"تقصير البعض يضر بالجميع".. كيف تظل المملكة في مأمن من عودة ارتفاع إصابات "كورونا"؟

السعودية جزء من العالم.. والوباء بدأ في ضرب بعض دوله بالموجة الثانية
"تقصير البعض يضر بالجميع".. كيف تظل المملكة في مأمن من عودة ارتفاع إصابات "كورونا"؟

يستمر فيروس كورونا المستجد، ومنذ أكثر من ثلاثة أسابيع، في ضرب عدد من الدول الأوروبية بموجة ثانية من عدواه سريعة الانتشار، ومن بين تلك الدول فرنسا التي سجلت خلال يوم أمس فحسب قرابة 30 ألف إصابة جديدة و85 وفاة، وبريطانيا التي أصاب الفيروس فيها أمس نحو 17 ألف شخص من سكانها، وأودى بحياة 67 آخرين، فيما تخطت حصيلة الإصابات عبر العالم اليوم (الاثنين) أكثر من 40 مليوناً، وتجاوز عدد الوفيات أكثر من 1.11 مليوناً، وفي ضوء تلك المعطيات المثيرة للحذر، يندرج تصريح وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، الذي توقع عودة الإصابات للارتفاع من جديد في المملكة خلال الأسابيع المقبلة؛ ما لم يلتزم ويحرص الجميع على تطبيق الإجراءات الاحترازية، ويساهم في نشر ثقافة الالتزام بها.

صحيحٌ أن معدل الإصابات اليومي في المملكة يأخذ اتجاه الهبوط منذ نحو ثلاثة أشهر، وأن عدد الإصابات في سياق هذا الهبوط والتراجع وصل اليوم إلى 381 إصابة، وهذه النتائج تعد مدعاة للطمأنينة وعدم الرهبة من نشاط الوباء في الدول الأخرى، إلا أنه من الواقعية تماماً وضع تحذير "الربيعة" في الحسبان؛ لأن كل الإصابات التي حدثت في العالم بدأت من إصابة واحدة، هي "الحالة صفر"، التي أصيب بها أول شخص ثم انتقلت منه العدوى إلى أكثر من 40 مليون شخص في العالم حالياً، ومادام هذا العدد الهائل كان نتاج حالة واحدة، فمن المتوقع أن تصبح النتائج أضخم مع وجود ملايين الإصابات النشطة حول العالم، ولا يختلف الحال في المملكة التي لا يزال الفيروس فيها قادراً على إصابة مئات الأشخاص يومياً.

وانطلاقاً من هذه الحقائق المرتبطة بخصائص "كورونا" وقدرته على الانتشار، يجب أن يتعامل كل سكان المملكة بجدية عالية مع توقعات وزير الصحة، ويلتفتوا جيداً إلى ربطه عودة الارتفاع في الإصابات بالسلوك الفردي للأشخاص في الالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية، والمساهمة في نشر ثقافة الالتزام بها أيضاً، في الأماكن والأوساط التي يتواجدون فيها، فالمملكة جزء من العالم كما أشار "الربيعة" وبدء الموجة الثانية في عدد من الدول يجعلها عرضة للاحتمال نفسه، لاسيما أن الفيروس لا يزال ينتشر في أراضيها، وأصاب من سكانها إلى الآن 342583 شخصاً، فالمملكة ليست بمأمن من الموجة الثانية، لكنها يمكن أن تصبح في مأمن منها؛ إذا التزم سكانها بالإجراءات الاحترازية.

فمن المعلوم لكل الأفراد أن "كورونا" لا يستثني أحداً في نشر العدوى، وأن مصير كل مجتمع أو مدينة أو أسرة مرهون بمدى التزام جميع أفرادها بالإجراءات الاحترازية، فوفقاً لـ"الربيعة" "فنحن في مركب واحد والتقصير من البعض يؤثر على الجميع؛ لذا يجب أن نعمل على حث الجميع على الالتزام"، وهو ليس بالمطلب الصعب، فقد التزم كل سكان المملكة بالإجراءات الاحترازية لمكافحة كورونا خلال الأشهر السبع الماضية، وتحولت بالنسبة لهم إلى أسلوب حياة، ويمكنهم الوصول إلى أي مستوى من الجدية في تطبيقها في أي وقت دون عناء، مع ضرورة الالتفات إلى أن محافظة سكان المملكة على الإجراءات الاحترازية يضمن المحافظة على قرار عودة الحياة إلى طبيعتها الذي اتخذته المملكة بعد أشهر من الإغلاق العام، وأن التهاون في الالتزام قد يعيد العجلة إلى الوراء، ويؤدي إلى تشديد الإجراءات كما يحدث حالياً في بريطانيا وفرنسا والمغرب.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org