القدس العربية بين قناة الجزيرة وخلاياها!

القدس العربية بين قناة الجزيرة وخلاياها!

في زمن الإعلام، أضحت المجتمعات أكثر وعياً وإدراكاً لما تشاهد وتقرأ، ولَم يعد المتابع العربي في ٢٠١٧، يشبه المتابع المغلوب على أمره في ١٩٩٧م، ومشكلة بعض القنوات أنها توهمت بشعبيتها في التسعينات، فظلت على ذات النهج في وقت أضحى كل متابع هو بحد ذاته صحفياً يبحث ويقرأ ويحلل ويأتي بالخبر الصحيح غالباً.

قناة الجزيرة التي ابتلت بها المجتمعات العربية، لترويج الشقاق بينهم، ودعم الإرهاب ومنظماته حول العالم، ومحاولة تأجيج الشعوب العربية ضد حكامها، بدعم مالي سخي من الحكومة القطرية وبإشراف مباشر من مستشار أمير الدولة الحالي والسابق عضو الكنيست الإسرائيلي سابقاً عزمي بشارة، والمذكور صديق شخصي لرؤساء الكيان الصهيوني منذ الستينات الميلادية، فدعم ما سمته قناته زوراً بالربيع العربي، وأشرف بنفسه على عدة أفلام وثائقية تزور الحقائق وتتهم المملكة وقياداتها بالخيانة، في محاولة لما أعلنه مندوبه وزير خارجية قطر السابق لتقسيم السعودية، واعتبارها ككعكة، سيكون نصيب قطر منها آبار النفط، ونصيب الكيان الصهيوني الحرمين الشريفين، وذلك بفضل الله بعيدٌ عنهم.

القناة الصهيونية إدارةً وعربية التمويل، تروج منذ عقدين لأكاذيب تنفيها هي نفسها، ولعل الأشهر الأخيرة طالعتنا بكذبات عدة ناقضت نفسها باثنتين أو أكثر وفق ما أتذكر، رغم أني لا أتابعها، منها خبر احتجاز رئيس وزراء لبنان سعد الحريري في الرياض، قبل ان تُكذب كذبتها بتغطية زيارته لفرنسا والقاهرة وعودته لبيروت، والخبر الآخر إشراف وزير داخلية مصر السابق حبيب العادلي على تعذيب المحتجزين في أحد فنادق الرياض، لكونه كما زعموا مستشار ولي العهد السعودي، وبعدها بيومين كذبت كذبتها بخبر اعتقال العادلي في مصر بسبب قضايا فساد، وكذبهم إعلام العالم بلقاءات مع المعتقلين في الفندق، تظهر أن المحجوزين ينالون حقوقاً أثناء فترة التحقيق لن ينالوها حتى في فنادق الدوحة.. واضح جداً أن عزمي بشارة لم يتعلم بعد عقدين المثل العربي "إن كنت كذوباً فكن ذكوراً"، ويبدو أن لا عرب أقحاح في الدوحة ليعلموا الصهيوني، المثل العربي، فأغلب العرب، إن لم يكن جميعهم، سحبت جنسياتهم، واستبدلهم تنظيم الحمدين بالفرس والصهاينة، ممن لا مبدأ لهم غير المال.

هذه الأيام، تخطو القناة الصهيونية خطوات مكررة لذات النهج، الذي أنشئت عليه، في تغطية انتصارات التحالف العربي العسكرية باليمن، ويقدمون أنفسهم كذراع إعلامي لعدو اليمن العربية، أحد مندوبي ملالي إيران في المنطقة، جماعة الحوثي الإرهابية، فكل انتصار للتحالف تسعى لقلب حقيقته أو تجاهله، وكل انكسار للحوثي تسعى لتلميعه وتحويله إلى نجاح أو تتجاهل، حتى التعدي على نساء صنعاء، قفزته ولَم تلتفت له حتى ولو تلميحاً، ولا عجب على من كافأوا قتلة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، على قتله، خشية فضحه مؤامرات التنظيم الإرهابي في الدوحة، وسيختارون السبات الشتوي بعد تخليص اليمن من شر مندوب ملالي طهران، والذي تالله اليوم أقرب مما نظن.

يظن أعضاء ما يطلق عليه "خلايا عزمي"، في الدوحة وخارجها، أن ملايين المتابعين وإعادات التغريد الوهمية في شبكات التواصل الاجتماعي، ستؤثر بالمجتمعات العربية، وكثير منا مر على حساباتهم، بعد إعلان الرئيس الأمريكي نقل سفارة بلاده إلى القدس، كاعتراف بها عاصمةً لإسرائيل، محملين -من أمام المكتب التجاري الإسرائيلي بالدوحة- الرياض وصمت شعب المملكة المسؤولية، الأمر الذي جعلني أبحث كسعودي عربي، عن موقع سفارةإاسرائيل بالرياض، أو حتى ملحقية ثقافية، تجارية، عسكرية، ولَم أجد في المملكة ككل أي علاقة دبلوماسية أو اقتصادية أو عسكرية أو حتى بتصدير الرمان أو البرشومي الطائفي إلى إسرائيل، بعكسهم ممن لا يبعد عنهم مقر البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية سوى أمتار معدودة، ولَم يقفوا حتى وقفات احتجاجية سلمية، بل إن بعضهم التقوا برئيس وزراء إسرائيل في زيارته الدوحة عام ٢٠٠٧م، وجولته بمكاتب قناتهم الجزيرة، ولَم ينطق حتى ولو همساً، بل سارع لأخذ الصور التذكارية مع مجرم أمر بقتل أبناء العرب في فلسطين.

إن مفهوم مسرحية "الاتجاه المعاكس" أضحى مملاً ومفضوحاً، ولَم يعد الصراخ والعنتريات أمام الشاشات ينطلي على الشعوب العربية، بل أضحى خفض الصوت حد إخراس شاشتهم، مقترناً بقناة ما لكذبها آخر، ومرتبطاً بمسؤولي دول يقرعون كؤوس الغرام مع نظرائهم بتل أبيب ليصرخوا أمام الجموع المؤدلجة بأكاذيب سئمتها المجتمعات الإسلامية والعربية، ولن ننسى الاعتراف الشهير لوزير خارجية قطر السابق أمام طلبة جامعة قطرية أن هناك فائدة متبادلة من علاقتهم بإسرائيل، دون أن نقرأ من خلايا عزمي ولو تلميحاً من ينتقد علاقتهم بعدو، أوه عذراً نسيت أن ربان سفينتهم دبلوماسي إسرائيلي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org