"جبل القمر" في خليص.. مبادرة بيئية وتأكيد على جمال الطبيعة

امتداد صحراوي لمحبي مغامرات المشي الطويل والتخييم
"جبل القمر" في خليص.. مبادرة بيئية وتأكيد على جمال الطبيعة

في امتداد صحراوي رحب لمحبي مغامرات المشي الطويل والتخييم والتسلق، يقع "جبل القمر" بالقرب من عسفان في مدينة غران التابعة لمحافظة خليص في منطقة مكة المكرمة، وهو مكان مثاليّ لمراقبة غروب الشمس، والتمتع بتأمّل النجوم، وإشعال النيران، والمبيت بمخيمات مؤقتة.

وتعود تسمية الجبل إلى تشابه تضاريسه مع بعض تفاصيل سطح القمر من ناحية تضاد الألوان والتضاريس بين صخور حالكة السواد، ورمال صارخة البياض، كما يحاط الوادي بطبيعة خلَّابة، وبإطلالات جميلة.

ويعتبر تأمُّل عجائب الطبيعة سبباً آخر للتوجه إلى وادي القمر؛ حيث يمنح العيون منظراً رائعاً لغروب الشمس، وتألقاً مبهراً للقمر، ونافذة واسعة على نجوم تضيء سماء صافية في غالبية أيام السنة.

وهناك خيارات متنوعة للباحثين عن رحلة أكثر جرأة بين الكثبان الرملية، والطرق الوعرة، والتخييم في الصحراء لعدة أيام، بين صخور سوداء محيطة بالرمال تمتد على مسافة أميال، وأوقات لمحبي مغامرات ركوب الدراجات الرباعية.

وهناك الكثير من النشاطات الأخرى الملائمة للعائلات والأطفال، مثل: ركوب الجِمال، وتسلق الجبال، وكرة القدم، وكرة الطائرة، وشد الحبل.

وكان "جبل القمر" تم تسجيله ضمن الوجهات السياحية لشتاء السعودية "الشتاء حولك" من قبل هيئة السياحة، ما دفع الكثير من الأفراد والمجموعات وهواة رياضات الهايكنق وتسلق الجبال إلى التوافد للموقع، كما أن الكثير من القنوات الإعلامية والصحف رفعت تقارير حول الموقع الذي اكتظ الفترة الحالية بالسياح من داخل محافظة خليص والمحافظات المجاورة كجدة ومكة والمدينة، وتسارعت الجهات والمجموعات المهتمة بالبيئة بتسيير عدد من الرحلات وتنفيذ برامجها وفعالياتها البيئية بجبل القمر وبالمنطقة المجاورة حوله.

ودعا الكثير من الزائرين ورواد المكان، الجهات الحكومية ذات العلاقة، إلى الاهتمام بالمكان والمحافظة على بيئته البكر بأن تبقى كما هي، وتقديم كافة الخدمات والاحتياجات التي تسهم في خدمة الموقع وزائريه.

وفي نشاط متواصل ومستدام وبشراكة فاعلة مع الجهات ذات العلاقة، قالت الدكتورة ماجدة أبوراس، الأستاذ المشارك في علم التقنية الحيوية للملوثات البيئية، والخبيرة الدولية في الاستثمار الأخضر والاقتصاد الدائري، ورئيس مجلس إدارة جمعية البيئة السعودية، إنها وقعت مؤخراً عدداً من الشراكات مع عدد من الجهات الحكومية والأهلية، ومن ضمنها محافظة خليص، تستهدف في المقام الأول بيئة المعالم والآثار في محافظات منطقة مكة المكرمة.

من جانبه، أكد رئيس فريق البرنامج التطوعي الكابتن بندر يحى عسيري، على أهمية مبادرة الجمعية وأهدافها في الحفاظ على البيئة، وذكر أن جمعية البيئة السعودية تكرر وجودها بمعلم جبل القمر للمرة الثانية على التوالي لأهمية الموقع، وكونه أصبح وجهة سياحية يقصده السياح بكثرة الأيام الحالية، وأوضح أنهم يرفعون شعار "أنا أحب السعودية"، ولديهم خطط لزيارة عدد كبير من المعالم وتنفيذ مبادرات بيئية.

من جانبها، أكدت المديرة التنفيذية لمجموعة باكستيج إيمان باجنيد، أن جبل القمر يعتبر من أفضل الأماكن السياحية لهواة تسلق الجبال ورياضة الهايكنق، كما أن من أهم أهدافهم الحفاظ على البيئة، ودعت المهتمين بمجال البيئة المشاركة والإسهام في ذلك، مؤكدةً أن معلم "جبل القمر" في مدينة غران يستحق منا تقديم كافة الخدمات للحفاظ عليه بيئياً وتهيئته ليكون مناسباً لكل مرتاديه من هواة تسلق الجبال والهايكنق.

وأشارت إلى جمال المكان الذي تشكلت به بيئة مختلفة جمعت بين الجبل والسهل، فصفاء الأجواء يبعث على الراحة النفسية والاطمئنان والهدوء، مؤكدة أهمية الحفاظ على المعالم والآثار من الناحية البيئية.

وثمنت لجمعية البيئة السعودية دورهم الفاعل في ذلك المجال، مؤكدة أن الشراكة المجتمعية معهم من أنجح الشراكات البيئية التي تم عقدها في هذا المجال، حيث تمثلت المبادرة في التقاط المخلفات بالموقع السياحي في جبل القمر.

يُذكر أنه يوجد بالموقع فريق برق للإنقاذ، وهو أول فريق تطوعي سعودي معتمد ومتخصص بسيارات الدفع الرباعي المجهزة لأعمال البحث والإنقاذ بوزارة الداخلية والدفاع المدني.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org