" محللون": سقط "نصر الله" وهتف ضده الشعب اللبناني

"الهزاني": زعيم مجهول المكان خائف ويهدد.. "نسيب": رسوم "الواتس" شرارة الانفجار
" محللون": سقط "نصر الله" وهتف ضده الشعب اللبناني

يؤكد كتاب ومحللون أنه مع بدء الاحتجاجات والتظاهرات في لبنان، سقطت كل الرموز المقدسة سياسياً، وأبرزها حسن نصر الله، الذي هتف اللبنانيون بسقوطه لأول مرة، وجاهروا بتحديه ورفض سلطته، ما اضطره إلى الخروج على التلفزيون وتهديد الجميع بمن فيهم وزراء الحكومة، ويرصد الكتاب مشاكل المواطن اللبناني التي دفعته إلى الخروج، فالكثيرون يعيشون تحت خط الفقر بلا وظيفة ولا مصدر دخل، وحين وصل الأمر الى "رسوم الواتس"، انفجر الشارع وخرج الناس، ويتساءلون هل يحدث تغيير في لبنان، ويرى كثيرون صعوبة ذلك، لكن المهم أن حاجز الخوف قد انكسر.

سقوط "نصر الله"

وفي مقاله "لبنان وسقوط الرموز المقدسة" بصحيفة "الشرق الأوسط"، يرصد الكاتب والمحلل السياسي عبدالرحمن الراشد سقوط كل الرموز المقدسة سياسياً، وأبرزها حسن نصر الله، ويقول: "هذه الجولة الاحتجاجية التي عمت أنحاء البلاد مختلفة، لم تعد فيها مقدسات سياسية، بما فيهم حسن نصر الله، مع بقية القيادات الحكومية.. ميزها، أيضاً، أن المناطق التقليدية التي تحت سلطة (حزب الله) انتفضت ضده، وجاهرت بتحديه ورفض سلطته. الأمر الذي اضطره إلى الخروج على التلفزيون وتهديد الجميع بمن فيهم وزراء الحكومة، محذراً بأن من سيستجيب لمطالب المتظاهرين ويستقيل فسيحاسب".

"نصر الله" الخائف

وفي مقالها "لماذا لم ينزل نصر الله إلى الشارع؟" بصحيفة "الشرق الأوسط"، تؤكد الكاتبة والمحللة السياسية أمل عبد العزيز الهزاني، أن الرجل "المجهول المكان" خرج مهدداً ومتوعداً، لكنه خائف، وتقول: "خرج مهدداً ومتوعداً من مكانه المجهول، وقتما كان اللبنانيون في الشوارع والميادين يهتفون بمعاناتهم، ويشكون أنهم بلا كهرباء، وبعضهم لم يستطع الاستحمام لأيام لانعدام الماء، وبطالة قضت على ما تبقَّى لهم من أمل. لم يخرج مطمئناً وداعماً للثورة السلمية التي حافظ فيها اللبنانيون على حمل علم واحد وهو العلم اللبناني، بعيداً عن تلونات أعلام الأحزاب والطوائف، في مشهد لم يكن له مثيل".

وتضيف "الهزاني": "كان خوف أمين عام حزب الله أن تستقيل الحكومة ويخسر المعادلة التي مكَّنته من تحويل لبنان إلى بلد مشلول، وجسر للعبور إلى دمشق.. لأول مرة في التاريخ الحديث، يتجرَّد اللبنانيون من انتماءاتهم السياسية، ويشكِّلون وحدة واحدة بالمطالبات نفسها والصوت نفسه. فرقتهم السياسة وجمعهم الفقر".

اللبنانيون أصحاب القرار الآن

وترى "الهزاني" أن اللبنانيين كسروا حاجز الخوف، وهم أصحاب القرار الآن ويجب أن يبقوا كذلك، وتقول: "حاجز الخوف من سلاح نصر الله قفز فوقه المتظاهرون، هم لم يبدلوا مواقفهم السياسية بل اكتشفوا أخيراً أن السياسة الحزبية لا تؤكل عيشاً إلا للطبقة العليا، وأن أتباعهم والمؤمنين بهم عقدياً وسياسياً هم أرقام تنزل للشارع حينما تؤمر بذلك، أداة من أدوات التنافس ضد الخصوم.. أجزم بأن اللبنانيين يعرفون من هم الفاسدون الذين نهبوا مقدرات البلاد، رغم أن لبنان من أكثر الدول التي تتلقى دعماً خليجياً ودولياً مستمراً. هذه تجربة خاضها اللبنانيون بإرادتهم، لم يملِ عليهم أحد النزول للشارع. إن لم يكتمل عندهم الوعي بأن لهم حق المواطنة على الزعيم السياسي الذي يتبعونه فإن خسائرهم ستتضاعف، وسيكون مستقبلهم مخيفاً. المواطن اللبناني قوي رغم ما تلقنه منذ سنوات بأنه مجرد بوق ورجع صدى، لكن اليوم هو صاحب القرار. هذه لحظات لا تنسى، فليحافظ عليها اللبنانيون مهما كانت انتماءاتهم، وحتى لو عادوا لبيوتهم من الشارع ووجدوا كهرباء وماء".

