ما قصة دوري السوبر الأوروبي الذي أشعل النار في القارة العجوز؟.. هنا تفاصيل الانقلاب

ما قصة دوري السوبر الأوروبي الذي أشعل النار في القارة العجوز؟.. هنا تفاصيل الانقلاب

في ما يشبه الانقلاب في عالم الساحرة المستديرة (كرة القدم)، احتل مكانًا منذ الأمس، وأحدث نقاشات وجدالات لا تنتهي؛ بعد أن أعلن 12 ناديًا أوروبيًّا كبيرًا، الانفصال عن بطولة دوري أبطال أوروبا الأشهر في القارة العجوز، وإنشاء نموذجهم الجديد الذي أطلقوا عليه دوري السوبر الأوروبي.

ولكن تلك الخطوة الزلزالية من قِبَل الأندية الأبرز في أوروبا؛ لم تمر مرور الكرام بطبيعة الحال؛ فقد توعد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والاتحادات الوطنية، تلك الأندية بالنبذ والمنع من المشاركة مجددًا في البطولات المحلية والأوروبية؛ ردًّا على خطوتهم المثيرة للجدل؛ فيما أدان الاتحاد الدولي لكرة القدم الخطوة، كما أدان الخطوةَ العديدُ من السياسيين والمشاهير حول العالم؛ فيما انقسم الجمهور ما بين مؤيدًا ومعارض.. فما القصة؟

ما قصة البطولة الجديدة؟

12 ناديًا هم: ريال مدريد، وبرشلونة، وأتلتيكو مدريد من إسبانيا، ومانشستر سيتي، ومانشستر يونايتد، وتشيلسي، وليفربول، وتوتنهام، وأرسنال من إنجلترا، ويوفنتوس وآي سي ميلان، وإنتر ميلان من إيطاليا، قرروا اتخاذ خطوة جديدة منفصلة عن خطط الاتحاد الأوروبي، وإنشاء بطولة دوري السوبر الأوروبي؛ على أن ينضم إلى تلك الأندية المؤسسة في القريب 3 فِرَق أخرى ليصبحوا 15 فريقًا يلعبون بشكل مستمر في البطولة، ثم ينضم إليهم 5 فِرَق أخرى غير دائمة؛ وذلك بحسب إنجازاتهم في دورياتهم المحلية.

من المرجح أن تبدأ البطولة الجديدة في شهر أغسطس القادم بـ20 فريقًا (15 دائمين- 5 متغيرين)، وسيتم تقسيم الفِرَق إلى مجموعتين، وكل مجموعة من 10 فرق، يلاعب كل منهما الآخر على أرضه وخارجها.

وسيتأهل الثلاثة الأوائل في كل مجموعة إلى ربع النهائي؛ حيث تلعب الفِرَق في المركزين الرابع والخامس مباراة فاصلة ذهابًا وإيابًا على المقعدين المتبقيين، ثم يقام دور الثمانية والنصف النهائي بنظام خروج المغلوب المعتاد في دوري أبطال أوروبا، كما يقام النهائي في شهر مايو في أرض محايدة كما هو الأمر المتبع في البطولة الأوروبية.

ما الدوافع؟

المال.. بطبيعة الحال فإن دوافع تلك الأندية لاتخاذ تلك الخطوة المثيرة للجدل؛ هو المال. فقد تضررت إيرادات أندية كرة القدم بشدة من جائحة (كوفيد-19)، مع تعطل المباريات ومنع المشجعين من الحضور إلى الملاعب.

في الوقت نفسه وجدت الأندية نفسها أمام التزامات كبيرة بدفع رواتب خيالية للاعبيها، وتطوير منشآتها ومرافقها؛ وهو ما يتكلف مبالغ ضخمة للغاية، كما أغرت مؤسسة (جي بي مورجان) البنكية الشهيرة الأندية المؤسسة بحصة من منحة بقيمة 3.5 مليارات يورو للانفصال وإطلاق دوريهم الخاص.

كما لم تبدِ الأندية الكبرى رضاها عن مخططات الاتحاد الأوروبي الجديدة لتعديل دوري أبطال أوروبا بدءًا من عام 2024، برفع عدد الفِرَق إلى 36 فريقًا، ولعب عدد مباريات أكثر لزيادة دخولهم وأرباحهم.

معارضة شديدة

لكن الخطة الجديدة للأندية الأوروبية الكبرى لم تجد الدعم الشعبي والنخبوي الكافي حتى الآن، فقد أدان المشجعون والنقاد ومعظم هيئات كرة القدم غير المشاركة هذه الخطوة؛ إذ يقول النقاد إن تلك الخطوة من شأنها أن تجعل كرة القدم مجتمعًا منغلقًا على هؤلاء الفرق، في ظل سياسة مشاركة 15 ناديًا بشكل مستمر في البطولة المزعومة.

كما أن هناك تخوفًا متزايدًا من أن تجذب البطولة الجديدة الجماهير، ومشاهدي التلفزيون فتبتعد الإيرادات التلفزيونية الهائلة عن الدوريات المحلية التقليدية مثل الدوري الإنجليزي والإسباني والإيطالي؛ حيث من المنتظر -بحسب تقارير إعلامية- أن تصل حقوق البث التلفزيوني لدوري السوبر الأوروبي إلى 4 مليارات دولار سنويًّا، تحصل منها الأندية المؤسسة على نصيب الأسد.

فيما حذّر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الأندية الانفصالية من الحظر من جميع المسابقات الأخرى على المستوى المحلي، أو الأوروبي، أو العالمي، كما أكد أنه سيتم منع اللاعبين من تمثيل منتخباتهم الوطنية في كأس العالم والبطولات الأوروبية للمنتخبات.

وقال الاتحاد الدولي لكرة القدم: إن "أي مسابقة كرة قدم، سواء كانت وطنية أو إقليمية أو عالمية؛ يجب أن تعكس دائمًا المبادئ الأساسية للتضامن والشمولية والنزاهة وإعادة التوزيع المالي العادل".

وأضاف في بيان: "علاوة على ذلك، يجب على الهيئات الإدارية لكرة القدم أن تستخدم جميع الوسائل القانونية والرياضية والدبلوماسية لضمان استمرار ذلك".

فيما قال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون إن الحكومة "ستنظر في كل ما يمكننا القيام به مع سلطات كرة القدم؛ للتأكد من أن هذا لن يتم (دوري السوبر الأوروبي) بالطريقة التي يتم اقتراحها حاليًا".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org