المنظمة العربية للهلال الأحمر تشجب الصمت الدولي تجاه استهداف المدنيين

دعت إلى ضرورة توفير الحماية للأطقم الإغاثية والإسعافية العاملة في سوريا
المنظمة العربية للهلال الأحمر تشجب الصمت الدولي تجاه استهداف المدنيين

دعت المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، مجلس الأمن الدولي، إلى التحرك الجاد واتخاذ قرار عاجل يقضي بوقف إطلاق النار والعنف في حق المدنيين الذين يعيشون أصعب أيامهم على مرأى من عيون العالم وصمت مستغرب من المجتمع الدولي، مطالبةً في بيانها بسرعة فتح ممرات إنسانية آمنة لمساعدة المنكوبين والمحتاجين.

وأدانت الأمانة العامة للمنظمة، بشدة، في بيانٍ صحفي لها، حصلت "سبق" على نسخةٍ منه، الصمت العالمي الذي يثير استغرابها وتعجبها.

وطالبت المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، التي تتخذ من "الرياض" مقراً لها، باتخاذ الإجراءات العاجلة لحماية المدنيين الأبرياء من النساء والأطفال والمسنين والمرضى وذوي الإعاقة الذين يشكلون فئات شديدة الضعف والعزل من المدنيين حيث تشكل حمايتهم خلال النزاعات المسلحة حجر الأساس في القانون الدولي الإنساني لتشمل تلك الحماية نطاق الممتلكات المدنية العامة والخاصة، إضافة إلى الأشخاص الذين يفرون من بيوتهم فيصبحون نازحين داخل بلدانهم أو لاجئين في خارجها.

ويحظر القانون الدولي الإنساني الترحيل القسري عن طريق ممارسة التخويف أو العنف أو التجويع واتباع أسلوب الحصار من أيّ طرفٍ كان.

ووصفت المنظمة سوريا المكلومة بشكلٍ عام بأنها أكثر مناطق العالم سخونة، وأكدت أن ما يحدث فيها انتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني؛ حيث أصبح هذا البلد العربي الجريح مسرحاً يثبت للعالم أجمع بأن ضحايا الحروب والصراعات معظمهم؛ إن لم يكن جُلهم، هم من المدنيين الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة.

ودعت المنظمة "اللجنة الدولية لتقصي الحقائق"، إلى التحرك الجاد والوقوف على انتهاكات القانون الإنساني الدولي في سوريا واستهداف قصف المنشآت الطبية والمستشفيات، وحماية أفراد العمل الإنساني والإغاثي من رجال الهلال الأحمر والصليب الأحمر والمتطوعين وهيئات الإغاثة والمنظمات الإنسانية العاملة في هذا الميدان التي تسعى جاهدةً ليل نهار إلى توفير اللوازم الأساسية مثل الغذاء والملبس والإمدادات الطبية.

وناشدت المنظمة في بيانها السماح لهذه المنظمات بالوصول إلى الضحايا عبر ممرات إنسانية بصفة عاجلة، وهو ما تُلزم اتفاقية جنيف الرابعة والبروتوكول الإضافي الأول به لتسهيل عمل رجال الغوث والمساعدة.

وأشارت إلى ضرورة احترام مبادئ القانون الدولي الإنساني ومبدأ حماية العاملين في الإغاثة وتقديم المساعدات الإنسانية، خاصة أن الجهود الدولية منصبة على تهدئة الأوضاع الحربية ووقف العمليات العسكرية بين الأطراف المتحاربة كافة، والعمل على إغاثة المدنيين الضعفاء المنكوبين والمحاصرين من الهلاك.

وأعربت المنظمة، في بيانها، عن أسفها من خروج الوضع الإنساني عن السيطرة، الأمر الذي ينذر بحالة كارثية جديدة ومروعة تلقي بظلالها على المنطقة، في ظل التجاهل التام لنصوص القانون الدولي الإنساني التي تؤكد أن المدنيين الواقعين تحت سيطرة أي طرف كان يجب أن يعاملوا معاملة إنسانية تحفظ لهم العيش بكرامة في جميع الظروف، ودون أي تمييز يضر بهم.

وقالت: يجب حمايتهم ضد كل أشكال العنف والمعاملة المهينة بما فيها القتل والتعذيب.

وأضافت: نشيد بالعمل الدؤوب والنشاط الفاعل الذي تقوم به منظمة الهلال الأحمر العربي السوري "العضو الفاعل بالمنظمة" وجميع العاملين لديها والمتطوعين في سبيل مساعدة المنكوبين ومساندة الضعفاء والمحتاجين في هذه الأزمة التي تواجه الأشقاء، ونشيد بجهود اللجنة الدولية للصليب الأحمر وبرامجها الإنسانية الفاعلة، إلى جانب جهود الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وكذلك جهود الجمعيات الوطنية العربية الفاعلة في تلك المنطقة، إلى جانب بقية الجمعيات الوطنية الداعمة والمتعاونة.

وأردفت المنظمة: ندعو كل الأطراف إلى تحييد منشآت الهلال الأحمر العربي السوري وكوادرها عن الأحداث الجارية، وعدم استهدافها بأيّ حالٍ من الأحوال، وضرورة حماية متطوعيها وكوادرها الميدانيّة ومنشآتها على الأراضي السوريّة كافّة دون استثناء.

وتابعت: نأسف لتعرض فرق الهلال الأحمر العربي السوري لأضرار أدت لإصابة عديد من المتطوعين؛ ما أدّى إلى انخفاض قدرة تلك الفرق على الاستجابة لاحتياجات السكّان المدنيين، وتقديم الخدمات اللازمة لهم.

وأكدت، أن استهداف آليات أو موظفي ومسعفي العون الإنساني الذين يحملون إشارة الهلال الأحمر أو الصليب الأحمر يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني.

وقالت المنظمة: يجب احترام القانون الدولي الإنساني ومبدأ حماية العاملين في مجال الإغاثة وتقديم المساعدات وفقاً لما نصت عليه القوانين والاتفاقيات الدولية.

وأضافت: ينبغي مراعاة الضمانات الكافية لتحرك قوافل الهلال العربي السوري للمناطق المستهدفة، وعلى الجهات كافة التحرك العاجل والفوري من أجل دعم الهلال الأحمر السوري للقيام بواجباته الإغاثية والوقوف معه ودعمه.

وخصّت المنظمة في دعوتها "اللجنة الدولية للصليب الأحمر"؛ راعية القانون الدولي الإنساني في العالم؛ حيث طالبت بالمسارعة باتخاذ خطوات عملية ملموسة تجاه الوضع هناك، خاصةً فيما يتعلق بالتشديد على توفير الحماية اللازمة لمنسوبي الهلال الأحمر السوري كافة حتى يؤدوا عملهم الإنساني وفقاً لرسالتهم النبيلة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org