"فقاعة الأرض".. "التويجري" يبلور علاقة كوارث "النووي" بالفضاء والبشرية

قراءة يبحر فيها مع الاضطرابات المغناطيسية والجسيمات المشحونة والغواصات
"فقاعة الأرض".. "التويجري" يبلور علاقة كوارث "النووي" بالفضاء والبشرية

يواصل مستشار الهيئة السعودية للفضاء الدكتور هيثم التويجري، كشف المزيد عن علاقة الفضاء بالبشرية؛ حيث ينقل عن مدير مختبر جامعة كولورادو لفيزياء الغلاف الجوي والفضاء قوله باعتقاد العديد من صانعي السياسات والعلماء والأشخاص أن طقس الفضاء هو أثرٌ للشمس فقط، مشيراً إلى أن "الواقع هو أننا نحن البشر في الماضي تسببنا -وربما نتسبب في المستقبل- في تأثيرات مهمة على طقسٍ فضائيٍ يلامسنا نحن سكان كوكب الأرض".

وفي الحلقة الرابعة من سلسلة الحلقات التي تنشرها "سبق" كل خميس عن "الفضاء والبشرية" يضيف التويجري: الورقة البحثية التي كتب عنها العديد من باحثين آخرين، هي بعنوان "طقس الفضاء البشري المُنشأ" نشرت في مجلة Space Science Reviews بعنوان كيف أثر النشاط البشري على البيئة حول كوكبنا؟ لنسأل أنفسنا.. الفضاء القريب من الأرض يوجد به أقمار صناعية ورواد الفضاء على متن محطة الفضاء الدولية، هل أحدثت الأنشطة البشرية تغييرات في الغلاف المحيط بكوكب الأرض بحيث يؤثر علينا نحن سكان الكوكب؟ تغييرات في الغلاف المغناطيسي وأحزمة الإشعاع التي تحيط بالأرض. وهل التأثيرات قصيرة الأجل؟ أم هل قد تكون التغييرات البيئية الناتجة دائمة؟ الهدف هو تحديد "الرؤية الأوسع التي ستساعدنا جميعًا على التعامل مع طقس الفضاء والاستعداد له بأشكاله المتعددة"، كما ذكر مدير مختبر جامعة كولورادو لفيزياء الغلاف الجوي والفضاء.

وأوضح: "بعد أن عكف الكثير من العلماء على دراسة تأثيرات الشمس على الغلاف الجوي للأرض منذ أن بدأت الاضطرابات المغناطيسية للأرض بالتسبب في انقطاع التلغراف أثناء القرن التاسع عشر وعدم تبين الأسباب، إلا أنه رفعت السرية -مؤخراً- عن البيانات الخاصة باختبارات التفجيرات النووية على ارتفاعات عالية في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي حيث أوضحت تفاصيل البحث الذي تم إجراؤه سابقاً، من أجل فهم آثار هذا النشاط البشري على بيئة الفضاء".

وتابع: "فقد تم إجراء التجارب النووية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي منذ عام 1958 وحتى عام 1962، حيث تفجيرات نووية على ارتفاعات تبدأ من 16 إلى 250 ميلاً فوق سطح الأرض، وكانت تأثيراتها مشابهة للتأثيرات الطبيعية المرصودة من الشمس، وخلقت غازًا متوسعًا من الجسيمات المشحونة كهربائيًا مما أدى إلى حدوث اضطرابات في المجال المغناطيسي للأرض، والتي تسببت -أحياناً- في الانقطاعات الكهربائية نتيجة لتأثير آخر غير متوقع للتجارب النووية على ارتفاعات عالية وهو من النبض الكهرومغناطيسي (EMP) الناتج عن هذه الانفجارات النووية".

وأردف: "لذلك ونظرًا لاعتماد البشرية -حالياً- على التقنية، كتب الباحثون أن "النبضات الكهرومغناطيسية الناتجة عن أي انفجار نووي ضمن الارتفاعات العالية هي واحدة من عدد صغير من التهديدات التي يمكن أن تعرض كوكبنا لخطر العواقب الكارثية، وهكذا يبدو أن نوعًا واحدًا من النشاط البشري كان له نتيجة غير مقصودة في عدم حماية الأرض وسكانها.

وبين: "يتم بث موجات التردد المنخفضة جداً VLF من المحطات الأرضية بقوة هائلة للتواصل مع الغواصات في أعماق المحيط، في حين أن هذه الموجات مخصصة للاتصالات تحت سطح الماء، إلا أنها تمتد أيضًا إلى ما وراء الغلاف الجوي وإلى الفضاء، ونتيجة لذلك كوكب الأرض الساحر بجماله يحجب في فقاعة من موجات التردد المنخفضة جداً VLF. هل يمكن تصديق أنه من الممكن رؤية هذه الفقاعة عن طريق المركبات والأقمار الصناعية الفضائية التي تسبح في مدارات حول الأرض، والتي تدرس البيئة القريبة من الأرض!، ولكن حتى إذا كانت انبعاثات الراديو VLF يمكن أن تساعد في حماية الأرض، فإن الإجماع هو أنه من الأفضل عدم التدخل في الظواهر الطبيعية، لأن أي تغييرات يسببها الإنسان في هذه المنطقة قد يكون لها -في النهاية- آثار كارثية. حتى التوسع الإضافي في فقاعة VLF الوقائية قد يكون له عواقب في المستقبل".

واستطرد: "كما أكد الباحثون أنه على الرغم من أن هذه التأثيرات من فعل البشر، إلا أن طقس الفضاء يهيمن عليه تأثير الظواهر الطبيعية الشمسية. تبث الشمس ملايين الجسيمات المشحونة عالية الطاقة، المعروفة بالرياح الشمسية، والتي تتسابق في فضاء نظامنا الشمسي قبل الوصول إلى الأرض، وتشكل هذه الأحداث الطبيعية من الشمس خطرًا أساسيًا على التكنولوجيا المتقدمة التي طورها البشر. ولله الحمد يقوم الغلاف المغناطيسي لكوكبنا بصد معظم هذه الجسيمات مما يجعلها تنحرف عن كوكبنا، وبذلك توفر حماية ووقاية تحيط بالأرض وبنا".

واختتم قائلاً: "كان للبشر وأنشطتهم عدد غير قليل من الآثار الضارة على مر السنين والعقود؛ لدرجة أن البعض يعتقد أنه يبدو أن التوسع الإضافي في فقاعة VLF البشرية قد تساعد في تنظيف أحزمة الإشعاع الإلكتروني إلى حد ما، لكن الواقع هو أن إجراء المزيد من الدراسة مطلوبة؛ لذا يعتقد الكثير من الباحثين أنه من الأفضل المحافظة على خلو بيئة الفضاء القريبة من الأرض خالية من التلوث البشري قدر الإمكان؛ حيث تعتبر الإشعاعات المحاصرة من التفجيرات النووية أو الحطام الفضائي مشكلة ضخمة وستظل كذلك؛ لكن من المهم للغاية أن نعمل على دراسة وفهم بيئة الفضاء الطبيعية بشكل كامل قبل أن نضطر نحن البشر إلى التعامل مع البيئة المتأثرة بالتلوث البشري".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org