ليست "رسوم الواتس"

وفي مقاله "البطالة والجوع وحزب الشيطان!!" بصحيفة "المدينة"، يرصد الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم علي نسيب أسباب الاحتجاجات ويقول: "في لبنان انفجرت التظاهرات بسبب رسوم الواتس.. والحقيقة أن المشكلة هي ليست في الرسوم فقط، بل هي شرارة أدت إلى انفجار الماضي المملوء بكثير من المشاكل التعيسة والمتاعب التي ظل يعيشها اللبنانيون من سنين وصبروا وصابروا وتحملوا وحاولوا كثيراً الابتعاد عن الشارع والتظاهرات، لكن فيما يبدو أن الحكاية ظلت بين قوسين وظلين وحزبين، حزب يحب لبنان وآخر صديق الشيطان تاركاً للفقراء الفقر وللأثرياء بعثرة المال في الشهوات والملذات. وحكاية لبنان هي حكاية مُرة وحامضة في بلد يوجد به حكومتان، حكومة مغلوبة على أمرها، وأخرى تعيش في حضن الشيطان وحزب الطغيان، حزب يتحدث بلسان حسن مسخ الله ويتحرك بأوامر إيران، والشعب يموت كمداً وفقراً وبؤساً وبطالة ومشاكل كثيرة مع الكهرباء والماء والنظافة وغيرها كثير حتى المال الذي يأتي من هناك يذهب إلى هناك، إلى العمائم السوداء والقنابل العمياء، والشعب يئنُّ تحت ويلات العوز من سنين ولا أحد يلتفت إليهم حتى وصل الصبر الى منطقة حمراء، وهي قضية حكومة غير قادرة على أن تقدم شيئاً للإخوة اللبنانيين سوى الوعود التي لا تقدم شيئاً للإنسان الذي يعيش تحت خط الفقر بلا وظيفة ولا مصدر دخل يعينه على الحياة، وحين وصل الأمر الى ما لم يكن في الحسبان انفجر الشارع وخرج الناس وكانت الشرارة (رسوم الواتس) التي أشعلت فتيل الأزمة".

التغيير في لبنان صعب

وفي مقاله "هل يولد لبنان جديد؟!" بصحيفة "عكاظ"، يرى الكاتب والمحلل السياسي خالد السليمان، أن التغيير في لبنان صعب ولكنه ليس مستحيلا، ويقول: "لو أجريت انتخابات حرة اليوم فإن زلزالاً سياسياً سيضرب لبنان، وطبقة سياسية جديدة ستبرز، لكن لا شيء يضمن أن تصنع هذه الطبقة التغيير اللازم، فالبيئة السياسية التقليدية في لبنان مؤثرة، وستطبع أداء أي سياسي صاعد، فالطائفية مستحكمة والإقطاعية متجذرة والتغيير يحتاج لمخاض طويل! هل يعني ذلك أن التغيير مستحيل في لبنان، طبعاً لا، لكنه مخاض صعب ومؤلم يتطلب الكثير من الصبر والقوة والتضحية، واللبنانيون الذين صنعوا التغيير في العديد من البلدان التي هاجروا إليها لن يعجزهم تغيير واقع بلدهم!".

لا بد من تقليم أظافر الخونة "نصر الله وباسيل"

وفي مقاله "لبنان بين مخلبين" بصحيفة "الجزيرة"، يرى الكاتب والمحلل السياسي خالد بن حمد المالك أنه لا يمكن للبنان أن يتعافى، وحسن نصر الله وجبران باسيل يسيطران على مقاليد الأمور، ويقول: "لا يمكن للبنان أن يتعافى، وجبران باسيل وحسن نصر الله في موقعي التأثير السلبي على الحياة في لبنان، الأول في الحكومة والقريب من الرئيس ميشيل عون، والثاني حزبي والعلاقة بطهران.. اثنان خطيران يشكِّلان رأس الحربة في كل ما يسيء إلى لبنان، ووضعها تحت السيطرة الإيرانية، وإبعادها عن محيطها العربي، وجعلها في أزمات اقتصادية، وخصومات دائمة بين الفرقاء".

ويرى "المالك" أن "المأزق كبير، والخروج منه لا يمكن أن يتحقق دون تقليم أظافر هؤلاء الخونة الذين باعوا لبنان".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org