البناء المحبوك في فلسفة التيك توك!.. العرفج: هكذا استطاع اقتحام حياتنا

قال: جاء الإيميل فاستوعبناه ثم الفيسبوك فتصالحنا معه وبعدها تويتر فعانقناه
البناء المحبوك في فلسفة التيك توك!.. العرفج: هكذا استطاع اقتحام حياتنا

أكد الكاتب أحمد عبدالرحمن العرفج ان ما يدعى تطبيق "التيك توك" الذي تعتمد فكرته بشكلٍ أساسي على تحريك الشفاه أثناء تسجيل المقطع استطاع اقتحام حياتنا دون استئذان، مبينًا غبر مقالته التي جاءت بعنوان "البناء المحبوك في فلسفة التيك توك!" هو أنجح تطبيق يقوم على الذكاء الاصطناعي حيث قال في مقالته:

أصبحنا مع وسائل التواصل الاجتماعي، نُشبه أغنية "محمد عبده": التي يقول فيها:
يا زمان العجايب وش بقى ما ظهر
كلِّ ما قلت هانت جد علمٍ جديـد!!
نعم، وش بقى ما ظهر؟!

جاء الإيميل فاستوعبناه، ثم جاء الفيسبوك فتصالحنا معه، ثم جاء تويتر فعانقناه، ثم جاء الانستغرام فقلنا له: أهلاً وسهلاً بمن زارنا، وهكذا أصبحنا وكأننا قومٌ يعيشون في خيمة، وفي كل سنة يزورهم زائر من قبيلة تطبيقات بني تواصل، آخر هذه التطبيقات كان صديقنا الوافد، الكيوت الصيني المدعو: "تيك توك"، ومعنى "تيك توك": الوقت يمر، وقد أقدم هذا المدعو على اقتحام حياتنا دون استئذان، كانت بداية صديقنا "تيك توك" من تطبيق "ميوزكلي"، والذي كان يعتمد بشكلٍ أساسي على فكرة: تحريك الشفاه أثناء تسجيل المقطع، ولأنها فكرة بسيطة، انتشرت بشكلٍ واسع بين المراهقين، وبعد 3 سنوات من نجاح "ميوزكلي"، قررت شركة صينية تُدعَى "بايت دانس"، الاستحواذ على "ميوزكلي"، بصفقةٍ بلغت قيمتها مليار دولار أمريكي، وتحوَّل بشكلٍ رسمي إلى "تيك توك"؛ في أغسطس 2019، أما أهم ما يُميِّز "تيك توك"، فهو ما يلي:
أولاً: وجود المشاهير فيه يكاد يكون غير مُؤثِّر، وهنا تظهر العدالة الإبداعية، كما يُسمِّيها الصديق المبدع "طراد الأسمري"..!
ثانياً: الفكرة في تطبيق "تيك توك"؛ تعتمد على إبداع الشخص وعفويته، لا على شهرته ومكانته الاجتماعية..!
ثالثاً: أصبح المحتوى هو العنصر في نجاح العملية "التيكتوكية"، أما الشخص، فيأتي في مراكز متأخرة، بمعنى أن البعير لو كان عنده "تيك توك"؛ لأصبح مشهوراً، ولكن كيف نقنع البعير بالاشتراك في هذا التطبيق..؟!
يعتبر عمّنا "التيك توك" مصدر من مصادر تدوير المحتويات، لكن بأسلوبٍ شيِّق ومُمتع..!

أخيراً: أرى أن "التيك توك" - حتَّى الآن- هو أنجح تطبيق يقوم على الذكاء الاصطناعي، وفي ذلك تقول الشركة المالكة: إن "التيك توك" جاء؛ لتمكين الناس من الاستمتاع بمحتوى، يتم تشغيله عبر تقنية الذكاء الاصطناعي..!

ولو نظرنا إلى التطبيقات الأخرى، لوجدناها جميعها تستخدم الذكاء الاصطناعي، ولكن "تيك توك" يستخدمها بشكلٍ مختلف، حيث إنه يجعل محورك محتوى، أما باقي البرامج تجعل محورك أشخاص مشاهير..!

الشيء العجيب والغريب في هذا البرنامج، وشعبيته الجارفة، هي قُدرته على ترشيح محتوى، يستطيع المستخدمون التنبؤ بما يحمله من بوادر النجاح، فيضعه في الواجهة، وكل هذه العملية تتم من خلال الذكاء الاصطناعي، وليس للبشر تدخُّل فيها..!

وقال بعض الخبراء: إن التطبيق بشكلهِ هذا، يتحوَّل الى شكلٍ من أشكال الإدمان، ولا أُخفيكم، فإنني أصبحتُ أُعطيه ساعة من يومي، رغم أن وقتي ثمين، والسبب في هذا،هو أن "التيك توك" له آليات، في إبقاء المستخدم على البرنامج طيلة الوقت..!

وقد قال الكاتب الأمريكي "جون هرِمان": إن تأثير "تيك توك" المُخيف، يكمن في عدم وجود العنصر البشري..!

حَسنًا.. ماذا بقي؟!
بقي القول: إن هناك قلق كبير، ومخاوف من الشعبية الجارفة، التي يحظى بها هذا المدعو، خاصةً في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان هناك نقاشات تدور -باستمرار- حول موضوع أن واحد من أكثر التطبيقات انتشارًا وتأثيراً، برنامج صيني، ومقر شركته في الصين، وعلى علاقة قوية بالحكومة الصينية، وبدأت الحكومة الأمريكية في أواخر 2019؛ بتناول موضوع: (هل "التيك توك" خطر على الأمن القومي)..؟!

أما أنا فأقول: شكراً مرتين، مرة لـ"التيك توك"، لأنني حصدتُ خلال أسابيع؛ أكثر من 4 ملايين مشاهدة في وسم #ياهلا_بالعرفج، وهي مشاهدات حقيقية، لا تأتي بالواسطة أو بالمال، أما الشكر الثاني، فهو لقنوات "روتانا" التي منحتني هذا الوسم، ليُصبح علامةً تجاريةً مسجلة..!!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org