الجارالله: "الحملة الظالمة على المملكة دُبِّرت بليل، ولو لم يكن هناك "خاشقجي" لاختلقوا أي حجة لشنها

الجارالله: "الحملة الظالمة على المملكة دُبِّرت بليل، ولو لم يكن هناك "خاشقجي" لاختلقوا أي حجة لشنها

قال السعودية قادرة على مواجهة أي أزمة بقوة وثبات

كتب رئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية أحمد الجارالله مقالاً في افتتاحية الجريدة الرسمية هناك حول أزمة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، مثمناً الموقف السعودي في التعاطي مع القضية، والثبات، ومطالباً الدول العربية بتحصين نفسها ولاتنسى حكاية "أكلنا يوم أكل الثور الأبيض"، مستدركاً: والمملكة هنا أسد.

وقال: كان واضحاً منذ البداية أن الحملة الظالمة على المملكة العربية السعودية دُبِّرت بليل، ولو لم يكن هناك جمال خاشقجي لاختلقوا أي حجة لشن هذه الحملة التي تخفي بين طياتها الكثير مما دبر في ذلك الليل البهيم، وفي الأصول القانونية، قضية خاشقجي هي قضية الأمن التركي بالدرجة الأولى، فهو اختفى على الأراضي التركية، وكلنا نعرف كيف تدار الأمور في تركيا، وليست مسرحية الانقلاب في الصيف الماضي إلا واحدة منها، فهي انتهت إلى زج عشرات الآلاف من النساء والرجال في السجون، وإلقاء القبض على صحافيين وإعلاميين وإقفال وسائل إعلام كثيرة، واختفاء العديد من هؤلاء، طبعاً إضافة إلى مسرحية القس الأميركي، وخطابات أردوغان الرنانة في هذا الشأن، وكيف انتهت.

وأضاف: في تلك الأحداث المؤلمة لم نر الدنيا قامت على تركيا، كما لم يستفز شرف جمعيات حقوق الإنسان الدولية المعروف من يحركها ويمولها، بل مرت القضية مرور الكرام، واليوم في لعبتهم القذرة، اجتمع مطبخ المؤامرة الدولي، واشنطن وباريس ولندن، على موقف واحد يستشف منه تهديد الاستقرار في الخليج، عبر إقلاق الاستقرار السعودي، غير أن موقف المملكة ببيان وزارة خارجيتها كان رداً شافياً على ذلك فأي إجراء سيتَّخذ سيكون الرد بأكبر منه، ليس من المملكة وحدها، بل من دول أخرى عربية وإسلامية، وهو ما كان منتظراً بعد أن وصلت الأمور إلى الوقت المناسب للرد، وليس الرد على مصادر مجهولة.

وتابع "الجارالله": في الموقف السعودي، ومنذ البدء، كان الوضوح سيد الموقف، فالمختفي مواطن سعودي، ومصيره يهمُّ المملكة قبل أي شخص، أو جهة أخرى، والتسرع في إطلاق الاتهامات، رسمياً، والتسريبات الكيدية الرسمية التركية للإعلام التركي و"الإخواني"، كان الهدف منها تهيئة الرأي العام العالمي للانقلاب على المملكة الذي هو في جوهره انقلاب على ما تبقى من دول عربية مستقرة قادرة على إعمار ما هدمته آلة الحرب غير المباشرة، الأميركية والفرنسية والبريطانية عبر "الإخوان" وأداتهم تركيا ومن لف لفهم، بالاتفاق غير المباشر مع نظام الملالي في طهران.

وأردف: إذا لم تكن هناك مؤامرة، فكيف تخرج فجأة مجموعة من أعضاء الكونغرس الأميركي قانون "ماغنيتسكي" من أدراج النسيان، وتسارع الحكومة البريطانية إلى التلويح بقانون مماثل، بل تعلن البدء بإعداد قوائم لمن ستطالهم العقوبات، وتبدأ حملة الأكاذيب والطعن في المملكة؟!.

يقول "الجارالله": الجميع يعرف أن القانون المذكور فصلته الولايات المتحدة للتدخل بالشؤون الداخلية الروسية، في مشهد لا يختلف كثيراً عما في أفلام "رعاة البقر" القائمة على فلسفة الابتزاز، وربما من المفيد التذكير أن دولة تتغنى بالإفلات من العقاب في جرائم ضد الإنسانية، كالولايات المتحدة، لا يمكنها ممارسة وصاية أخلاقية على العالم، فبيتها من زجاج هش يسهل رشقه بمئات الأحجار من الوقائع والجرائم، هنا نتساءل: إذا كانت تعتبر واشنطن أن الرياض حليفتها الأهم في المنطقة، فلماذا يحشرها دونالد ترامب في حملة ابتزاز انتخابية؟ أليس الأولى به أن يطلب من إسرائيل التي يدفع لها عشرات المليارات أن تدفع ثمن حماية إفلاتها من العقاب على الجرائم التي ترتكبها يومياً ضد الفلسطينيين؟ وهل يعتقد أن هذا سيبقى من دون حساب؟.

ويختتم مقاله مناصحاً العرب: اليوم، وكي لا يقول أي من العرب، الذين هم ضد سياسة المملكة، قبل مؤيديها، إن مطبخ التآمر الدولي يصطادهم واحداً تلو الآخر، عليهم اتخاذ موقف تاريخي في مواجهة هذه الحملة الظالمة لأنها تستهدفهم قبل السعودية، فالمملكة قادرة على مواجهة أي أزمة بقوة وثبات، أثبتت الأحداث أنها تخرج منها أكثر قوة، لكن الموقف الجماعي العربي هذا يحصن تلك الدول، التي عليها ألا تنسى حكاية "أُكلنا يوم أكل الثور الأبيض"، غير أن الفارق هنا أن المملكة أسد وليست ثوراً كي يسنّ قصيرو النظر سكاكينهم عليها، فيما هم، وللأسف، يسنونها لحز رقابهم في مشهد انتحار جماعي.

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org