فيديو الحرائق المرعب يكشف سر غضب الشعب التركي واستنجاده بالخارج

انتشار هاشتاق "ساعدوا تركيا".. ومسؤولون: الحرائق "أخبار كاذبة"
فيديو الحرائق المرعب يكشف سر غضب الشعب التركي واستنجاده بالخارج

لليوم السادس على التوالي، تواصل اندلاع الحرائق في جنوب تركيا، حيث أرسل الاتحاد الأوروبي والدول المجاورة طائرات للمساعدة في السيطرة على الوضع، الإثنين، بعدما ناشد السكان القرويون ومسؤولون محليون الحكومة لتوفير مزيدٍ من موارد مكافحة الحرائق.

حرائق وضحايا

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الحرائق، في مناطق حول مدينة أنطاليا الجنوبية وأجزاءٍ من ساحل الفيروز التركي، تسبّبت في مقتل ثمانية أشخاص حتى الآن، وتدمير مزارع وكيلومترات من غابات الصنوبر، وإجلاء قرى وبلدات ومنتجعات، وكل ذلك في ذروة الموسم السياحي.

وشاركت 16 طائرة و51 طائرة هليكوبتر في إطفاء الحرائق على امتداد مساحة واسعة في جنوب غرب البلاد، حسبما تقول وكالة "رويترز".

فيما تسابق رجال الإنقاذ لإنقاذ ماشية، تم نفوق بعضها وهي حية.. وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية ألسنة اللهب وهي تلتهم مساحات شاسعة من الأشجار.

نصرخ ولا مجيب

ومن منطقة ساحلية على بُعد كيلو مترات من شرق مدينة بودروم، نشر محمد توكات، رئيس بلدية مقاطعة موغلا، مقطع فيديو على الإنترنت، الإثنين، قائلاً فيه: "الحرائق لم تنته" في الوقت الذي اندفعت فيه موجات كبيرة من الدخان فوق البحر خلفه.

وأضاف: "لم يتم الرد على صرخاتنا طلباً للمساعدة منذ أمس. لا يوجد حتى الآن أي تدخل جوي. هل يمكن لدولتنا أن تفعل ما يجب فعله؟ يجب إنقاذ هذه الأرض، هؤلاء الناس، هذا المجتمع من المعاناة".

وكشف فيديو آخر حجم الحرائق الضخمة التي تسببت في خسائر بشرية، ولم تنجُ منها حتى المنازل والحيوانات والمقابر.

وتقول "نيويورك تايمز": إن رجال الإطفاء مجبرون "على العمل في ظروف مستحيلة، لمكافحة الحرائق في المناطق الجبلية التي لا يمكن إلا للطائرات أو المروحيات الوصول إليها. وقد تُوفي اثنان منهم على الأقل".

انتقادات لحكومة أردوغان

في الوقت نفسه، واجهت حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان؛ انتقادات جديدة لأسلوب معالجتها للأزمة. وبحسب "رويترز"، فقد حمل القرويون أواني المياه فوق الجبال لمكافحة حريق قرب مرمريس، قائلين إن الحكومة لم تبذل ما يكفي لمساعدتهم.

وقالت امرأة تدعى جولشان؛ لرويترز: "نحن هنا ولم نهرب، ولذلك يجب أن ترى الحكومة هذا وألا تهرب كذلك. لا بد أن ترسل بعض طائراتها إلى هنا".

وقال الاتحاد الأوروبي إنه ساعد في حشد ثلاث طائرات لمكافحة الحرائق واحدة من كرواتيا واثنتان من إسبانيا انضمت إلى فرق من روسيا وإيران وأوكرانيا وأذربيجان.

ووفقا لـ"نيويورك تايمز"، فإن الغضب المتصاعد تجاه الحكومة نابعٌ من اعترافها بعدم وجود أي من طائرات مكافحة الحرائق الخاصة بها لنشرها، مما أدى إلى شكاوى من عدم استعدادها للأزمة وتأخر استجابتها.

"ساعدوا تركيا"

ومع انتشار هاشتاق "helpTurkey #" أو "ساعدوا تركيا"على تويتر في الأيام الأخيرة، ضمن حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تطلب المساعدة من الخارج، شعر المسؤولون الحكوميون بالقلق من فكرة أن تركيا ليس لديها الموارد لمساعدة نفسها، حسبما تقول الصحيفة الأميركية.

لكن فخر الدين ألتون؛ مدير دائرة الاتصال الخاصة بأردوغان، رفض الانتقادات الموجهة للحكومة، وأدان الحملة التي تطلب المساعدة من الخارج.

وقال على تويتر: "تركيا التي تضمنا قوية. دولتنا شامخة". ووصف معظم المعلومات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي عن الحرائق بأنها "أخبار كاذبة". وأضاف "جميع الخسائر سيتم التعويض عنها".

موجة حارة وحرائق

وتأتي حرائق تركيا وسط موجة حارة اجتاحت معظم جنوب أوروبا، مع اندلاع حرائق غابات في اليونان وجزيرة صقلية الإيطالية، إلى جانب تحذيرات من ارتفاع درجات الحرارة في بلدان متعددة.

وقال بكر باك ديميرلي وزير الزراعة والغابات، الاثنين، إن سبعة حرائق ما زالت مشتعلة، بعد أن تسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى نحو 40 درجة مئوية وقوة الرياح وانخفاض في معدلات الرطوبة في استمراريتها.

في المقابل، طالب إنجين أوزكوس؛ المسؤول الكبير في حزب الشعب الجمهوري، وهو حزب المعارضة الرئيسي، باستقالة باك ديميرلي؛ لفشله في الاستعداد للحرائق. وقال "أنت لا تستحق هذه الوزارة. أنت لم تتنبأ بهذا ولم تشتر طائرات مكافحة الحرائق".

وقالت السلطات التركية إنها تمكنت خلال الأسبوع الماضي من السيطرة على أكثر من 100 حريق.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org