الإعلام الجديد والمشايخ..!!

الإعلام الجديد والمشايخ..!!

لوسائل التواصل الاجتماعي، أو ما يطلق عليه الإعلام الجديد، سيطرة كبيرة على المجتمع في هذا الزمان؛ فقد أصبح هذا الإعلام الجديد المسيّر لآراء الناس، والموجِّه لهم، والمحرِّك لتوجهاتهم، والمسيطر على مواقفهم..!!

يسيِّر آراءهم حيث يرى، ويوجههم إلى الوجهة التي يريد، ويحرِّكهم كيفما يشاء؛ فتأتي مواقفهم موافقة لما يحب، ويريد.. وكأنهم بلا عقول، وبلا فكر، وبلا رأي..!!

لذلك رأينا كثيرًا من المواقف يسيِّرها الإعلام الجديد في الاتجاه الذي يرتضيه وفقًا لرأي المسيطرين عليه.. وللأسف الشديد إن الغالبية العظمى منهم لهم توجهات إن لم نقل عنها معادية للدين، ولعادات المجتمع وتقاليده المحافظة، فهي ليست على وفاق معها، بل إنها ضدها..!!


وتتضح الصورة، وتتجلى هذه المواقف عند أول حدث يصدر من مشايخنا الأجلاء، أو من الداعين إلى التمسك بديننا الحنيف، أو من المنادين بالمحافظة على عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة التي لا تتعارض مع كتاب ربنا - عز وجل - وسُنة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - بل إن الإسلام أقرها وحثنا على التمسك بها..!!

فنجد أن بعض هؤلاء المسيِّرين لدفة الإعلام الجديد "التواصل الاجتماعي" قد جنَّدوه للَيْ عنق الحقائق؛ لتتوافق مع توجهاتهم، وتسير وفق آرائهم، وتحقق ما يصبون إليه؛ فلا غرابة إن سمعت تحليلات لا تمت للواقع بصلة، وتفسيرات ليس لها أي صلة بالموضوع الأساس الذي تحدث عنه الشيخ أو المطالِب بالمحافظة على تعاليم ديننا الحنيف، والحَسَن من عاداتنا وتقاليدنا..!!

وخير دليل على ذلك تلك الزوبعة التي افتعلها بعضهم، وتلك الهائلة التي ابتدعوها من عند أنفسهم، وتلك التفسيرات التي اخترعوها، والتأويلات التي سيَّروا بها الركبان، والأحكام التي استنبطتها عقولهم من إجابة الشيخ عبدالله المطلق -حفظه الله- التي أجاب بها عن سائل يسأل عن العباءة؛ فالشيخ تحدث عن الستر الذي أمر به الله - عز وجل - وفرضه على نساء المسلمين، سواء أكان بالعباءة أو بغيرها، وأوضح أن المقصود الشرعي هو الستر، وأن العباءة المتعارف عليها عندنا هي وسيلة من وسائل الستر التي تستر بها المسلمة نفسها، وتنفِّذ أمر ربها.. فكما أن عندنا هذه العباءة هي وسيلة الستر عند غيرنا من الشعوب المسلمة وسائل أخرى للستر، ولا بأس بذلك؛ كون المقصود من الأمر الشرعي هو الستر.. فالغاية الستر، والوسيلة العباءة أو غيرها.. هذا مختصر رأي الشيخ.

ولكن انظر كيف صوَّر الإعلام الجديد، وبخاصة "تويتر"، القضية؟ وكيف كيَّفها؟!! وكيف حرَّفها؟!! وكيف أوَّلها؟!! وكيف صرفها عن مقصدها، وحوَّرها إلى ما تريد أنفس أربابه المريضة؟!!

فالمتابع لوسائل التواصل الاجتماعي أو الإعلام الجديد - كما يسميه بعضهم - يجد أن الكثير ممن يصطادون في الماء العكر قد دلَّسوا على الناس؛ فصوَّروا لهم أن الشيخ عبدالله يدعو إلى ترك العباءة، والتحلل منها، وأنها غير واجبة، وأنها ليست من الدين، وإنما من العادات والتقاليد، وأن التخلص منها أمر عادي، وأن المسلمة ليست ملزمة بها؛ فمن أرادت خلها فلها ذلك وهي حرة في تصرفها..!!

ولم يتطرقوا للستر الذي أمر به الله - عز وجل -، وأوجبه على المسلمة.. ولم يذكروا أن الشيخ أوضح أن المقصود الستر، والمأمور به الستر مهما كانت وسيلته.

بل إنهم أسقطوا كلام الشيخ عن العباءة على الستر؛ فتحدثوا عن ترك العباءة أو خلعها دون أن يوضحوا أن تركها يستوجب ارتداء وسيلة ستر أخرى غيرها؛ فمن أرادت خلعها عليها ارتداء غيرها بما يحقق الستر الشرعي الذي أمر به الله - عز وجل-؛ فالغاية الستر عن طريق أي وسيلة من لباس تنطبق عليه المواصفات الشرعية للباس المرأة: من أن يكون فضفاضًا غير موضِّح لمفاتن المرأة، وساترًا لها غير شفاف، ولا قصير، ولا غير ذلك من حيل إبليس وأعوانه وتفننهم في كشف ستر المرأة تحت غطاء الموضة..!!

هذا غيض من فيض، ومثال من مصائب كثيرة ينادون بها، وعود من حزمة الانفلات والتحلل والبُعد عن الدين التي يريدونها للمجتمع - والعياذ بالله -.

فالله نسأل أن يجعل كيدهم في نحورهم، وتدبيرهم تدميرًا عليهم، وأن يحمي بناتنا ونساء المسلمين عمومًا من شرورهم، وشراكهم، وخبثهم.

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org