القفاز المخملي والقبضة الحديدية يكشفان الدور الكبير لعبد العزيز بن سلمان

وزير الطاقة السعودي يسعى لوضع بصمته بينما يقترب اجتماع أوبك من الانعقاد
القفاز المخملي والقبضة الحديدية يكشفان الدور الكبير لعبد العزيز بن سلمان

استعرض موقع "CNBC" جهود وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان منذ توليه حقيبة "الذهب الأسود" قبل 3 أشهر، ودوره في الوقوف بوجه التحديات المتنوعة من بينها هجمات سبتمبر على منشآت شركة أرامكو، وتسريع عملية الطرح العام لاكتتاب أرامكو، والدور المتوقع للأمير في إنتاج النفط خلال الأسابيع القادمة من نهاية العام الميلادي الحالي.

وجاءت بداية التقرير: في ظل سعي الدول المنتجة للنفط إلى وضع حد لتدهور الأسعار، وربما تفكيرها في إجراء أكبر تخفيضات للإنتاج خلال هذا العقد، بهدف منع حدوث تخمة في المعروض، فإن هناك مصادر قريبة من وزير الطاقة السعودي؛ الأمير عبد العزيز بن سلمان، تقول إنه يركِّز بشكل أساس على بناء الإجماع.

وقالت العضو المنتدب والرئيس العالمية لاستراتيجية السلع الأساس في شركة آر بي سيكابيتال ماركتس حليمة كروفت: "من المرجح أن يُظهِر هذا الاجتماع المهارات الفائقة لصاحب السمو الملكي في استخدام القوة الناعمة فهو معتاد على إنجاز اتفاقاتٍ خلف الكواليس، وعلى استخدام كامل النفوذ الذي يحظى به منصبه لضمان النتيجة التي يرغب في تحقيقها.. فتحت قفازه المخملي تكمُن قبضة حديدية."

وأضافت: خلال الأشهر الثلاثة التي انقضت منذ توليه منصبه، واجه وزير الطاقة السعودي تحديات غير مسبوقة بالفعل. فهجمات سبتمبر على منشآت شركة أرامكو، بعد أسبوع واحد من تعيينه، أوقفت نصف إنتاج المملكة من النفط، مما دفع الشركة والمملكة إلى بذل أقصى الجهود، حيث تعهدت الحكومة باستعادة الطاقة الإنتاجية بنهاية الشهر، كما سرّعت إجراء عملية الطرح العام الأولي لأسهم (أرامكو)، التي طال انتظارها.

وكشفت كروفت لشبكة سي إن بي سي بقولها: "لقد كان الكثيرون منا يتشككون في أنهم سيتمكنون من الوفاء بتعهدهم هذا، وأعتقد أن (سمو الوزير) اكتسب الكثير من المصداقية. وفي الأسابيع السابقة على اجتماع أوبك، الذي يعقد في نهاية العام، دخل المراقبون في تكهنات محمومة بشأن الخطوة التالية للمنظمة، كانت كلها تدور على خلفية التوقعات المستقبلية غير الواضحة بشأن الاقتصاد العالمي، وتسعير اكتتاب أرامكو، واستمرار عدد من الدول الأعضاء الرئيسة في أوبك في عدم التزام التخفيضات المقررة.

من جانبها قالت مصادر قريبة من الأمير عبد العزيز لسي إن بي سي: "هذه هي اللحظة التي استثمر فيها ثلاثون عاماً من الخبرة في قطاع الطاقة" فيما قال أحد كبار مساعدي الأمير: "لديه أسلوبٌ هادئٌ في ممارسة سلطته، فالضجيج الإعلامي وتقارير السياسات لا يهُزّانه؛ وهو يركز بشكل كبير على هدفه."

وفي مطلع الأسبوع الجاري، صرح وزير الطاقة العراقي لمراسل سي إن بي سي؛ دان ميرفي، بأن الخفض في الإنتاج قد يطال 400 ألف برميل يومياً إضافية أو أكثر، مُقرّاً بأن التخفيضات الحالية البالغة (1.2) مليوناً ومائتي ألف برميل يومياً، لم تكن فاعلة بنفس الدرجة التي كانت تتطلع إليها الدول الأعضاء في أوبك.

وأضاف: "أعتقد أن (1.6) مليوناً وستمائة ألف برميل يومياً ستكون فاعلة أكثر، لا شك في هذا". وتُعد العراق واحدة من الدول الأكثر مُخالفةً للاتفاق، من حيث التزام حدوده، حيث إنها تنتهك اتفاقات خفض الإنتاج بشكل مستمر.

ولما كان من المُنتظر أن تنتهي مدة سريان التخفيضات الحالية في مارس، فقد أبلغت مصادرُ وكالةَ رويترز أن هناك اتفاقاً جديداً من الممكن أن يمدد التخفيضات حتى يونيو أو حتى نهاية عام 2020م. والعامل المحوري في أي اتفاق سوف يتمثل في القدرة على الحصول على مساندة جميع الدول الأطراف لمثل هذا الاتفاق، بما فيها روسيا.

الى هذا قال رئيس مجلس إدارة مجموعة جي بي سي آسيا للطاقة جوهانس بينيني، لسي إن بي سي في فيينا: "الأمير عبد العزيز جريء، وهو يسعى لتحقيق أفكاره".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org