وصلت أخطاء الوصفات الطبية في بريطانيا إلى مستويات كبيرة مسببة أضرارًا جسيمة ووفيات، وفقًا لبيانات طبية كشفها وزير الصحة البريطاني جيريمي هانت.
وقال وزير الصحة إن الأخطاء التي تحدث في وصفات الأدوية أو صرفها بشكل خاطئ أو بجرعات زائدة، وتأخيرها، تُسبِّب وفاة خمس حالات يوميًّا في بريطانيا.
وتشير البيانات إلى أن الأطباء العامين والصيادلة والمستشفيات وكذلك المنازل ودور الرعاية يصل عدد الأخطاء في صرف العقاقير الخاطئة فيها لنحو 237 مليون خطأ سنويًّا، أي ما يعادل خطأ واحدًا لكل خمسة أدوية يتم صرفها.
ووفقًا لتقرير قناة "بي بي سي" البريطانية، فإن معظم الحالات لم تحدث فيها أي مشاكل، ولكن في أكثر من ربع الحالات كانت الأخطاء كارثية، وتسببت في أضرار بالغة. والأخطاء في الوصفات الطبية يمكن أن تكون سببًا في قتل الآلاف سنويًّا.
ويعترف الباحثون الذين تم اختيارهم من مانشستر وشيفيلد وجامعات يورك بأن هناك بيانات محدودة في هذا المجال، إلا أنهم وفقًا لدراسات وأبحاث سابقة يقدرون أن الخطأ في صرف العلاج يتسبب في 700 حالة وفاة سنويًّا، ويمكن أن تكون أيضًا عاملاً لمشاكل صحية بين 1700 و22300، وقد تؤدي للوفاة إذا ما تم الأخذ بالحسبان أخطاء في صرف الأدوية والجرعات غير الصحيحة وتأخير العلاج.
وخُمس الأخطاء لها علاقة بالرعاية الطبية في المستشفيات، بما في ذلك أخطاء الأطباء في "جرعات البنج" التي تُمنح للمريض قبل إجراء العمليات الجراحية.
ويشير الباحثون إلى أن مجموع الوصفات الطبية التي يتم صرفها سنويًّا تصل إلى مليار ونصف المليار وصفة.
وأشار التقرير إلى إحدى الحالات الحديثة لمسنة في التسعينيات، تم إعطاؤها مجموعة من الأدوية الخاطئة في إحدى دور الرعاية، وذلك لأسابيع عدة بعد أن اختلطت وصفتها الطبية مع مريض آخر، ولم يتنبه الأطباء والعاملون في دور الرعاية لذلك الخطأ إلا بعد تعرُّض حالتها للتدهور.
وقالت جانيت دافيز، المديرة التنفيذية للكلية الملكية للتمريض، إن هناك بالفعل مشاكل حقيقية تواجه سلامة المرضى عندما لا يكون هناك عدد كافٍ من الموظفين، وعندما تواجه الجهات الطبية ضغوطًا مالية.
وقالت إن الخطأ البشري هو "واحد من أكبر المخاطر"، وإن موظفي التمريض الذين يعانون الإجهاد يضيفون "خطرًا إضافيًّا"، ولكن لا يعني ذلك أن الأخطاء أمر لا مفر منه. مشيرة إلى أن ذلك مشكلة عالمية وليست خاصة ببريطانيا وحدها، ومؤكدة أنها مشكلة أكبر بكثير من المعترف به، ويصل الضرر فيها في بعض الحالات إلى الموت.
ويؤكد وزير الصحة البريطاني جيريمي هانت استمرار تأخر الوصفات الطبية الإلكترونية، في حين أن النظام فعال فقط في ثلث المستشفيات. مشيرًا إلى أن نشر أنظمة الوصفات الإلكترونية في المزيد من المستشفيات يمكن أن يقلل من الأخطاء بنسبة 50 %، وأن هناك حاجة أكبر للاعتراف بالأخطاء وأسبابها؛ وبالتالي التعلم منها.
وأشار إلى أن الأطباء والعاملين في المجال الطبي يعملون بجد لتجنب ارتكاب الأخطاء، لكنهم بشر، والأخطاء تقع خاصة عند الضغوطات الشديدة.
وأشارت "بي بي سي" إلى أنه يجري إدخال تعديلات في القانون الذي يعني أن الصيادلة لن تتم ملاحقتهم بسبب ارتكابهم الأخطاء.