أوركسترا غير معتادة، تصنع حالة فريدة من نوعها، هي أوركسترا الهواتف الذكية التي ستقام لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" بالظهران، مع افتتاح موسم "تنوين" الإبداعي، الذي يطلقه المركز تحت شعار "الأدوات.. تشكيل الإبداع".
وكشف المنتج والمقدم الموسيقي شيو ألمو، أنه خلال خمسة أعوام مضت على نشأة فكرة أوركسترا الهواتف الذكية؛ أقيم أكثر من 100 عرض موسيقي عبر الهواتف، في 16 دولة حول العالم؛ في حين أن الدولة العربية الوحيدة التي ستقيم أوركسترا الهواتف لأول مرة هي المملكة العربية السعودية؛ وبذلك تصبح أول أوركسترا هواتف في منطقة الشرق الأوسط.
ومن المنتظر أن يندمج الموسيقيون والجماهير، في تجربة انغماسية لإمساك الهواتف الذكية، وعزف المقطوعات بصحبة أوركسترا تتيح للعازفين جميعًا فرصة العزف الموسيقي دون الحاجة إلى مهارة عالية. وهذا التطور الناجم عن التقنية الرقمية، مَسَح الحدود بين المؤلف والفنان والمتلقي؛ مما يجذب الباحثين عن الشغف الموسيقي بصورة تفاعلية، مع الإشارة إلى أن فكرة هذه الأوركسترا تم ابتكارها من قِبَل المخرجين المبدعين ستاي هاليما وويريلد فريمد.
وقد حولت أوركسترا الهواتف الذكية تفاعلات الحضور وغيّرت وجهات نظرهم التقنية، لمواكبة التحول الرقمي الديناميكي.
ووصفها المنتج والمقدم الموسيقي شيو ألمو بالقول: "هي تجربة اجتماعية ذات تأثير على الجمهور؛ فالموسيقى الحديثة باتت تتخذ طابعًا تفاعليًّا؛ مما أسهم في تعزيز دور التقنية وتأثيرها على كافة مناحي الحياة".
وأوضح أن البرنامج الذي سيقام تمت ترجمته بالكامل إلى اللغة العربية.
من جانبه، أشار المنتج الموسيقي إيريك ماغني، إلى بدايات أوركسترا الهواتف الذكية التي انطلقت من هولندا، وقال: "هذه الميزة التفاعلية بدأت كفكرة موسيقية سحرية تنتشر بين الجمهور، ففي عام 206 بدأ العالم يدرك تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على السلوك والآراء، التي باتت موجهة لجميع أنحاء في العالم، كما أصبحت المواقع الرقمية قادرة على استيعاب مدى العمق الثقافي الذي صار علامة فارقة لتقدم المجتمعات".
وأضاف "ماغني": في ماراثون الهواتف الذكية، يمكن لكل مشارك في أوركسترا الهواتف الذكية، أن يسرع الإيقاع أو يبطئه أو يكرره من خلال النوتات الموسيقية المتنوعة، وأوركسترا الهواتف الذكية أقيمت في أمريكا وكندا وسنغافورة وكوريا وبلجيكا إلى جانب المملكة المتحدة".
وأكد أن العرض الموسيقي للهواتف الذكية مناسب للجميع في أنحاء العالم، والهدف منه هو إحياء الموسيقى المنبثقة من إبداع الإنسان بطريقة متطورة؛ من أجل مواكبة العالم المتسارع، وتغذية الحس الإنساني والإبداعي والمعرفي من الموسيقى.
وألمح إلى أنه لم يخلُ المشهد الموسيقي من الذكاء البشري الذي تسبب في توفير موسيقى عالية الجودة تصدح في ثنايا القاعة الكبرى، خاصة وأن نظام الموسيقى الذكي في مركز "إثراء" يمكّن المشاركين من تشكيل منصة موسيقية ذكية.
وتضم الأوركسترا التي ستقام على أرض القاعة الكبرى في مركز "إثراء" عددًا كبيرًا من العازفين، لاعتمادها على الأشخاص الحاضرين في خلق مشهد موسيقي حي.
جدير بالذكر أن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" يوفر إمكانات موسيقية تقنية وأدوات متنوعة ساهمت في رأب الصدع بين الجماهير والموسيقيين؛ بيْد أن الموسيقى لغة عالمية موحدة تعزز من التنوع الثقافي عبر أوتارها ومسارحها؛ إلا أن "إثراء" ينقلها بطريقة إبداعية لمنح فرصة تشاركية عبر الأنامل والعقول.
