المجمع في خدمة الحديث النبوي الشريف قائمًا على أربع دعائم: الجمع والتصنيف والتحقيق والدراسة للحديث النبوي الشريف وعلومه. وهذه من أهم الأمور للوصول بهذا الأصل العظيم لغاياته الشريفة. كما أتاح الأمر الكريم المجال للمتميزين من علماء الأمة في مجال الحديث النبوي الشريف ليكونوا تحت قبته، وتتهيأ لهم السبل للتشرف بخدمة السنة النبوية؛ وهذا يجعل المجمع في إطار عالمي، وضمن مؤسسة واعدة وطموحة.

وأردف: كان الاختيار الملكي لمعالي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ منبئًا - بإذن الله - عن التوجه الوسطي لهذا المجمع؛ لما عُرف به الشيخ محمد من العلم والرصانة والتؤدة والحكمة. وهذه صفات نحتاج إليها في عالمنا اليوم على وجه الخصوص لكثرة وتشابه الأطروحات تحت شعارات براقة، لا تتوافق مع دعاوى أهلها.

وأضاف قائلاً: كم هو جميل وحكيم اختيار المدينة النبوية المنورة مقرًّا لهذا المجمع؛ لما لها من البركات العظيمة والفضائل الجزيلة والمكانة الروحية السامقة في نفوس المسلمين. ومن دلائل ذلك ما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الإيمان ليأرز إلى المدينة» الحديث.. قال العلماء: معناه يجتمع فيها، وينضم إليها الإيمان وأهله. فكما أن الإيمان انتشر من المدينة فكل مؤمن له من نفسه سائق إليها لمحبته ساكنها صلوات الله وسلامه عليه، ولنيل بركات المدينة. وهذا شامل لجميع الأزمنة، زمنه عليه الصلاة والسلام وما بعده إلى قيام الساعة.

وختم "الشايع" حديثه قائلاً: إنا لنرجو الله الكريم لقيادتنا - ممثلة في خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده - مزيد الشرف بخدمة الإسلام والقرآن والسنة، وأن يعينهما على كل ما فيه الخير والبر والتقوى.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org