في يوم الأم.. "سبق" تعرض قصصًا مؤثرة لأمهات تحمَّلن ضغوط الحياة من أجل أطفالهن

"ست الحبايب" يوم واحد لا يكفي لتكريمها
في يوم الأم.. "سبق" تعرض قصصًا مؤثرة لأمهات تحمَّلن ضغوط الحياة من أجل أطفالهن

يحتفل العالم العربي في مثل هذا اليوم من كل عام في الـ21 من شهر مارس بيوم الأم؛ حيث يحرص الأبناء على الاحتفال بالأم التي تمثل مصدرًا للعطاء بلا حدود.

"سبق" التقت بأمهات تحمَّلن قسوة الحياة وآلامها من أجل إسعاد أولادهم.


الدكتورة غادة عريف أستاذة نظم المعلومات الإدارية في جامعة جدة وأم لثلاثة أطفال، قررت أن تكون أمًّا حاضنة لطفل مجهول النسب عمره ٨ شهور، "سبق" في يوم الأم وبعد مرور ١٠ سنوات من حضانتها تتواصل مع عريف للتعرف على ما عايشته؛ حيث بدأت حديثها قائلة: تربية طفل مجهول النسب ليست أمرًا سهلًا على الإطلاق؛ حيث يجب أن يكون لدى الحاضنة قوة وإرادة وحب ورحمة، مسترجعة ١٠ سنوات مرت أمامها وهو يكبر وسط أسرتها، وما عانته من عصبية في بعض الوقت ونظرات مضطربة في وقت آخر وعدوانية ورفض مرات عديدة.

وبسؤالها حول ما إذا كانت ندمت على قرار الاحتضان، أجابت: أنا أم وأحب أولادي جدًّا؛ فهم جزء لا يتجزأ مني، بيد أن الاحتضان أمر مختلف تمامًا، يُدخل نوعًا من البهجة والراحة والهدوء والسلام النفسي.

وعن زوجها وكيف تقبَّل الفكرة، قالت: لن تصدقي أن المشكلة الأساسية بيني وبين زوجي هو حبه الطاغي وارتباطه بطفلي بالاحتضان.

وتقول يمنى، أم لطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، تذكرت مع "سبق" سنوات كفاحها بعد أن توفي زوجها، وتخلَّى عنها أهل زوجها، وقالت: عانيت كثيرًا في حياتي، فقد توفي زوجي وابني في عامه الثالث، وطردني أهل زوجي من منزلي ولجأت إلى أسرتي التي وقفت إلى جانبي طيلة السنوات وتحملوا معي الكثير، إلى أن جاء أحد أهل الخير واستأجر لي سكنًا بمفردي أسكن فيه منذ ٩ سنوات بمفردي، أواجه الكثير من المشاكل مع ولدي.

وتابعت: لم أيأس أبدًا، وأسعى جاهدة إلى تطوير مهاراته والوقوف بجانبه، وبالرغم من أني أجد صعوبة في حمله ومساعدته للجلوس والقيام من كرسيه وأداء حاجته ومن لحظات عصبيته، بيد أني على يقين بأنه هدية من الله تعالى، كل خوفي من أن يبعدني الموت عنه ولا يجد من يساعده ويقف إلى جواره.

حالة أخرى التقتها "سبق" تحكي قصتها في يوم الأم؛ "أمل" طالبة في الجامعة وابنة لإحدى المتعايشات مع فيروس الإيدز، حكت لنا كفاح والدتها بعد وفاة زوجها وإخباره لها قبل وفاته بأنه مريض إيدز، وقد وقع الخبر عليها كالصاعقة وقتها، ورغم ذلك عشت مع أمي أنا وإخوتي أكثر من خمس سنوات، ولم نعلم أنها مريضة إيدز. وقالت: كانت تمتلك شخصية قوية وتتحمل كل تعبها حتى لا تخبرنا.

وتابعت: ذات يوم جاء إلى منزلنا مسؤولة من الجمعية السعودية لمرضى الإيدز، وتحدثت معنا عن كم الآلام التي تعايشها والدتنا وأنها لم تقترف ذنبًا؛ فهي ضحية، وقتها شعرت أن الأرض تهتز من تحت قدمي، فكيف لتلك السيدة القوية التي أراها واقفة صامدة تشجعنا وتحثنا على التعليم، أن تتحمل كل هذه المعاناة خوفًا من أن تجد نظرة خوف وحزن في أعيننا؟.

أضافت: تحملت أمي الكثير من أجلنا، وعانينا كثيرًا في حياتنا بسبب تلك الوصمة، بيد أنها دائمًا كانت مصدر الحب والعطاء، إلى أن توفيت أمي منذ أشهر معدودة، بيد أني أردت في يوم الأم أن أشكرها على ما تحملته.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org