يعاني طلاب وطالبات محافظة فيفاء من غياب النقل المدرسي منذ سنوات، ويضطر الطلاب إلى قطع عشرات الكيلومترات من وإلى المدرسة كل يوم مروراً بتضاريس جبلية صعبة، في ساعات الصباح الباردة في فصل الشتاء، ووسط هطول الأمطار، وتحت شمس الظهيرة الحارقة في أوقات أخرى.
وكان استقبال 5 آلاف طالب وطالبة فصلهم الدراسي الجديد دون نقل مدرسي، قد دفع بعض أولياء الأمور إلى استئجار مركبات خاصة لنقل أبنائهم وبناتهم، ولجأ البعض الآخر إلى استخدام نقل غير آمن، كسيارات مكشوفة وقديمة؛ نظراً لأسعارها الرخيصة مقارنة بالآمنة.
منقطع منذ 4 سنوات
المواطن علي المدري قال: "بدأ الفصل الدراسي الأول ومحافظة فيفاء خارج خدمة النقل المدرسي تماماً؛ حيث النقل المدرسي النظامي الآمن منقطع أساساً منذ أربع سنوات، مع كثرة المطالبات والشكاوى من قبل المتعهدين لردّ حقوقهم السابقة المتعثرة منذ أربعة أعوام، لدى شركة النقل".
وأضاف: "أطلت على الأهالي هذا العام شركة "حافل"، ولكنها لا تقل عن سابقتها من كونها لا تريد دفع إلا مبلغ ٦ ريالات فقط، على الطالب الواحد، في محافظة صعبة وعرة التضاريس، ويكلف النقل فيها مبالغ كثيرة على المركبات، في ظل نداءات متكررة من قبل الأهالي بعودة حقوقهم السابقة، وإراحة الطلاب من المعاناة اليومية في تلك الطرق الوعرة والخطرة، التي تكثر فيها العمالة المجهولة، وأيضاً ذوات السموم والكلاب الضالة".
اجتماعان والصين
وقال سلطان الحربي أحد ضحايا شركات النقل: "الشركة التي تم التعاقد معها لنقل طلاب فيفاء، تتضح مماطلتها منذ البداية، فقد عُقِد اجتماعان قبل بداية الدراسة، الأول قال فيه مدير الشركة إنه توجد شركة في الصين لاستقطاب خبراء يصنعون سيارات تناسب جبال فيفاء"، أما في الاجتماع الثاني فقد قيل للأهالي: "درسنا الأوضاع، ورأينا أنكم تقومون بالنقل بسياراتكم الخاصة"، فوافق الأهالي، ووقّعوا عقوداً مع الشركة، وسلّمت للسواقين مستحقات أول شهر أو شهر ونصف تقريباً، وبعدها لم يدفعوا، لمدة شهرين أو ثلاثة، ليتوقف المتعهدون عن النقل؛ بسبب تراكم المستحقات".
ولم يتسلموا ريالاً!
وأردف "الحربي": "عُقِد بعدها اجتماع في محافظة فيفاء، بحضور عسيري الأحوس -مدير تعليم صبيا حينها- ومدير الشركة، ورفض المتعهدون بشكل قاطع مواصلة النقل، حتى تدفع مستحقاتهم المتأخرة، وتم إقناعهم بضرورة رجوعهم للنقل، ووعدهم بتسلم كل حقوقهم، وذلك خلال شهر، وقال حينها عسيري الأحوس: حقكم عندي! والله لتأخذون حقكم لو بعت ثوبي، وإلى الآن لم يتسلموا ريالاً واحداً".
وعلّق ولي الأمر محمد الفيفي قائلاً: "غياب النقل المدرسي قد يكون سبباً في تأخر الطلاب دراسياً، وكثرة الغياب مع هذه المشاكل المتراكمة، في دولة كفلت لكل طالب حقه من النقل النظامي، لكي ينعم الطلاب جميعاً بالاستقرار النفسي والتربوي".
وعبّر يحيى الفيفي عن استيائه من عدم توفر نقل مدرسي في فيفاء، مبيناً أنه يدفع مبالغ عالية لنقل أبنائه على نفقته الخاصة، وهو ما كلفه الكثير من المال.
"تعليم صبيا" لا تجيب
50 يوماً لم تكفِ "تعليم صبيا" للردّ على مشكلة النقل المدرسي، فقد تواصلت "سبق" مع مدير تعليم صبيا ومتحدثها الرسمي، الذي وعد بالإجابة ولكنه لم يجب.