بعد اعتراف أمريكا رسمياً وغضب تركيا .. تعرّف على قصة الإبادة العثمانية للأرمن

إبان الحرب العالمية الأولى
بعد اعتراف أمريكا رسمياً وغضب تركيا .. تعرّف على قصة الإبادة العثمانية للأرمن

مع إقرار مجلس النواب الأميركي أول أمس، الاعتراف رسمياً بـ"الإبادة الجماعية للأرمن" من قبل الأتراك إبان الحرب العالمية الأولى.

ورفضت تركيا القرار، وحاولت تسفيه ذلك بتصريحات عدائية، في الوقت الذي جاء القرار بأكثرية 405 أصوات مقابل 11 القرار، ما يؤكد اعتراف الولايات المتحدة بالإبادة الأرمنية، وهي المرة الأولى التي يصل فيها مثل هذا القرار للتصويت في الكونغرس بعد عدة محاولات سابقة.

وكانت الدولة العثمانية قد خططت فى مطلع القرن العشرين لإزالة أرمينيا من الوجود بإفراغها من سكانها بالقتل، وإطلاق الرصاص على الصدور، وهدم البيوت على الرؤوس، وترك الأوبئة والأمراض تنهش الأكباد، والعديد من الوسائل الوحشية الأخرى التى أدت لإبادة العثمانيين لما يقرب من مليون ونصف المليون أرميني في واحدة من أكبر الجرائم بشاعة في التاريخ.

وكشف مؤرخون عن مخطط الدولة العثمانية لإزالة أرمينيا وربط دولتهم بأذربيجان وكافة العناصر ذات الأصل التركى من منغوليا حتى القوقاز، وذلك بذريعة نقاء العنصر التركى وأحقيتهم المطلقة فى السلطة والأرض دون باقى الشعوب، وهو ما نادى به المؤتمر الطورانى.

وتعود مذابح الدولة العثمانية ضد الأرمن إلى عام 1915 إبان انهيار الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى فى فترة حكم جماعة "تركيا الفتاة".

قصة الأرمن

تاريخياً، خضع الجزء الغربي من أرمينيا التاريخية، للسيطرة العثمانية مع معاهدة أماسيا في عام 1555 والتي أدت إلى تقسيمها بشكل دائم عن أرمينيا الشرقية.

ووفقًا لمواقع تاريخية فإن إبادة الأرمن بدأت فى عهد السلطان عبدالحميد الثانى، إذ ادعت الدولة العثمانية بأن روسيا قامت بإثارة الأرمن الروس المقيمين قرب الحدود الروسية العثمانية، وزعمت الدولة العثمانية حينها أن هذه الجماعات حاولت اغتيال السلطان عام 1905م.

إثر ذلك قام الدولة العثمانية بين عامى 1915-1917 بتهجير نحو 600 ألف أرمنى لتبعدهم عن الحدود الروسية وتقطع عليهم الدعم الروسى وتم التهجير والترحيل القسرى بطرق بدائية جدًا فمات من هؤلاء عدد كبير، فى ظل ظروف قاسية لتؤدى إلى وفاة عشرات الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ، ويقدر الباحثون أعداد ضحايا الأرمن بين 1 مليون و 1.5 مليون شخص .

في حين أنه لا يوجد إجماع حول عدد الأرمن الذين فقدوا أرواحهم خلال الإبادة الجماعية، إلا أن هناك اتفاقًا عامًا بين المؤرخين الغربيين على أن عدد القتلى من الأرمن تجاوز المليون، وتشير موسوعة بريتانيكا إلى بحث المؤرخ أرنولد توينبي، ووزارة الخارجية البريطانية، تقديره أن 600,000 أرمني "ماتوا أو ذبحوا أثناء الترحيل" في تقرير تم جمعه في 24 مايو من عام 1916. غير أن هذا الرقم لا يمثل سوى السنة الأولى للإبادة الجماعية ولا يأخذ في الاعتبار أولئك الذين ماتوا أو قُتلوا بعد مايو من عام 1916.

ووفقاً للوثائق الرسمية فقد اختفى أكثر من 970,000 من الأرمن العثمانيين من سجلات السكان الرسمية من عام 1915 حتى عام 1916. وفي عام 1983، قدمت أرملة طلعت باشا، خيرية طلعت بافرالي، الوثائق والسجلات إلى الصحفي التركي مراد برداقجي والذي نشرها في كتاب بعنوان الوثائق المتبقية من طلعت باشا (المعروف أيضًا باسم "كتاب طلعت باشا الأسود"). ووفقاً للوثائق، فإن عدد الأرمن الذين عاشوا في الدولة العثمانية قبل عام 1915 بلغ 1,256,000 نسمة. ومع ذلك، فقد تم افتراض أنه في حاشية كتبها طلعت باشا نفسه، تم تخفيض عدد السكان الأرمن بنسبة ثلاثين بالمائة. علاوة على ذلك، لم يؤخذ سكان الأرمن البروتستانت في الحسبان. لذلك، وفقاً للمؤرخ آرا سارافيان، كان يجب أن يكون عدد سكان الأرمن حوالي 1,700,000 قبل بداية الحرب.ومع ذلك انخفض هذا العدد إلى 284 ألفًا بعد عامين في عام 1917م ما يؤكد حدوث الإبادة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org