تواصل هيئة تطوير المدينة المنورة، تقديم سلسلة المحاضرات المتخصصة التي تنظمها ضمن برنامج أنسنة المدينة، والتي كان آخرها محاضرة استعرض فيها الدكتور ريتشارد بوديكر، مستشار الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، مجموعة من التجارب الناجحة في تطوير وتنسيق المواقع بالمملكة.
ووصف بوديكر المهندس الألماني العالمي المتخصص في تحويل المناطق الجافة الخالية من السكان إلى رياض مُزهرة، خلال المحاضرة التي أقُيمت صباح أمس الاثنين، وشهدت حضور عدد كبير من المهندسين والمتخصصين في تنسيق المواقع من الجنسين ، انطباعه الأول عن السعودية في العام 1973هـ، قائلاً: "أول فكرة خطرت في ذهني لدى وصولي، أن هذه المنطقة وإن أردنا جعلها جميلة فعلاً، فهي ليست بحاجة إلا إلى الحدائق والأشجار التي تطرح الظل " .
واستعرض بوديكر مجموعة من تصاميم الحدائق التي نُفذت في المملكة، والتي احتضنها حي السفارات في العاصمة الرياض، والتي بدورها كانت إحدى الأسباب الرئيسية في جعل ذلك الحي من أجمل الأحياء في هذه المدينة، بالإضافة إلى تصميم الحدائق المحيطة بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي والحدائق المحيطة بالمتحف الوطني .
ونوه إلى أن تصميم المواقع وتنسيق المناظر الحضرية وتصميم الحدائق والمنتزهات والأماكن المفتوحة ومشاريع تصميم المنتزهات الصحراوية يتطلب دمجها مع السياقات الطبيعية المحيطة إلى التصميمات المعاصرة للمواقع والأماكن الحضرية .
ودعا بوديكر إلى ضرورة انتهاج أفضل أساليب التعامل والتقدير العميق لجماليات البيئة الطبيعية والثقافة المحلية في المملكة، والتي من الممكن أن يستلهم منها المُصممون عدداً من المناظر الطبيعية الإبداعية والمستدامة المتميزة التي تعكس جماليات البيئة والثقافة المحلية لمدن المملكة .
وثمّن المشاركون في ختام أعمال المحاضرة التي استمرت على مدار ساعتين متواصلتين، جهود هيئة تطوير المدينة المنورة في إثراء أداء المهندسين والمختصين في هذه المجال، من خلال استضافة شخصيات متخصصة ومؤثرة في مجالات التصميم والعمارة والتصميم، ضمن برنامج أنسنة المدينة المنورة الطموح الذي يسعى إلى تعزيز الارتباط بين الإنسان وموقع معيشته، ويهدف إلى رفع مستوى جودة الحياة بالمدينة المنورة من خلال تطوير وتحسين الأحياء السكنية والأسواق والأماكن العامة .
