رخصة المعلم.. لمن؟؟

رخصة المعلم.. لمن؟؟

التعليم رسالة قبل أن يكون مهنة ومصدر رزق. واحترام المعلم وتبجيله - أيًّا كان - من علامات رُقي الأمم. كما يجب تنمية قدراته وتطويره بانتظام؛ ليتمكن من مواجهة النمو الطبيعي لمدارك الطلاب وسلوكهم (وهو ما لم يُتَح للجميع)؛ إذ لم يعد المعلم كما كان في السابق مربيًا ومعلمًا. لقد انتُزعت منه التربية فبات معلمًا أعزل من أدوات التربية عدا الفكرية منها. وهذه لا يجيدها كل منتسب إلى وظيفة التعليم بجميع المستويات. لقد أصبح المعلم (الإنسان، المثقف) عملة نادرة في زمن تشارك معه فيه معلمون كُثر، أعلاهم كعبًا الفضاء المفتوح بتقنياته وأدواته.

لذا فإن مهنة التعليم تمرُّ بتحديات وتطورات، لن يتمكن (المعلم) بمفرده من السيطرة والقيادة فيها، بل يأتي نضج مخرجاته من خلال منظومة عمل متناغمة، بهوية واضحة، وعقليات مستنيرة، تجيد التنظير والتنفيذ؛ لكون الوظيفة الحكومية لن تكون بعد الآن ملاذًا مريحًا متاحًا لكل باحث عن العمل. فأما مهنة التعليم فإنها غير مريحة ومربحة لكل ذي بال..!

إن الرخص المهنية ليست أمرًا من ابتكار وإنتاج وزارة أو هيئة تقويم التعليم؛ فهي مطلب للمهنيين عندنا، وفي كل دول العالم، لكن وظيفة المعلم لم تكن مصنفة من بين (المهن)؛ فقد كانت وظيفة عامة فحسب في حقبة زمنية، كانت تمتص الاجتهادات والأخطاء، إنما الآن بدا أن مخرجاتها لم تعد متوافقة مع برامج جودة الحياة، ولا يتحمل المعلم منها إلا بقدر مساهمته في العملية.. فالعوار كامن في سياسة المنظومة التعليمية القائمة على منهج الحدس والخطأ..!

نؤيد إجازة المعلم كمهني برخصة لمزاولة مهنة التعليم، لكن الأصل أن يجاز قيادات المنظومة التعليمية برخص في جميع التخصصات بمستوياته ومنصاته.. لأن فاقد الشيء لا يعطيه؛ فهم من البشر؛ لهم ما لهم، وعليهم ما عليهم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org