الاتحاد.. وسر الغياب!!!

الاتحاد.. وسر الغياب!!!

اشتقت لصحيفة "سبق" وقرائها بعد غياب لفترة بسبب ظروف خاصة. وعندما نتحدث عن الغياب والعودة سيخطر بأذهان العشاق جميعًا الغياب الكبير لعميد الأندية السعودية، وما هو السر وراء هذه الكارثة التاريخية في تاريخ الاتحاد؟.. البعض ذهب لإلقاء اللوم كاملاً على إدارة الخلوق (نواف المقيرن)، وكذلك بيكاسو النمور2 (خميس الزهراني) الذي كان هو المسؤول الأول عن التعاقدات الحالية للنادي. فيما ذهب البعض الآخر لتحميل الإدارة أيضًا أسباب تردي النتائج بسبب استغنائها عن المدرب الداهية التشيلي (خوسيه لويس سييرا) المدير الفني السابق لنادي الاتحاد، ومن ثم الاستعانة بالمدرب الأرجنتيني (رامون دياز) الذي لم يلامس تطلعات الجماهير الوفية التي ظلت – وما زالت - تساند وتقف خلف فريقها رغم التراجع الفني والنزيف النقطي الكبير، واستمرار التفريط في النقاط حتى باتت الحصيلة نقطتين فقط من تعادلين وسبع خسائر. ويظل السؤال حتى الآن: ما هو سر الغياب؟!!

هناك من ذهب لإلقاء اللوم على اللاعبين أنفسهم، وأنهم لم يستشعروا قيمة القميص الذي تم التوقيع معهم لأجل تمثيله، وأنهم لم يقدموا ما يُرضي هذه الجماهير العاشقة. عشرات الصور واللقطات التي أظهرت مشاعر الألم والحزن: فكم من شيخ تألم، وكم من شاب صرخ، وكم من عائلة غادرت أسوار المدرجات تكسوها ملامح الحزن والوجع، وكم من طفل بكى وتأثر وانهمرت عيناه بالدموع حزنًا كما تنهمر أمطار الشتاء.. عشرات الصور تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي عن هذا الحال الأليم، ويظل السؤال حائرًا بلا إجابة!! فيما ذهب البعض إلى أن الأمر سوء طالع وعدم توفيق، وأن الحظ بات يمد لسانه في وجه كل ما هو أصفر وأسود.. وانسحب آخرون من الحضور للمدرجات، وباتوا يرددون في أنفسهم: "الوعد الموسم القادم.. مباريات الظهيرة أو العصر". وقد بلغ التشاؤم مبلغه حتى تأكدت القناعة بأن عميد آسيا وسيدها سيهبط لدوري المظاليم.. فيما ذهب البعض لوجود مؤامرة تحاك ضد الاتحاد، وذهبت ظنونهم هنا وهناك، حتى استشرت نظرية المؤامرة بداخلهم، وبات البعض متيقنًا بأن الخطة لن تنتهي إلا بالهبوط الأكيد.

ويظل السؤال يتكرر: أين أنت يا عميد؟.. وما هو سر الاتحاد؟!!

هجمة.. مرتدة!!

الحقيقة المؤكدة أن هناك قصورًا وخللاً إداريًّا، ليس في التعاقدات الفنية مع المدرب واللاعبين الأجانب؛ لأنني متيقن أن الاتحاد سر نجاح أي لاعب مغمور؛ فمن تم المتعاقد معهم ليسوا سيئين لهذا الحد الذي يجعل من الفريق قابعًا بالمؤخرة؛ والدليل انخفاض مستويات الجميع، بمن فيهم أفضل محترف أجنبي موسم 2017 التشيلى (كارلوس فيلانويفا).. وهذا دليل ضعف التهيئة النفسية والإدارية، إضافة لضعف الجهاز اللياقي. ولن يقبل الجمهور الانتظار للشتوية؛ لذلك يجب ألا يتم مجاملة أي لاعب متخاذل على حساب أي لاعب جاهز. والحل السريع أن تُمنح الفرصة لمن لديهم الرغبة في القتالية حتى لو كان لاعبًا محليًّا، ولو تطلب الأمر أن يتم ركن جميع اللاعبين المحترفين الأجانب على دكة الاحتياط؛ لأن تاريخ العميد لا يتحمل المزيد من العبث بين أقدام أنصاف لاعبين لا يحترمون هذا القميص..

العميد باختصار يحتاج لإعادة التعاقد مع الروح، والقتالية، والانتماء لهذا النمر التسعيني الذي روض آسيا شرقها وغربها بين أقدامه..

شخصيًّا أتوقع أن يكرر الاتحاد تحقيق اللقب الأغلى (كأس خادم الحرمين الشريفين) لهذا الموسم، وسيكون له كلمة في دوري أبطال آسيا، شرط أن تكون الروح حاضرة، ولا غير ذلك، وعندها سنردد: "عدت يا عميد.. والعود أحمد".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org