"الشهري" لـ"سبق": زيارة ولي العهد مليئة بالملفات الساخنة والجانب الاقتصادي جزء منها

قال: قضية فلسطين ستكون حاضرة.. ومحمد بن سلمان سيطرح وجهة نظر السعودية
"الشهري" لـ"سبق": زيارة ولي العهد مليئة بالملفات الساخنة والجانب الاقتصادي جزء منها

أكد المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي الدكتور أحمد بن حسن الشهري لـ"سبق"، أن زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى أمريكا، تأتي في الوقت الذي يعاني فيه العالم من أزمات سياسية واقتصادية وأمنية أثرت بشكل مباشر في مسار التنمية الاقتصادية في الوطن العربي والعالم بحكم العلاقات البينية بين دوله ودول العالم الفاعلة.

وقال: "الزيارة تأتي في هذه الظروف تحديداً تحمل معها جعبة مليئة بالملفات الساخنة التي لا يمكن تجاوزها؛ بل هي تفرض نفسها أولوية على طاولة المفاوضات مع الجانب الأمريكي، ويأتي دور نظام الملالي في نشر الإرهاب وزعزعة أمن المنطقة كملفٍّ رئيس تجتمع عليه رؤية الدولتين".

وتابع: "كما أن الأزمة اليمنية وما يتفرع عنها من خيوط متشابكة تبدأ من صنعاء مرورًا بحزب الله في لبنان وصولًا لنظام طهران تشكل قلقاً لدى البلدين؛ نظراً لأهمية سلامة اليمن وأمنه وخلو الممر المائي الدولي في البحر الأحمر من أي تهديدات عسكرية، وهذا ما سعت إيران وذراعها الحوثي لإحداثه من خلال استهداف المملكة والسفن البحرية بالصواريخ والزوارق المتفجرة؛ الأمر الذي جعل هذا الملف يحظى باهتمام الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وأدى هذا الزخم إلى إصدار قرار أممي من مجلس الأمن بتجريم هذه الميليشيا وما تفعله بالشعب اليمني من تدمير وتهجير وتجويع".

وتابع الدكتور الشهري: "كما أن الأزمة السورية ووجوب إيجاد حل سريع وناجع لها سيكون محور مباحثات الرئيس ترامب وسمو ولي العهد، أما أم القضايا وأكبرها، وهي قضية فلسطين، فهي دوماً حاضرة في كل زيارة أو جهد تقوم به بلاد الحرمين وعلى رأسها خادم الحرمين والأقصى الذي دعم القضية الفلسطينية وجعلها نصب عينيه. ونعتقد، بحول الله، أن سمو الأمير محمد سيطرح وجهة نظر السعودية مشفوعة بدعم ومساندة العالم الإسلامي لإيجاد حل سلمي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني. ونعلم دائمًا أن المملكة لا تحمل تطلعات وآمال شعبها فحسب؛ بل تحمل هم وتطلعات الشعوب الإسلامية ونصرة قضاياها".

أما على الصعيد الاقتصادي فقال الشهري: "ستكون زيارة عمل تمتد لثلاثة أسابيع؛ يزور خلالها سمو الأمير سبع ولايات أمريكية للاطلاع والالتقاء بكبار المسؤولين الاقتصاديين في كبرى الشركات الصناعية العملاقة في مجال الصناعات العسكرية والطيران والفضاء والطاقة المتجددة والمعلوماتية والترفيه والبيئة؛ ما يؤذن ببداية نهضة صناعية كبرى هي من استحقاقات الرؤية الطموحة للمملكة ٢٠٣٠ التي ستنطلق بالمملكة من الاقتصاد الاستهلاكي إلى الاقتصاد الإنتاجي الصناعي المعتمد على سواعد الشباب السعودي الذين ذهب إليهم سمو الأمير في جامعاتهم ومعاهدهم في أوروبا وأمريكا؛ ليخاطبهم مباشرة ويقول: وطنكم ينتظركم لتبنوا السعودية الجديدة وفق منظور تحديثي تطويري يلتزم بالثوابت وينطلق نحو التنافسية العالمية؛ سعياً ووصولًا لمربع الكبار الذي تسعى المملكة إلى التربع عليها بفضل الله، ثم بسواعد ولحمة شعبها مع قيادته الحكيمة".

وختم المحلل السياسي حديثه: "أخيرًا، ومن هنا نقول: إن سمو ولي العهد يبعث رسالة للعالم تقول: إن الله قد اختار وشرَّف هذه البلاد لتكون مهداً ومنطلقاً لرسالة المحبة والسلام وداعية للتسامح والوئام، رافضة ومحاربة للتطرف والعنف والإقصاء، ومجتثة لكل من يحاول تشويه صورة الإسلام وسماحته ووسطيته كائنًا من كان، سواء في الداخل أم الخارج لتبقى رسالة الإسلام الحقيقية المشرقة منطلقاً من هذه البلاد المباركة".

وقال: "كما أنها تبعث رسالة تحذير ووعيد أن كل يد تحاول السعي إلى النيل من بلدنا وأمننا وأمن الوطن العربي والعالم الإسلامي، الذي هو كلٌّ لا يتجزأ؛ فإن هذه اليد ستقطع بعدالة وعزم وحزم دعاة السلم والسلام، الذي تتخذه هذه البلاد شعاراً في علاقاتها الدولية؛ ما أكسبها دعم وتحالف العالم معها ومع توجهاتها السلمية في إدارة الملفات".

المحلل السياسي الدكتور أحمد بن حسن الشهري
المحلل السياسي الدكتور أحمد بن حسن الشهري

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org