فنادق.. لا ترتقي لدور إيواء!

فنادق.. لا ترتقي لدور إيواء!

زار الرئيس العام لهيئة السياحة والتراث الوطني أحمد الخطيب محافظة الطائف يوم الأحد الماضي، وتجول في المحافظة. وشملت الزيارة مركزَيْ الهدا والشفا. وقد انتقد ما شاهده في هاتين المنطقتين السياحيتين من خدمات فندقية متواضعة، لا ترتقي إلى أن تكون دُورًا للإيواء السياحي الذي ينشده السائح. وفي لقائه برجال الأعمال تحدث عما تتمتع به المحافظة من مقومات ربانية، وأجواء خلابة، ومرتفعات شاهقة، وموقع متميز لقربها من مكة المكرمة. وقال إن ذلك يتطلب تطوير قطاع السياحة، وتنفيذ مشاريع جوهرية، تعيد للطائف صدارتها بوصفها عاصمة للصيف والسياحة.

لقد كان لحديث الخطيب أثر كبير في نفوس أهالي الطائف، خاصة سكان الهدا والشفا؛ فشهادته وهو مسؤول السياحة الأول في السعودية أثبتت أن ما هو موجود حاليًا لا يرتقي إلى مستوى ما ينشده السياح الذين يتوافدون إلى هذين الموقعين. وكما نعلم، فإنه قد شُكلت هيئة خاصة لهاتين المنطقتين لتطويرهما، والنهوض بهما لمواكبة التطور السياحي الذي نشاهده في كثير من المواقع السياحية في العالم، ولكن - مع الأسف - مضى على التشكيل أكثر من خمس عشرة سنة، ولم نرَ أي عمل لهذه الهيئة، وبقيت الهدا والشفا كما هما إلا من بعض الاجتهادات الفردية من سكانهما، بل إن هناك مستثمرين تركوهما بعد أن شاهدوا الشروط التعجيزية التي يأتي في طليعتها المساحات المسموح بها في إقامة المباني. لقد توالت الاجتماعات تلو الأخرى، واتُّخذت فيها قرارات، لكن كانت جميعها على الورق فقط؛ فقد تقرر إقامة مشروع المنتزه الوطني بالهدا والشفا على مساحة 95 كيلومترًا مربعًا، ويحوي منتجعات ومدنًا ترفيهية ومراكز بيئية، ولم يُنفَّذ شيء حتى هذه اللحظة.

لقد وجَّه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، بفريق عمل لتسهيل إجراءات تنفيذ مشاريع الهدا والشفا من خلال ثلاثة قطاعات اقتصادية رئيسية، هي (السياحة والزراعة والبيئة الطبيعية). وتضمنت الخطة إقامة عدد من المنتجعات والمدن الترفيهية والحدائق ومواقع الأنشطة والفعاليات السياحية. وفي شهر صفر الماضي اجتمع أكثر من ثلاثمائة مشارك في لقاء لتطوير المحور السياحي للهدا والشفا، نظمته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وفيه أكد نائب رئيس الهيئة أن المشروع يأتي نتاج المبادرة والعمل الحثيث الذي قامت به الهيئة وشركاؤها منذ أكثر من خمسة عشر عامًا. وفي حديث هذا المسؤول إثبات أن التخطيط يجري منذ خمسة عشر عامًا لكن دون أن نشاهد ذلك واقعًا ملموسًا على الأرض.

إننا أمام مشكلة لم يستطع أحد حلها؛ فالطائف لم ينفَّذ فيها إلا بعض المشاريع المتواضعة، وأغلب السياح يقولون إنهم يزورونها في أوقات مختلفة ولم يجدوا تغييرًا يُذكر إلا انتشار العمران دون وجود مقومات السياحة التي يتمناها كل سائح.. فهل نجد الحلول في قادم الأيام؟ ذلك ما نبحث عنه.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org