"جمعية تواصل للتقنيات المساعدة لذوي الإعاقة".. قصة ألم وحلم

البرامج والتسهيلات المقدمة تؤكد حرص حكومة المملكة على دعم هذه الفئة
"جمعية تواصل للتقنيات المساعدة لذوي الإعاقة".. قصة ألم وحلم

تؤكد البرامج والتسهيلات والمرحلة المتقدمة للاهتمام وتأهيل ذوي الإعاقة في السعودية حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله-، على قضية الإعاقة وتسخير كل الجهود لدعم هذه الفئة المؤثرة في المجتمع بالكثير من المبادرات والمراكز والجمعيات والقوانين، وغيرها من الجهات التي تعمل في خدمة ذوي الإعاقة وتوفير جميع الاحتياجات والمساحات لاكتشاف إبداعاتهم وتطويرها.

ويُقدر عدد ذوي الإعاقة في المملكة بنحو ثلاثة ملايين، لجميع أنواع الإعاقات حركية، السمعية، والبصرية، وأطفال التوحد، ومتلازمة داون، والتخاطب سواء للصغار أو كبار السن، وتشير الدراسات إلى أن واحدًا من بين خمسة من الأصحاء عرضة ليكونوا من ذوي الإعاقة في كبرهم بفقدان القدرة إما على الحركة أو الكلام أو السمع.

قصة ألم

وظل حلم وجود تقنيات مساعدة للتغلب على الصعوبات التي تسببها الإعاقة، مثل صعوبة التواصل، وحركة الأطراف، والتعبير عن المشاعر، وغيرها، يراود الكثيرون من أهالي ذوي الإعاقة والجهات الحكومية والخاصة ذات الصلة، والحد من حالات الاكتئاب والعزلة والتذمر الذي قد يصيب بها ذوو الإعاقة، بعد محاولة ممارسة حياتهم الطبيعية وتقبل الوضع الجديد.

ويروي والد مصاب "ع. م" كيف تعرض ابنه لحادث تسبب له بإعاقة، قائلاً: "كانت أيام صعبة بعد إفاقة ابني من الغيبوبة من جراء حادث مفاجئ، فلم يستطع السؤال عما جرى له، ولماذا هو في العناية المركزة، ولماذا لا يستطيع أن يتحرك، أسئلة كثيرة كنت أقرؤها في عينيه، العضو الوحيد الذي يتحرك.. قال الطبيب لم ولن.. ولكن قدرة الله وفضله فوق كل شيء".

وأضاف والد المصاب: "هنا بدأت رحلتنا مع التقنيات المساعدة للتغلب على الصعوبات التي سببتها الإعاقة: صعوبة في التواصل، صعوبة في حركة الأطراف، وصعوبة في التعبير عن المشاعر، أدركت لماذا الكثير من ذوي الإعاقة يصاب بالاكتئاب ويختار العزلة ويتذمر من تجاهل الآخرين لهم".

الحلم حقيقة

وتحقيقًا للحلم جاء تأسيس جمعية تواصل للتقنيات المساعدة لذوي الإعاقة كأول جمعية التي تهتم بالتقنية لذوي الإعاقة، لتسد الفجوة وتكمل الخدمات التي تقدمها الوزارات ذات العلاقة والجمعيات المتخصصة بذوي الإعاقة، حيث تعمل الجمعية على إنتاج برامج وأدوات مساعدة تساعدهم في تحسين جودة الحياة، اعتمادًا على الذات قدر المستطاع تتناسب مع لغتنا العربية وثقافتنا المحلية وتتواكب مع التقنيات الحديثة والثورة الصناعية الرابعة.

وكإحدى دعائم وركائز رؤية المملكة 2030 لتحسين جودة الحياة، أسست الجمعية من قِبل نخبة من التقنيين والأطباء واختصاصيي التأهيل ورواد الأعمال المهتمين بتسخير التقنيات الحديثة لخدمة ذوي الإعاقة في التأهيل وتحسين جودة الحياة داخل المنزل، العمل، السوق، المسجد، المدرسة والمستشفى.

وتركز جمعية تواصل على التقنيات على تقديم ثلاث تقنيات أساسية لذوي الإعاقة الذين تحتاج إعاقاتهم إلى أبحاث عميقة وجراحة أو تدخل طبي، مثل: زراعة شريحة داخل الجسم للتحكم بالاضطرابات العصبية أو زراعة القوقعة، بجانب التقنيات التي يتم عملها لتسهيل الوصول مثل المنزلقات والمصاعد الخاصة وتعديل السيارات وتعديل مقاسات الكراسي، وثالثًا التقنيات البسيطة وهي التي تستخدم في تسهيل الحركة مثل الجبائر أو الإمساك بالقلم أو الملعقة أو فتح الباب أو استخدام لوحة الصور للتواصل مع الغير.

تقنيات مساعدة ذوي الإعاقة

وقالت د. أمل السيف - رئيس مجلس الإدارة، إن الجمعية تهدف إلى تطوير برمجيات وأنظمة مساعدة لذوي الإعاقة، وتدريبهم على منتجات الجمعية الحاسوبية، ودعمهم ومساعدتهم في التشخيص أو متابعة الخطة العلاجية أو ألعاب تعليمية إدراكية أو برامج تواصل وترجمة للغة الإشارة، بالإضافة إلى حساسات تركب على الأجهزة للتنبيه، واستخدام إنترنت الأشياء كالأساور لقياس العلامات الحيوية للوقاية من الإغماء المفاجئ، وأجهزة مناداة ذكية، وتتبع لمرضى الزهايمر والأطفال ضعيفي الإدراك، وغيرها.

وأشارت "السيف" إلى أن الجمعية تعمل على تنفيذ عددٍ من المشروعات خلال العام 2020، أهمها مشروع المنصة الإلكترونية المدعوم من أوقاف نورة الملاحي، حيث نقوم بجمع وعرض جميع التقنيات المساعدة والإكسسوارات العالمية والمحلية باللغة العربية وربطها بالمصادر وتعريب طريقة الاستخدام، إضافة إلى إمكانية لتقييم المنتج من قِبل المستفيد المحلي وعرض تجربته الشخصية، والعمل على دليل لجميع الاختصاصيين والمراكز التي تهتم بالتقنيات المساعدة حسب تخصصها وكيفية الوصول إليها، منصة لعرض المقالات وجميع الدورات والمؤتمرات ذات العلاقة، كما تقدم الجمعية منصة تبادل للأجهزة غير المستخدمة عند ذوي الإعاقة إما مجانًا وإما بمقابل مادي، بهدف تدوير الأجهزة والاستفادة منها من قِبل أشخاص آخرين.

وعن مشروعات الجمعية المقدمة لذوي الإعاقة، أضافت أمل السيف، أنها تعتمد على مشروع المتابعة المنزلية والتأهيل عن بعد، وهو نظام متعدد الوظائف للتواصل بين المتدرب في التأهيل والاختصاصي لمتابعة الخطة العلاجية والاستفادة من التقييم الآلي وكتابة التقارير والتذكير والتشجيع، بجانب مشروع الورشة المتنقلة، وتطوير مشروع المتحدث العربي الذكي الذي يساعد ذوي صعوبات النطق والتخاطب من الصغار والكبار.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org