"نسيب": رسالة "تم تجميد حسابك" صدمتني وأوقفت حياتي

قال: يجب أن يسبقها إنذارات.. و"ساما" مسؤولة عما يحدث
"نسيب": رسالة "تم تجميد حسابك" صدمتني وأوقفت حياتي

يصف الكاتب الصحفي إبراهيم علي نسيب، لحظات الصدمة والحزن التي مر بها، حين هبطت عليه رسالة "تم تجميد حسابك" من أحد البنوك؛ مطالباً مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما" بتوجيه البنوك بأن يسبق رسالة تجميد الحساب إنذار أو أكثر للعلم؛ مؤكداً أن حياة الناس ليست لعبة توقفها البنوك برسالة وقتما تشاء.

أنا أحد الضحايا

وفي مقاله "تم تجميد حسابك...؟!" بصحيفة "المدينة"، يقول "نسيب": "(تم تجميد حسابك يرجى تزويدنا بالمستندات المطلوبة لتحديث بياناتك)... فاجأت هذه الرسالة عملاء البنك العربي الموقر ليلة الخميس المنصرم، وكنت أنا أحد ضحاياهم، والغريب أن الرسالة جاءت هكذا دون مقدمات ودون سابق إنذار وكأن حياة الناس لا تهمهم أبداً.

تصرف بلا رشد ولا إحساس

ويصف "نسيب" ظروف مَن تلقوا رسائل تجميد حساباتهم فجأة، ويقول: "الحقيقة أن عملاء هذا البنك هم من كبار السن المتقاعدين الذين قدّموا للوطن تعبهم وسنينهم وعرقهم؛ ليجدوا أنفسهم مع البنك في ورطة أنا عشتها معهم، في زحام غريب وتعب عجيب جاء كنتيجة حتمية لحاجة الناس لفك تجميد حساباتهم، والتي عطلتهم جداً؛ نظراً لعدم وجود عدد كافٍ من الموظفين لخدمة المراجعين، والذين أظنهم لا يزالون يعيشون مأساتهم مع تجميد الحسابات، والتي كانت بسبب الحاجة للعنوان الوطني.. ولا مانع في ذلك لو جاء بطريقة إنسانية تراعي مصالح الناس وظروفها، وتبدأ معهم بالتدريج من خلال رسائل نصية متزامنة؛ لكن أن تأتي هكذا فجائية وتهبط على رؤوس الناس في لحظة وتضعهم في مأزق، وتحول نهاية الأسبوع إلى حزن وشقاء ربما يمتد لأسبوع آخر؛ فتلك والله حكاية مُرة وتصرف ليس فيه من رشد ولا إحساس!".

معاناة

ويمضي الكاتب مع معاناة مَن جُمدت حساباتهم ويقول: "أنا أحد الذين عشت التجربة وواجهت أول مشكلة في فرع السامر الذي لم أجد فيه سوى موظف واحد؛ بينما زميله غائب لثلاثة أيام بسبب ظرف وفاة أحد أقاربه؛ ليكون الزحام قضية ذهبت بي إلى فرع التحلية، وهناك قابلت مسؤول العملاء وتحدّثت معه، ومكّنته من مشاهدة تلك الرسالة اليتيمة في جوالي؛ ليرى أنها الأولى والأخيرة، ويرى أنني ضحية نظام لم يقدر ولا فكر أصلاً في كيف يتصرف الناس وماذا يأكلون وكيف ينفقون على أسرهم وحساباتهم مجمدة وحياتهم كلها معطلة؟ (لا) والصدمة الأكبر هي أن تجد نفسك في ظرف قاهر ودائرة مغلقة جداً".

"ساما" هي المسؤولة

ويتوجه "نسيب" لمؤسسة النقد قائلاً: "أسأل السادة مؤسسة النقد عن سبب ذلك، وفي ظني أن الذنب يقع عليهم؛ متمنياً أن تحقق في هذا الأمر المقلق جداً والمحير حقاً؛ خاصة وإنسانية تَعَامل بعض البنوك مع الناس تكاد تكون معدومة، وفي ظني أنها تعتقد أنهم ضمن حسابات الأصول في ممتلكاتها، وأن حياتهم ليست سوى لعبة، وأن مشاعرهم لا قيمة لها إطلاقاً في ظل تعامل سيئ جداً وتعيس أيضاً".

طوابير المسنين

ويُنهي "نسيب" قائلاً: "تألمت جداً حين رأيت المسنين يقفون في طوابير ضخمة وكلهم يحمل في يده بطاقة تالفة، والسبب قرار متسرع.. وهي خاتمتي ودمتم".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org