حكايتان عن محمد بن سلمان: تجاوز معايير "الشفافية" و"معاناة المستشارين"

فريدمان: مستشارو الأمير لا يتحدونه دائمًا بما فيه الكفاية!
حكايتان عن محمد بن سلمان: تجاوز معايير "الشفافية" و"معاناة المستشارين"

في وثائقيات التاريخ، وربما كلما تحدث المنصفون عن عميد الدبلوماسية السعودية الراحل الأمير سعود الفيصل – رحمه الله وغفر له –، يتم تناقل العديد من الشهادات من أشهر صانعي قرارات العالم من معاصريه، ومن ضمنها ما قاله أحد مستشاري الرئيس الروسي: "كيف يمكن لوزير خارجية أن يكون بهذا الصدق"!

وبالعودة لحدث الساعة يمكن القول بكل ثقة إن الشفافية والمنهجية اللتين تتبعهما القيادة السعودية تضعان معايير جديدة؛ إذ يقدم ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله -، منهجًا جديدًا في تحقيق ذلك وفاء بوعده عندما أطلق الرؤية السعودية الجديدة بأن تكون المكاشفة والشفافية الإطار العام، وأيضًا ليكون المواطن في قلب الحدث، وهو محوره التنموي.

الحكاية الأولى
وبالعودة لمقابلة ولي العهد الأولى مع "بلومبيرج" ذكر محررها أنه عندما وجَّه سؤالاً حساسًا بعض الشيء طلب أحد مستشاري الأمير إغلاق جهاز التسجيل، لكن الأمير رفض ذلك، وقال له بحسم: أجب!.. كان السؤال الصعب حول أرقام عن هدر ربع الميزانية السعودية كل عام مالي!

وخلال جميع حوارات الأمير كانت الشفافية حاضرة، بل إن بعض محاوريه تحدثوا عن أنهم سألوه عما إذا كان يرغب في الاطلاع على الأسئلة أو المحاور على الأقل، لكنه فاجأهم بقوله: "فاجئوني"!

الأمير الذي كان يجيب عن أسئلة فريدمان في الحوار الأخير كان يتحدث بالإنجليزية، وقد سبق أن حضر لقاء، وكان يستمع للأسئلة بالإنجليزية، ويجيب بالعربية. وفي كل ذلك كان يرحب بأصعب الأسئلة، ولم يرفض أن يفصح للصحفي فريدمان عن حديث الساعة وما يحدث في الريتز كارلتون! وقبل ذلك كانت bbc تتجول في الفندق الفخم الذي يوجد به المشتبهون في أكبر حملة للفساد تقودها السعودية.

ما يقوم به ولي العهد السعودي يبدو فكرة جنونية لدى العديد من المحللين غير أن الثقة تبدد ذلك؛ فقد ألزم الأمير نفسه قبل أي أحد آخر بعهود الرؤية الجديدة.

الأمير أبهر متابعيه أيضًا بسرعة بديهته، ورد الهفوات مثلما حدث في القصة الشهير للمستثمر الياباني ماسايوشي سون عندما تحدث "مكة أخرى! مجازيًا"، عند إطلاق مشروع "نيوم"، فالتقطها الأمير ببراعة موضحًا القصد الأساسي.

الحكاية الثانية: فريق محمد بن سلمان ماذا يطلب؟ ولماذا يرفض الأمير؟
عُرف ولي العهد بقدرته المذهلة على العمل المتواصل لأكثر من 16 ساعة يوميًّا.. وما من شك أن فريق عمل الأمير أو فرق العمل هي التي قد تعاني في مواكبة ذلك.

يقول فريدمان في اللقاء الأخير: "إن مستشاري الأمير لا يتحدونه دائمًا بما فيه الكفاية!".

وفي حديث الأمير لبلومبيرج حول مشروع «نيوم» في 27 أكتوبر 2017 م قال: "ستقوم (نيوم) بتوليد الكثير من الأموال لصندوق الاستثمارات العامة؛ وهو ما سيساعد على زيادة إجمالي الناتج المحلي لدينا بشكل كبير..". مضيفًا: ".. أعتقد أننا سنحقق أعلى من هذه الزيادة بكثير، ولكن فريقي يريد مني أن أعلن أرقامًا أكثر تحفظًا؛ لذا فإن الزيادة ستكون كبيرة".

ومن الواضح هنا أن طموحات الأمير الشاب لأبناء وطنه هي بلا حدود؛ وهو ما قد يتطلب من كل من يعمل حوله أن يبذل أضعاف الجهد لمواكبة ذلك، خاصة أن المعادلة تبدو معكوسة؛ فعادة القائد يدفعه حذره للتوقف كثيرًا غير أن الأمير محمد عكس هذا المفهوم؛ وهو ما جعل السعودية تتحول لورشة كبيرة لا تهدأ وهي أمام عيني مهندس الرؤية لحظة بلحظة.

شاشة ومؤشرات
وفي تقرير لمجلة "الرجل" تحدث عن أن الأمير محمد يعمل ما يتجاوز 16 ساعة يوميًّا، كما يقول فريقه الحكومي، ويرسم خططًا مستقبلية لسعودية الغد. ويؤمن الأمير محمد بقدرات الشباب، ويمنحهم الفرص، كما أنه أعطى للشباب السعودي فرصًا في مناصب قيادية. وهو في الوقت نفسه يضع معايير تقييم مقننة، تجعل الإنتاجية وتطوير الأداء الفيصل في تحديد استمرار المسؤول من عدمه؛ وهذا رفع من إنتاجية العمل الحكومي وسرعة أدائه.

يقول "فريدمان" نفسه: "أمضيت أمسية مع محمد بن سلمان في مكتبه حيث احتفى بي. وبطاقته المتفجرة رسم خططه بالتفاصيل. مشروعه الرئيسي هو لوحة قيادة للحكومة على الإنترنت، من شأنها أن تعرض أهداف كل وزارة بشفافية، بمؤشرات الأداء الرئيسية الشهرية التي سيحاسَب بناء عليها كل وزير مسؤول. فكرته هي أن تشارك كل أطراف البلاد في الأداء الحكومي. أقول لكم أيها الوزراء: منذ أن قدم محمد بن سلمان القرارات الكبرى التي كانت تستغرق سنتين يتم تنفيذها الآن في غضون أسبوعين".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org