أنقذ أطباء الجراحة بمستشفى الأمير محمد بن عبدالعزيز بالرياض مواطنة تم إسعافها لقسم الطوارئ تشكو من آلام حادة في المعدة، بعد أن تمكنوا من إخراج كتلة من الشعر من معدتها تم اكتشافها جراء فحوص سريرية متقدمة عقب تنويمها بقسم الجهاز الهضمي.
وقال المشرف على الحالة لـ"سبق" الدكتور خالد أحمد استشاري الجراحة العامة وجراحة المناظير والسمنة، إن "المريضة كانت تشكو من آلام في البطن، وجرى فحص العلامات الحيوية وإجراء التحاليل الشاملة لها، إلا أن جميع النتائج كانت طبيعية".
وأضاف: "وضع المريضة استدعى تنويمها وإجراء فحص الجهاز الهضمي العلوي بالمنظار، وتبين بعد ذلك وجود كتلة كبيرة من الشعر ممتدة من الجزء العلوي إلى السفلي للمعدة مع وجود قرحة بالمعدة".
وأردف: "أطباء الجراحة بحثوا أفضل السبل لإزالة كتلة الشعر، وقرروا إجراء عملية جراحية لاستئصال الكتلة بواسطة المنظار الجراحي عبر فتح المعدة ثم إغلاقها عن طريق الخياطة ووضع أنبوب للمعدة".
وتابع: "العملية تمّت بنجاح، وقد تناولت المريضة الطعام والشراب دون أية مشاكل طبية، وتم إخراج المريضة من المستشفى ومتابعتها في العيادة الخارجية، ولم تعانِ ولله الحمد من أية شكوى بعد ذلك".
وعن تشخيص الحالة قال الدكتور خالد أحمد إن المريضة مصابة بمرض نادر يعرف بمرض أكل الشعر "متلازمة رابونزيل"، وهو من الأمراض النفسية التي ينتج عنها أكل الشعر، مما يؤدي إلى تكوّن كتلة من الشعر داخل المعدة أو الأمعاء في بعض الأحيان، لافتاً إلى أن العادات المصاحبة لهذه الاضطرابات النفسية تعتبر عاملاً مهماً، ويلعب دوراً أساسياً في هذا المرض.
وأضاف: "هذه العادات تشتمل على ملامسة بصيلات الشعر للشفتين ومضغ الشعر، وفي بعض الحالات النادرة قد يأكل المريض المصاب بهذه المتلازمة شعر الآخرين مثل أخيه أو أخته".
وذكر أن الذين يعانون من هذا المرض معظمهم يعانون من إعاقات ذهنية واضطرابات معينة تؤدي إلى أكل شعرهم أو شعر الآخرين، وهما نوعان من المرضى الأول يشعرون إلى الحاجة إلى سحب شعرهم ووضعه على طول الشفتين للشعور بالراحة والاسترخاء، والثاني يلجأ إلى تناول بعض المواد غير المغذية وغير المفيدة صحياً مثل الطين والصابون والقماش والأوساخ والشعر والحصى، وهو منتشر عند النساء الحوامل والأطفال وكبار السن ومرضى التوحد.
وأوضح أن أهم أعراض متلازمة "رابونزيل" التي يعاني منها (85-95%) من المرضى تشتمل على: آلام في البطن، فقدان الشهية، غثيان، قيء مستمر، فقدان للوزن، إمساك، وإسهال، مشيراً إلى أن المرض قد يؤدي إلى بعض المضاعفات منها قرحة المعدة والأمعاء، وقد تنفجر القرحة مسببة التهاب الغشاء البريتوني وتسمم في الدم وحدوث الوفاة.
ونصح الدكتور خالد أحمد أولياء الأمور بضرورة مراقبة أبنائهم، ومراجعة الأطباء النفسيين في حال ملاحظة ظهور أية تقاليد أو عادات غير طبيعية ولو كانت بسيطة.