"إنهم شرذمة أمَرَها الشيطان بإحداث خلل غير مقبول، ويجب القضاء عليهم بشكل نهائي؛ فالقضاء الجزئي غير مفيد".. كلمات في محلها أطلقها الأمير الراحل عبدالرحمن بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، منذ العام 2009، قاصدًا بها "إيران وأذنابها بالمنطقة"؛ في مقطع فيديو استرجعته الذاكرة عقب الأحداث الأخيرة والسياسات العدوانية الإيرانية المتزايدة تجاه المملكة التي لم ولن تقف مكتوفة الأيدي في ظل هذه التجاوزات.
وللأمير الراحل مواقف وكلمات لا تُنسى، كان معظمها منطلقًا من هناك من على الحدود بين الجنود والمعسكرات والنقاط الحدودية، بعيدًا عن المكاتب؛ حيث كان رحمه الله رجل الحرب الأول في العام 2009، عندما تصدى جنود المملكة الذين خاضوا حربًا شرسة ضد جماعة الحوثيين اليمنية آنذاك، وأجبروهم على الابتعاد عن حدود المملكة، وتحييد خطرهم.
وترصد عدة مقاطع فيديو للأمير الراحل، رأيه السديد في التوجهات العدوانية الإيرانية؛ سواء تلك الصادرة من طهران، أو عبر أذنابها باليمن ودول بالمنطقة.. ومما قاله في 2009 من على الحدود واستذكره المتابعون اليوم تزامنًا مع تطورات الأحداث: "لماذا تتدخل إيران بشؤون الدول العربية؟! العرب أعلم بأنفسهم وشؤونهم، لقد وصل الأمر بهم لدرجة أنهم في طهران يريدون توجيه الدول العربية في علاقتها مع بعضها البعض.. هذه سخافة أدمغة خالية، وعليهم حل مشاكلهم الداخلية أولًا".
وأضاف في تصريحات صحفية حينها : "بلادنا حرة منذ أن خلقها الله، ما هو العلم الأجنبي الذي رفرف على السعودية؟ شعبنا مستقل، الله أكرمنا بالدين والحرمين، ليس بعد هذا شرف، الشعب لا تحتاج تقوله شي".
وتابع رحمه الله: وزير خارجية إيران يقول "على دول الجوار احترام سيادة اليمن".. هذا شأن عربي، وما دخل إيران بالدول العربية!! الحوثيون تدربوا هناك بإيران ورجعوا للتخريب ببلادهم؛ فهل هذا عمل وطني؟ تقاوم من أنت؟ إنهم يريدون فرض إرادة خارجية، ويريدون عودة ما انتهى منذ مئات السنين، ولو عادوا عدنا، والواقع أنهم مجوس أتى بهم الأجنبي، يريدون الجزيرة العربية و"يخسون"، لا تنسوا كلمتي، أنا واحد من هذا الشعب العربي السعودي، وسنطهرهم مثل ما طهرنا سابقيهم منذ مئات السنين.
والأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز، هو الأخ الشقيق لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمضى الجانب الأكبر من حياته في المجال العسكري.. ووُلد الأمير عبدالرحمن في العام 1931 في الرياض، وبعد أن أتم دراسته في السعودية حتى المرحلة الثانوية، الْتحق بمدرسة أمريكية في ولاية كاليفورنيا تقوم بتدريس المقررات الثانوية وإعطاء برنامج خاص لتأهيل الطلبة للالتحاق بالكليات العسكرية، والْتحق بعد ذلك بالكلية العسكرية في سان دييجو، وبعدها الْتحق بكلية الاقتصاد التابعة لجامعة كاليفورنيا.
وكان شقيقه الملك فهد بن عبدالعزيز، قد عيّنه نائبًا لوزير الدفاع والطيران؛ ليبقى في منصبه العسكري 28 عامًا متواصلة، وتوفي رحمه الله في صيف 2017، بعد أن ساهم خلال عمله في وزارة الدفاع والطيران، بتعزيز قدرات بلاده العسكرية من خلال الإشراف المباشر على صفقات سلاح متعددة؛ بينها طائرات حربية عززت قدرات المملكة القتالية.