صراع المصالح والجغرافيا يصل إلى رئاسة مخابرات الميليشيات الحوثية

سباق محمود بين قياداتها المناطقية بعد انفراد جناح صعدة بسلطة القرار
صراع المصالح والجغرافيا يصل إلى رئاسة مخابرات الميليشيات الحوثية

فشلت قيادات ميليشيات الحوثي الانقلابية في التوافق على تعيين رئيس جديد لجهاز مخابرات الأمن القومي بعد الإطاحة برئيس الجهاز السابق اللواء عبد الرب الجرباني، الذي عمل طيلة سنوات مسؤولاً عن وحدة معلومات الميليشيات، حين كانت مازالت في صعدة إبان وقبل حروب صعدة.

وقالت مصادر إن الصراع بين قيادات الميليشيات الذين يتزعمون أجنحة تتكتل بناءً على الانتماء الجغرافي وصل هذا الصراع إلى قمة هرم المخابرات الحوثية والتي تتولى دورًا محوريًا في العمليات الداخلية والمهام القذرة لذراع طهران في اليمن.

وأضافت المصادر أن أحمد حامد مدير مكتب المشاط رئيس مجلس الانقلاب الأعلى والذراع الاستخباراتية لعبد الملك الحوثي داخل الميليشيات في صنعاء، كان رشح مطلق العمراني وكيل الجهاز، في حين رشحت قيادات أخرى بينها المشاط عبد القادر الشامي رئيس مخابرات الأمن السياسي، غير أن الخلاف استمر دون الوصول إلى نتيجة.

وأشارت المصادر إلى أن عبد الكريم الحوثي ومحمد الحوثي وقيادات أخرى اتفقت على أن يكون الشخص الذي سيتم تعيينه من خارج دوائر النفوذ؛ لكي يتجنب الجميع الخوف منه، ورفض توليه المهام، وتم طرح اسم الصحفي نشوان الأشول وأصدر المشاط قرارًا بتعيينه.

والأشول هو صحفي مساند للميليشيات وعمل منذ الانقلاب مشرفًا على ملف الصحفيين ونشطاء الرأي في مواقع التواصل الاجتماعي وكان يقوم بتحديد الأشخاص الذين ينتقدون الميليشيا لتقوم القوات الحوثية الأمنية باختطافهم وإيداعم السجون.

وبعد أن عمل الأشول في هذه المهمة متنقلاً بين الصحفيين والكتاب ومتجسسًا عليهم تمت مكافأته بتعيينه خلال العام 2018 م وكيلاً لجهاز الأمن القومي ليمارس عمله بشكل رسمي ومعلن.

ويعد الوكيل مطلق المراني الذي عمل جاسوسًا لصالح حسين الحوثي مؤسس الجماعة ومسؤولاً عن وحدة المعلومات للصريع الحوثي هو أقوى النافذين داخل جهاز المخابرات حيث يتولى مهام العمليات الداخلية وأنشطة التهريب وغسل الأموال داخل هيكل الميليشيا، ويملك شبكة نافذة في مناطق سيطرة الانقلابيين.

واستفاد مطلق المراني من الدعم الذي يحصل عليه من زعيم الميليشيات وكانت آخر صراعات على تمثيل الانقلاب لدى منظمات الأمم المتحدة والجهات الإغاثية الدولية حيث عمل حامد المراني على إزاحة مطبق المراني من هذا الدور، غير أن المراني أعاق كل تحركات مشروعات الدعم الإغاثي، الأمر الذي دفع حامد إلى التراجع.

وتشهد الميليشيات صراعات متداخلة بين قياداتها وأجنحتها المناطقية بعد أن انفرد جناح صعدة بسلطة القرار والنفوذ ليصل الصراع حاليًا إلى داخل مكون صعدة ذاته المحسوب على عبد الملك الحوثي زعيم الميليشيا.

وكان المراني حاول ومعه مجموعة من القيادات إزاحة حامد من رئاسة مكتب الرئاسة لمجلس الانقلاب من أجل إضعافه وتجاوز نفوذه وذلك بترشيح سليم مغلس لمنصب مكتب الرئاسة ونقل حامد إلى منصب عضو اللجنة العليا للانتخابات قطاع الإعلام غير أن زعيم الميليشيا رفض ذلك ووجه بتعيين مغلس نائبًا لأحمد حامد.

وبتولي الأشول رئاسة جهاز المخابرات وكونه شخصًا ضعيفًا ومخبرًا صغيرًا، وليس له أي نفوذ، ولا ينتمي إلى العائلات النافذة التي تتصارع على القيادة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org