قصة الأخوين آل زايد بالقطيف: هروب الفئة الضالة جزاؤه الهلاك.. والعودة تضمن الأمان

الأخ الأكبر استفاد من دعوة أمير الشرقية بالرجوع إلى الصواب وسلَّم نفسه للأمن
قصة الأخوين آل زايد بالقطيف: هروب الفئة الضالة جزاؤه الهلاك.. والعودة تضمن الأمان

أكدت قصة الأخوين علي ومحمد بن حسن آل زايد من محافظة القطيف أن باب التوبة والرجوع أمام أفراد الفئة الضالة يضمن لهم العيش في سلام وأمان داخل المجتمع دون خوف أو قلق، طالما لم يرتكبوا أي جرائم تستدعي العقاب.

وفي التفاصيل، تم إدراج الأخوين علي ومحمد (36، و29 عامًا على التوالي) في قائمة المطلوبين أمنيًّا في العام 2012، بيد أن "علي" رجع إلى صوابه، وسلم نفسه إلى الجهات الأمنية، وتم الإفراج عنه ليمارس حياته بشكل طبيعي، بينما هلك أخوه "محمد" يوم الأربعاء الماضي بعد رفضه دعوة الجهات الأمنية لتسليم نفسه، وقيامه بإطلاق النار على الأهالي وأفراد الأمن.

ويتزامن رجوع علي آل زايد إلى صوابه بتسليم نفسه إلى القوات الأمنية، ومن ثم نجاته من الموت، مع دعوة أطلقها أمير الشرقية، صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، أكد فيها أن أبواب العفو والصفح لا تزال مفتوحة أمام هؤلاء الذين انحرفوا عن جادة الصواب، وتورطوا في الاعتداء على المقدرات الوطنية والممتلكات العامة.

وقال الأمير سعود في دعوته: "لهؤلاء الذين انحرفوا عن جادة الصواب، من كان منكم له رأي، وأراد نهضة بلده، فهو مرحب به، وبلده أولى به من غيره، والدولة ترحب بكل من أراد فعل الصواب والعودة عن سبيل الضلال، وهذا ديدن السعودية منذ قديم الزمن". مؤكدًا في الوقت نفسه أن "رجالات المنطقة الشرقية، بمن فيهم رجالات القطيف، معروفون بولائهم وانتمائهم، وحبهم لهذه الأرض".

ويفصل بين رجوع "علي" إلى صوابه وهلاك أخيه "محمد" عام واحد فقط، هذا العام قضاه الأول بين أسرته مستمتعًا بالأمن الذي حصده من تسليم نفسه، وندمه على ما فعل، فيما قضاه الثاني في قلق وخوف.. ولطالما تمنت أسرة آل زايد أن يسارع "محمد" بتسليم نفسه كما فعل أخوه، ولكنه لم يحدث، إلى أن هلك.

وبادر علي آل زايد بتسليم نفسه في مقر إمارة الشرقية في أغسطس من العام الماضي برفقة أفراد عائلته، وقبل أن يسلم نفسه كشف عن حجم المعاناة التي كان يشعر بها، قائلاً في حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي: "قضيت خمس سنوات وتسعة أشهر في مخاض معاناة شديدة، يتخللها الخوف والوجع والتشريد والمطاردة.. لم تكن محفوفة بما يطيب سوى رشحات من الرحمة الربانية، سوى عطفه ولطفه الظاهر والخفي.. سائلاً المولى أن ينهي الأزمة بأقل الخسائر".

وعلقت وزارة الداخلية على ذلك بأنه "سيتم أخذ مبادرة علي آل زايد بتسليم نفسه في الاعتبار، ومعاملته وفق الأنظمة المرعية". وحذرت الوزارة كل من يؤوي أو يتستر على المطلوبين، أو يوفر لهم أي نوع من المساندة، من مغبة الوقوع تحت طائلة المسؤولية.

على الجانب الآخر، رفض الأخ الأصغر محمد بن حسن آل زايد السير في الطريق نفسه الذي سلكه أخوه علي؛ وواصل هروبه لمدة ست سنوات، أضاع خلالها العديد من الفرص لتسليم نفسه ونجاته من الهلاك، ليس هذا فحسب، وإنما شارك أفراد الفئة الضالة في الإعداد لعمليات إرهابية، استهدفت قوات الأمن والمواطنين.

ونجحت قوات الأمن الأربعاء الماضي في تحديد مكانه في أحد المنازل بحي الكويكب بالقطيف؛ فحاصرت قوات الأمن المنزل، ودعته إلى تسليم نفسه، إلا أنه بادر بإطلاق النار بشكل مكثف عليها ناشرًا الخوف والرعب في نفوس سكان الحي والمارة؛ فاقتضى الموقف الرد عليهم بالمثل ومقتله.

وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت في 2012 قائمة بأسماء 23 مطلوبًا في القطيف؛ تمثلت أعمالهم في إثارة الشغب والتجمعات الغوغائية، وعرقلة حركة المرور داخل الأحياء، وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة، وحيازة أسلحة نارية بصفة غير مشروعة، وإطلاق النار العشوائي على المواطنين ورجال الأمن، والتستر بالأبرياء من المواطنين، ومحاولة جرهم إلى مواجهات عبثية مع القوات الأمنية تنفيذًا لأجندات خارجية، خاصة أن عددًا منهم من أرباب السوابق الجنائية.

وبعد استيفاء إجراءات التثبت والإثبات كافة طُلب من هؤلاء المتهمين المثول أمام الجهات المختصة وفقًا لما تتطلبه الإجراءات النظامية. وبالنظر إلى عدم استجابة مَن وُجهت لهم تلك الاستدعاءات، وبعد استيفاء الفترة النظامية لتلك الإجراءات، صدرت أوامر بالقبض على هؤلاء المطلوبين.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org