"نرى الاستاد ولا نستطيع الاتصال".. عبارة تلخّص معاناة حي بالرياض: ما خفي أعظم!

"نرى الاستاد ولا نستطيع الاتصال".. عبارة تلخّص معاناة حي بالرياض: ما خفي أعظم!

خدمات بالجملة تغيب و"سبق" ترصد ما وثّقه الأهالي.. من النفايات إلى ضعف الرقابة

"نشاهد استاد الملك فهد الدولي من بيوتنا ولا نستطيع الاتصال".. بهذه الكلمات وضع سكان حي "دانة القادسية" شرق مدينة الرياض عنواناً عريضاً لمعاناتهم، كوصف يختصر سوء خدمات هذا الحي وانقطاعه عن الاتصال بجميع مشغلات الاتصالات الثلاثة، ليكون الصداع الأكبر الذي أرّق سكان الحي وحوّل فرحتهم بتملك مساكن في هذا الحي للندم والغبن.

ويبعد الحي عن استاد الملك فهد الدولي ما يقارب أربعة كيلومترات، وهو ما يثير حفيظة سكانه؛ لكونه أحد أهم المرافق الرئيسة في العاصمة، ولا يتمتع مجاوروه بالحد الأدنى من متطلبات الاتصال والإنترنت التي يتمتع بها أحياء نائية في أطراف العاصمة، بل حتى على الطرق السريعة والهجر المجاورة؛ حسب وصفهم.

فيما تشعبت مطالب متفرقة وصفها الأهالي بأنها زادت المأساة كمداخل الحي التي تسببت في حوادث مميتة، وانعدام الإنارة، وعدم وجود حاويات نفايات، وضعف المتابعة البلدية لمخلفات المقاولين، وتكاثر الفئران؛ جراء انعدام النظافة، ووجود تجمعات مائية ناتجة عن سوء البنية التحتية من سفلتة وغيرها، والأهم وجود عمالة مجهولة تشكّل خطراً على الأهالي وممتلكاتهم.

وبدورها، لبّت "سبق" دعوة الأهالي واجتماعهم في بيت شعر بجوار مصلى "مؤقت" داخل الحي؛ من أجل نقل هذه المعاناة المتراكمة والمستمرة للجهات المختصة.

وفي هذا الصدد، أكد حسين معدي القحطاني أحد سكان الحي، أنهم كأهالٍ يعانون الأمرّين من ضعف الاتصالات بكل مشغلاتها الثلاثة، قائلاً: "كل منا مرتبط بمحيطه الاجتماعي من عمل وأقارب ومستشفيات ومدارس وجامعات، ويحتاج للتواصل مع هذا المجتمع، ولكن للأسف تجد كل مواطن في الحي يبتعد عن بيته في الشارع على أمل الحصول على إشارة اتصال، وقد تقدمنا لهيئة الاتصالات، وكان جوابها حولوا من مشغل لآخر وكلها سيئة".

وأضاف: "مداخل الحي سيئة، فلا يوجد مداخل مهيأة؛ إذ إن المدخل من ناحية طريق جابر مميت، وقد حصل فيه عدة حوادث، كما أن الإنارة معدومة تماماً، وقد خاطبنا الأمانة، وقام مدير بلدية الروضة وأعضاء المجلس البلدي بجولة دون نتائج ملموسة".

نرى الاستاد وبلا خدمات

وأضاف بسام السبيعي أن كل ما يطلبه أهل الحي مساواتهم ببقية أحياء الرياض التي تعتبر في وسط المدينة، فأهالي هذا الحي يرون من بيوتهم معلماً من معالم العاصمة الرياض وهو استاد الملك فهد الدولي، ويستطيعون المشي لها بالأقدام، فكيف يتم عزله عن الخدمات بهذه الطريقة سواء الاتصالات والإنترنت، وشدد على أن عدداً من مسؤولي البلديات قد قاموا بزيارة، ولكنها شكلية فقط.

النفايات جلبت الحشرات

وقال محمد الخالدي: إن إهمال البلدية للنفايات وعدم توزيع حاويات مخصصة جلبت الحشرات الضارة للحي، وفاقم مشاكل الحي السابقة، وأضاف "الخالدي": نعاني من تراكم النفايات أمام المنازل دون توزيع حاويات مخصصة للنفايات كما جرت العادة في سائر الأحياء الناشئة، وقد تقدمت شخصياً بطلب حاوية في الحي، ومن وعد لآخر دون تنفيذ هذه الوعود، وعن الاتصالات أضاف: في وسط منزلي أكون مقطوعاً عن تلقي الاتصالات والاتصال بالإنترنت.

انقلبت فرحتنا بتملك المنازل

وعلق حسين القحطاني قائلاً: "فرحتنا بتملك منازل في هذا الحي كانت كبيرة، ولكن انعدام الخدمات أفسد هذه الفرحة وجعلها عكسية علينا، فالاتصالات أصبحت عصب الحياة ولدينا أبناء في الجامعات بات الإنترنت أحد متطلبات حياتهم، وهناك من يحتاج لوظائف عبر الإنترنت لا يستطيعون إنجاز ذلك إلا بالانتقال للأحياء المغطاة بالشبكة، كما أن السفلتة سيئة للغاية جراء تكسرها من أدوات المقاولين".

الفئران غزتنا في بيوتنا

وأكمل ناصر العنزي وصف معاناة أهالي الحي بالتأكيد على عدم النظافة وتجمع النفايات في وادي مقابل للحي من الجهة الشرقية، وقال: "الفئران تصعد من الوادي وتدخل بيوتنا ومعاناتنا معها مستمرة؛ بسبب إهمال النفايات في الوادي، كما أن هناك تجمعات مائية حول المنازل؛ بسبب سوء التصريف يختلط بغبار العمائر الناشئة وعند مرور السيارات بسرعة عالية تعود على منازلنا وتشوه المداخل"، وأضاف: "المعضلة الكبرى وجود عمالة أجنبية سائبة في الوادي المقابل للحي نراهم يضرمون النيران في أوقات متأخرة من الليل مما يشكل خطراً على بيوتنا".

لا رقابة على المقاولين

وأشار طلال بكر الحربي إلى أن ضعف الرقابة على المقاولين يظهر في عدم وجود ربط لدى الجهات المختصة بالمقاولين ومحاسبتهم عند الانتهاء من عمل المشروع في حال عدم نقل مخلفاتهم وتنظيف الحي منها، وأضاف: "مرة واحدة فقط قام أحد المقاولين بجمع مخلفاته وأحرقها في أرض خالية داخل الحي بجوار عمود إضاءة، مما تسبب في انقطاع الإضاءة في الشارع وما زالت مقطوعة رغم بلاغاتنا ومطالباتنا".

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org