اليوم الوطني الـ88.. جولة بين "قصر حلواني والموسوعة والرؤية"

عزيمة الملك المؤسس ورعاية خادم الحرمين وطموح ولي العهد
اليوم الوطني الـ88.. جولة بين "قصر حلواني والموسوعة والرؤية"

شهد قصر "عبدالوهاب حلواني" الذي بُنيَ من طين يقع في إحدى المزارع بمدينة الطائف، قبل 88 عاماً، قراراً تاريخياً غيّر تاريخ وجغرافية الجزيرة العربية، وأثمر عن دولة عظيمة على يد رجل ضحّى وحارب وكافح عشرات السنين من أجل استعادة ملك آبائه وأجداده.

وشهد القصر ولادة أول يوم وطني لهذه الدولة الفتية عندما صدر من داخله المرسوم الملكي لمؤسس هذا الوطن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الذي حمل رقم (2716)، وتاريخ (17 جمادى الأولى عام 1351هـ)، بإقرار تحويل اسم هذه الدولة من "مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها" كما كانت تسمى قبل هذا التاريخ، إلى مسمى "المملكة العربية السعودية".

وكان هذ القرار يعني توحيد أجزاء وملحقات دولة مترامية الأطراف، وجمع صف قبائل وعائلات متفرقة تعاني الشتات والحروب تحت حكم ملك واحد، وفي ظل دولة وراية واحدة، ونظام واحد لا يفرّق بين قوي وضعيف ولا غني وفقير.

وقد تم وضع القرار وإقراره في الأيام اللاحقة، وأصبح هذا اليوم بعد ذلك يوماً وطنياً ورمزاً تاريخياً يفخر به أبناء الوطن وبناته، ويتباهون به أمام الأمم، وأعلنت فيه نهاية مرحلة طويلة من الشتات والجهل والفرقة.

من القصر إلى الموسوعة

ونظراً لأن مكانة هذا اليوم خاصة وكبيرة لدى أبناء هذا الوطن، فقد أرادوا له أن يكون كما بدأ حدثاً غير اعتيادي، وأن يتم تخليده بالتاريخ والعالم، ليسجّل بالأمس رقماً قیاسیاً في "موسوعة جينيس" للأرقام القياسية من خلال احتفالاته في "اليوم الوطني الـ88" الذي شهد تشكيل أكبر علم في سماء المملكة علم المملكة العربية السعودية، وشعار السيفين والنخلة التي رسمتها الألعاب النارية وطائرات "الدرونز" المقامة ضمن فعاليات احتفالات اليوم الوطني السعودي.

اليوم الوطني.. أرقام وأحداث

وبدأ الاحتفال باليوم الوطني للمملكة قديماً كمناسبة وطنية يتم الإعلان عنها في القناة الرسمية للدولة، ويتلقى فيه الملك التهاني من قادة دول العالم، ويتم فيه استذكار توحيد المملكة على يد مؤسسها، والنعم التي وهبها الله له بعد هذا التوحيد، بالمقارنة بالمراحل الصعبة التي سبقته.

وفي عام 2005م شهد "اليوم الوطني" للمملكة مرحلة جديدة من الخصوصية، حين أصدر الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمراً ملكياً ينصّ على أنه ابتداءً من "اليوم الوطني الـ75" سيكون اليوم الوطني للمملكة إجازةً رسمية للدولة، يمنح فيه جميع مواطني المملكة العربية السعودية من الموظفين والموظفات إجازة رسمية؛ للاحتفال بهذا اليوم بما يتناسب مع قيمته وأهميته التاريخية التي يستحقها.

ومنذ ذلك التاريخ أصبح اليوم الوطني بالمملكة إجازة رسمية لكل قطاعات الدولة وتفاعل القطاع الخاص بخطوة مماثلة.

وشهد اليوم الوطني للمملكة رقم "85" حدثاً زمنياً نادراً، وهو موافقته ليوم عرفة في موسم الحج، وذلك يوم الأربعاء الموافق (9 من ذي الحجة عام 1436هـ) الموافق (23/ 9/ 2015م)، لأول مرة في تاريخ الأيام الوطنية للمملكة.

رؤية وإصرار

ورغم كل ما تحقق من إنجازات ونجاح، لا يزال إصرار المملكة وقيادتها وشعبها نحو الوصول لوطن أكثر تقدماً وازدهاراً ومستقبل أكثر أماناً من خلال "رؤية 2030" التي وضعها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويشرف عليها مهندس هذه الرؤية "محمد بن سلمان" الذي يطمح إلى الوصول بالمملكة إلى مصافّ الدول المتقدمة اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً.

وبدأت ثمار هذه الرؤية تتجلى من خلال عدد من التطورات والتغيّرات التي شهدتها المملكة مؤخراً؛ أبرزها مكافحة الفساد وقيادة المرأة للسيارة ومشاريع "نيوم" و"القدية" وغيرها العديد من النجاحات التي تفرض نفسها على الساحتين الإقليمية والعالمية يوماً بعد يوم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org