ثلاجـات الموظفين..!!

ثلاجـات الموظفين..!!

ما يلفت الانتباه لمراجع الإدارات الحكومية المختلفة، والمؤسسات الخدماتية، والجمعيات والهيئات، ومكاتب السفر، والمستشفيات، وفروع الوزارات، والبنوك.. هو وجود الثلاجات بكثرة ذات الألوان البيضاء، بين الصغيرة منها ومتوسطة الحجم، من خلال احتلالها مكانًا قصيًّا من مكتب لآخر من تلك المكاتب في كل إدارة ودائرة، وهي معدة خصيصًا لتبريد المشروبات والعصائر، وحفظ الأدوية والكاكاو وبسكوت "أبو قشطة"..!!

لكن ما لا يمكن تفسيره أن غالبية هذه الثلاجات ذات الطول الفارع عموديًّا، والاتساع الأفقي، لا يوجد بها على أقل تقدير قنينة ماء واحدة للشرب، فضلاً عن استحالة وجود المشروبات الغازية والعصائر والمرطبات وقت الضرورة حال تعرُّض "مراجع أو زائر" مريض بداء السكري - شفى الله الجميع منه - لهبوط في مستوى السكر؛ فيتم إسعافه كمرحلة أولى برفع معدل السكر في الدم بإعطائه حبتَيْ عصير من المشكل "أبو نجمات"، أو المانجو أو الأناناس التي تحتوي على سكريات، وذلك قبل نقله للمستشفى، أو في لحظات انتظار حضور الهلال الأحمر على الأقل..!!

وبما أن هذه الثلاجات في الغالب خاوية على أبوابها فالسؤال المنطقي والبديهي يقول: ما الجدوى من وجودها (أي الثلاجات) أصلاً في هذه المكاتب؟! فهل وُضعت للزينة والتفاخر بالثلاجات؟ أم هي مجرد قياس لاختبار معدل كرم الموظف الموجودة في مكتبه من عدمه؛ طالما خلت من أي مظهر يوحي بالحياة، أو يشير إلى أنها موصولة بالتيار الكهربائي من الأساس..؟!!

الأمر الآخر والمهم: لماذا نرى مثل هذه الأجهزة، التي لا تخدم المراجع دونما شك والأعمال المطلوب إنجازها في الجهات والإدارات الخاصة والعامة؟ وإلى متى يتم توفيرها وغيرها من المستلزمات الأخرى كشاشة البلازما، وكأنها جزء مهم لا بد من وجودها، ولا غني عنها في العديد من المكاتب.. وعلى أي بند يتم شراؤها..؟! وهل من فائدة وجدوى من توفيرها مثلاً، وذلك على نحو من الارتقاء بجودة العمل المطلوب وسرعة إنجازه..؟!!

لذا فالمطلوب تقنين الثلاجات حتى لا تحتل مساحة مهمة من الفراغ دونما فائدة تذكر منها على حساب انتظار المراجع؛ فتتم الاستفادة من هذا الحيز المكاني بتوفير كراسي، يستفيد منها هذا المراجع أو ذاك.. وإن لم يكن من وجود الثلاجات بدٌّ فعلى كل إدارة حكومية أو مصلحة ومؤسسة وجهة خدمية أن تستحدث مخصصات لشراء ماء الصحة والعصير بدلاً من تركها خاوية على أبوابها من الحياة، أو مما يبعث في النفوس بهجة وانتشاء فور مشاهدتها..!!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org