روايات عمال منشآت كأس العالم في قطر تكشف المأساة.. مهددون منهوبون فقراء!

"أزمة عميقة".. مخيمات غير آدمية بلا كهرباء ولا طعام وتعثر شركات وغياب رسمي
روايات عمال منشآت كأس العالم في قطر تكشف المأساة.. مهددون منهوبون فقراء!

كشفت صحيفة "أندوستون تايمز" الهندية عن عمق الأزمة المالية القطرية والأوضاع المزرية التي يعيشها عمال منشآت كأس العالم، وهو الأمر الذي يطرح الكثير من التساؤلات حول قدرة قطر على تنظيم كأس العالم، في ظل الأزمة الخانقة التي تمر بها.

وتفصيلاً، تقول الصحيفة: "يواجه العمال الإنشائيون الهنود في قطر ستة أشهر من انقطاع لرواتبهم وفقدان وظائفهم وانتهاء صلاحية تأشيراتهم وظروف معيشية مزرية في معسكرات العمل، وذلك وفقاً لما كشفه العمال والاتصالات الرسمية مع المسؤولين المتابعين للقضية".

وتابع التقرير: "تثير قطر الغضب إزاء محنة العمال المهاجرين المشاركين في أعمال البناء للبنية التحتية اللازمة لكأس العالم لكرة القدم لعام 2022".

وقال مسؤول هندي إن ما يقرب من 300 من العمال تم طردهم من العمل من شركات أخرى، في حين أعيد بعضهم إلى الهند من غير تسلّم مستحقاتهم؛ لكن أولئك المتضررين يقولون إنه لم ترد أي معلومات عن تعويضاتهم بعد أن عملوا لمدة من ثماني إلى عشر سنوات.

وأردف التقرير: "لقد عاش العمال أوقاتاً عصيبة منذ أن ضربت الأزمة المالية إحدى الشركات القطرية الرائدة وهي HKH General Contracting Company والتي كانت توظف في يوم من الأيام أكثر من 1200 عامل.

ويقول "كومارس" من كيرالا، وعمل في الشركة لمدة ثماني سنوات: "نحن الآن متروكون لرحمة الناس الذين يساعدوننا بالطعام على أساس خيري"، وتابع: "إننا لا نمتلك الكهرباء حتى في النهار، ولكننا ننجح فقط في تشغيل المولدات الكهربائية في الليل"، وقال إنه لم يتقاضَ راتبه منذ ستة أشهر.

وبيّن أحد السباكين -اشترط عدم ذكر اسمه- والذي عمل لدى الشركة لمدة تسع سنوات، إنه ليس أمامهم خيار سوى الانتظار: "لا أستطيع حتى الذهاب إلى المستشفى؛ خوفاً من الوقوع في مطب انتهاء التأشيرة وعملية الترحيل من دون تسلّم مستحقاتي".

ويقول عامل آخر: "اضطررت إلى اقتراض المال لترتيب رحلتي إلى الوطن. أشعر بفقدان الأمل؛ لقد رهنت ممتلكاتي قبل سفري إلى قطر، والآن لم أحصل على شيء، للأسف هذا ما أعطتني الحياة هنا في قطر".

ويشير التقرير إلى أن السفارة الهندية في قطر قد ناقشت الأمر مع الشركة، لكن دون أي رد، خصوصاً بعد أن اشتكى 25 عاملاً في 10 أبريل من أنهم لم يتلقوا رواتبهم منذ شهور.

بعد ذلك، اتصلت السفارة بوزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية في قطر، لكن لم يحدث أي تجاوب.

وأثارت السفارة مرة أخرى مع نفس الشركة في 5 مايو نفس القضية، وتذكيرها بعدم حصول العمال على رواتبهم، أيضاً تولى سكرتير ولاية كيرالا هذه المسألة، وأرسل إلى السفارة القطرية في 29 مايو، ولم يكن هناك تجاوب مع كل هذه المداولات.

لكن العامل جونا سانقل محبط، ويعتقد أن كتابة الرسائل ليست وحدها التي ستساعد على حل مشاكلهم ويقول: "ما نريده هو مستحقاتنا، حيث تقول الحكومة إنهم يعملون على هذه القضية، وبالنسبة لنا فقدنا الأمل، لقد ناضلنا في الأشهر الستة الماضية، وهناك عدم يقين بشأن مستقبلنا".

وبحسب الصحيفة لم تستجب شركة HKH General Contracting Company لاستفسارات الصحيفة، ولم يكن هناك رد من السفارة القطرية في نيودلهي حتى مساء الأحد.

كما لم يكن هناك رد من وزارة الشؤون الخارجية، لكن مسؤولاً حكومياً على دراية بالموضوع قال إن البعثة والجالية الهندية في قطر تقومان بترتيب إيصال الإمدادات الأساسية للعمال: "نواصل العمل على حل الأزمة".

وقال راما جورج وهو ناشط اجتماعي يتولى مثل هذه القضايا إنه يتابع القضية: "يجب على الحكومة اتخاذ خطوات فورية لمعالجة هذه القضية على الفور، هؤلاء هم الفقراء الذين ليس لديهم وسيلة أخرى للبقاء على قيد الحياة، لقد زرت هذه المخيمات التي يقيمون فيها، وهو مشهد محزن".

وفي رسالة في 12 يوليو إلى "جورج"، قالت السفارة الهندية إن أكثر من 200 عامل "نقلوا تأشيراتهم إلى شركات أخرى، كما أن هناك مجموعات فضلوا مغادرة قطر".

وأوضحت الصحيفة أن البعثة الهندية تعمل مع بعثات بنغلاديش ونيبال والفلبين للضغط من أجل توفير الإغاثة اللازمة للعمال، وقال مسؤول إن قطر أعلنت مؤخراً عن صندوق دعم لتخليص رسوم العاملين في الشركات المتعثرة، لكن لم يبدأ العمل بعدُ على هذا المشروع، في المقابل المعاناة ما زالت مستمرة لآلاف العمال في قطر.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org